عادات وسلوكيات خاطئة حان موعد رحيلها في رمضان

عادات وسلوكيات خاطئة حان موعد رحيلها في رمضان

ريهام طارق

توجد عادات وسلوكيات غير مستحبة في حياتنا، للأسف أصبحت شيئ أساسي من روتين يومنا، و يمارسها بعضنا أثناء الصيام، مما ينعكس سلباً على الأجواء الإيمانية، مما يؤدي إلى ضياع الفوائد المرجوة من مقاصد الصوم، ومع بداية شهر رمضان الكريم، حان الوقت أن ندرب أنفسنا على أن نتخلص منها،ولا نعود لها مرة أخري حتي بعد نهاية رمضان.

هيا بنا عزيزي القارئ نضاعف أعمالنا الصالحة في هذا الشهر الكريم، طمعا في الفوز برضا الله و مغفرته و رحمته و هو منتهى غايات المؤمنين .

وفي السطور التالية نستعرض أهم السلوكيات الخاطئة التي نتبعها في شهر رمضان:

الإسراف في الطعام:

من أكثر العادات الخاطئة في شهر رمضان هو الإسراف في تناول الطعام، كأننا نريد تعويض كل ما فاتنا في وقت الصيام في وجبة ووقت واحد مما يقضي على الفوائد الصحية من الصيام.

وأشار القرآن الكريم إلى أهمية الاعتدال في الطعام والشراب ، يقول تعالى : “وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.

وقال رسول الله “صلى الله عليه وسلم “: ” إياكم وفضول المطعم فإنه يسم القلب بالفضلة ، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة ، ويصمّ ُالهمم عن سماع الموعظة “.

وعن الإمام علي “رضي الله عنه قال” : ” من كثر أكله قلت صحته ، وثقلت على نفسه مؤونته “.

كما قال الإمام علي “رضي الله عنه”أيضا: ” كثرة الأكل والنوم يفسدان النفس ، و يجلبان المضرة”.

أن أكثر الأشياء الضارة لقلب المؤمن هي الأكل بشراهة، لأنه يجعل القلب قاسي، و شديد الشهوة، وللأسف أصبح الكثير من الناس يصرفون على أكلهم و شربهم في شهر رمضان الكريم أضعاف ما يصرفونه في غيره من الشهور لدرجة تصل أحياناً لدرجة التحريم ، و الطريف في الأمر أن بعض الناس قد يأكل من الطعام في شهر رمضان أضعاف ما يأكله في غيره من الشهور، وهذا يعتبر من السلوكيات الخاطئة التي تؤدي إلى انعدام الفوائد الصحية المرجوة من الصيام ، و الاصابة بأمراض مختلفة منها أمراض السكري، وارتفاع ضغط الدم، و تصلب الشرايين ، و أمراض القلب، وكل ذلك نتيجة غياب الاعتدال في تناول الطعام والشرب و الإفراط في تناول الطعام، وعدم الوعي الغذائي فيما يجب تناوله يومياً ، لذلك يجب أن يكون شهر رمضان وقت التدرب على التحكم في النفس وانضباط الشهوات والاعتدال في الطعام والشراب، بذلك يتحقق لنا الفوائد الصحية المرجوة من الصيام.

قال الرسول “صلى الله عليه وسلم: “صوموا تصحوا”.

الكسل وكثرة النوم أثناء نهار رمضان:

اعتاد الكثير من الناس على انعدام النشاط، اثناء الصيام فنجد الكثير يتضاعف نومهم خلال شهر رمضان عما في غيره من الشهور، و يصاب العديد من الناس بحالة من الكسل و الخمول و الملل مما يؤدي إلى حالة من العصبية وفقدان التركيز وتدني إنتاج ما يقوم به عما تعود إنتاجه خلال الشهور الأخرى .

و بنظرة سريعة لتعاليم الدين الإسلامية نلاحظ التأكيد الشديد على أهمية إحياء أيام وليالي شهر رمضان الكريم في الصلاة وقراءة القرآن والعبادة و الذكر و الدعاء، والتأمل ، لأن شهر جميع الأعمال مقبولة بإذن الله في شهر رمضان.

قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم: “و عملكم فيه مقبول، و دعائكم فيه مستجاب”.

لذلك يجب علينا أن نحيي شهر رمضان بالعبادة ، وأن نضاعف من الأعمال الصالحة، والدعاء، و الاستغفار، و التوبة النصوح .

الإدمان على مشاهدة التلفاز:

يقضي الكثير من الناس أوقاتهم في مشاهدة برامج التلفاز، خصوصاً أن بمقدور أي أحد منا مشاهده مئات القنوات الفضائية المختلفة التي تتفنن في تقديم مواد إعلامية متنوعة من المسلسلات و الفوازير والبرامج التي يغلب عليها عدم الفائدة و بعضها يدخل في قائمة ما يحرم مشاهدته.

والخساره الحقيقة هي أن يضيع الصائم وقته و هو ينتقل من مسلسل إلي فيلم إلى برنامج، و من قناة لأخرى، بهدف تضييع الوقت وعدم الإحساس بتعب الصيام بدلاً من استغلال أيام و ليالي شهر رمضان بالعبادة و الذكر و الدعاء، والمقصود هنا ليس المنع بقدر عدم الإسراف في المشاهدة ولكن لا تشاهد إلا كل مفيد من المواد الإعلامية سواء كانت المرئية أو المسموعة، والأصح أن يقضي الصائم وقته في العبادة والصلاة وتلاوة القرآن و الأوراد و الأذكار والأدعية الوارد قراءتها و أن نتجه إلى الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان، الذي “هو شهر أوله رحمة ، و أوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار “.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الشقي حق الشقي من خرج منه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه “.

كما قال رسول الله”صلى الله عليه وسلم” أيضا : ” فمن لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له”. 

شهر رمضان منقذنا من الغفلة:

في النهاية، إن شهر رمضان هو منقذنا من الغفلة، وفرصة ذهبية للتدرب على الصبر، و مجاهدة وتهذيب النفس، والتحكم في الشهوات و قوة الإرادة ، والانضباط الأخلاقي في كل شيء ، والالتزام بالضوابط الشرعية، والتخلص من الانجذاب إلى كل مغريات هذه الدنيا الفانية، واستغلال كل دقيقة رمضانية في تكريس العادات الحسنة والابتعاد عن العادات الخاطئة، وبذلك تتحقق الأهداف النبيلة التي يهدف لها ركن من أركان الإسلام الخمسة وهو الصيام.

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال وكل عام وانتم بخير.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.