ظاهرة التحرش بالأطفال في العالم العربي تجاوزت الحدود
ظاهرة التحرش بالأطفال في العالم العربي تجاوزت الحدود
يشكل العنف الجنسي ضد الأطفال انتهاكاً جسيماً لحقوق الطفل. ومع ذلك فهو يمثل أيضاً واقعاً عالمياً في كافة البلدان وبين جميع الفئات الاجتماعية. وهو يأخذ شكل الاعتداء الجنسي أو الاغتصاب أو التحرش الجنسي أو الاستغلال في الدعارة أو المواد الإباحية.
ظاهرة التحرش بالأطفال في العالم العربي تجاوزت الحدود
التحرش أو الاعتداء الجنسي على الطفل هو استخدام الصغير لإشباع الرغبات الجسدية لبالغ أو مراهق، ويشمل ذلك تعريضه لأي نشاط أو سلوك جنسي من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المُتحرش جنسياً، وهذه الأمور تعد جرائم يعاقب عليها قوانين جميع الدول.
عواقب العنف الجنسي البدني والنفسي
وتشير الأدلة إلى أن العنف الجنسي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة قصيرة الأجل وطويلة الأجل وتأثيرات بدنية ونفسية واجتماعية، ليس فقط بالنسبة للبنات أو الأولاد، ولكن أيضاً لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية. وهذا يشمل تزايد مخاطر الأمراض، والحمل غير المرغوب فيه والضغوط النفسية ووصمة العار والتمييز ومواجهة صعوبات في دراستة.
إحصائيات عن التحرش الجنسي
لم يقتصر التحرش الجنسي على مصر وانما في كل الوطن العربي
وإن نسبة التحرش بالأطفال في الوطن العربي زادت بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة، وإن المشكلة الكبرى تكمن في عدم الكشف عن تلك الجرائم خشية الفضيحة.
تشير الدراسات والإحصائيات العالمية إن 70 % من الأطفال في العالم قد تعرضوا للتحرش الجنسي بنوع أو أكثر فقد أفادت إحصائية ألمانية أن نسبة التحرش الجنسي بالطفل قد تصل إلى 12 – 15 % أي ما يعادل 200 ألف حالة سنوياً.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن واحدة من كل 5 نساء وواحداً من كل 13 رجلاً أبلغوا عن تعرضهم للاعتداء الجنسي عندما كانوا أطفالاً، موضحة أن 120 مليون فتاة دون سن 20 عاماً تعرضن لشكل من أشكال الاتصال الجنسي القسري.
82% من الاعتداءات تمت بأماكن «آمنة» للطفل.. و77% من الجناة شخصيات محببة له
اليونيسيف: 83% من الجرائم لا يتم الإبلاغ عنها فى حينها
كما أن معظم الأطفال والأسر لا يبلغون عن حالات الإيذاء والاستغلال بسبب وصمة العار والخوف وانعدام الثقة في السلطات. وكذلك يسهم عدم التسامح الاجتماعي وانعدام الوعي في ضعف الإبلاغ.
حادثة التحرش بطفلة المعادي
مع كل حادثة جديدة، تعود ظاهرة التحرش الجنسي لتظهر على السطح، وتؤشر على خطورة ما وصلنا إليه من أشخاص مغلفين بالشر والإجرام والأمراض النفسية وأبعد ما يكونون عن الانسانية، وآخر الحوادث التي شغلت الرأي العام المصري حادثة التحرش الجنسي بطفلة المعادي داخل أحد العقارات بمنطقة المعادي جنوب العاصمة القاهرة.
وأن الطفلة التي تم التحرش بها من أطفال الشوارع الذين يتسولون على إشارة ميدان الحرية بحي المعادي.
حيث استدرج هذه الطفلة الصغيرة إلى مدخل بناية محاولا التحرش بها جنسيا عبر ملامسة أجزاء من جسدها، قبل أن تخرج سيدة من شقة في الطابق الأرضي من البناية ذاتها وتنقذها.
ما زالت التحقيقات مستمرة
بعد تلقي قسم شرطة المعادي بلاغا من إحدى السيدات التي تفيد باكتشافها قيام شخص بالتحرش بطفلة، انتقلت قوة من المباحث على الفور وتمكنت القوات من تحديد محل إقامته، وتمكنت بالفعل من القبض على (م.ج) الذي يظهر في الفيديو، وهو متزوج ولديه طفلين ويعمل في إحدى شركات المقاولات والبناء وقررت التحفظ على مقطع الفيديو.
وبدأت النيابة التحقيق مع المتهم فيما هو منسوب إليه، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة. ولا تزال التحقيقات مستمرة.
القانون المصري يضع عقوبات قاسية على المتحرشين
أوضح أحد محاميي النقض في المحكمة المصرية إن “قانون العقوبات الحالي، لم يتضمن أي عقوبة صريحة في جريمة التحرش بالطفل، غير أن العقوبة الحالية طبقا للمادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات المصري تنطبق على التحرش بصفة عامة، وهي الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه ولا تزيد على 5 آلاف جنيه، أو بإحدى العقوبتين”.
و أن “المادة 306 مكرر تشير إلى أن عقوبة التحرش تندرج تحت بند كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل، بأية وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية”.
كما أشار المحامي إلى أن “العقوبة تكون أقصى وأشد وهي الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه وبإحدى هاتين العقوبتين، إذا تكرر الفعل من الجاني، من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه”.
وأوضح أيضاً أنه “إذا كان الحادث اغتصابا فيعد ذلك جريمة جنائية تصل عقوبتها إلى الإعدام، إذا نتج عن الفعل وفاة المجني عليها، أو إذا وقعت الجريمة تحت تأثير السلاح، بجانب ذلك إذا قام بالجريمة أكثر من شخص”، منوها إلى أن القول الحكم في الأمر يرجع لتحقيقات النيابة، التي تتحكم في اختلاف العقوبة من تحرش إلى هتك عرض أو اغتصاب.
أولادكم أمانة في أعناقكم احموا أولادكم وتقربوا منهم، علموهم الوقاية دون عنف، علموهم ألا يسمحوا لأحد أن يحملهم على قدميه مهما كان درجة قربه، وألا يقترب أحد من سراويلهم أو ملابسهم الداخلية، وأن يتباعدوا جسديا مع الآخرين.