عاطف الطيب ورفيق الصبان في ليله ساخنه دون إسفاف أو ابتذال

عاطف الطيب ورفيق الصبان: إبداع فني في تجسيد الصورة الشعبية بحرفية ونقاء

ليله ساخنه
ليله ساخنه

كتبت ريهام طارق 

عاطف الطيب ورفيق الصبان: إبداع فني في تجسيد الصورة الشعبية بحرفية ونقاء:

يأخذنا المخرج عاطف الطيب و محمد ياسين”مخرج مساعد”، في رحلة درامية، شيقة نشاهد فيها فيلم من أفضل ما قدمت السينما المصرية وهو فيلم “ليلة ساخنة”، من تأليف رفيق الصبان وحوار محمد أشرف القرشي، والذي تم عرضه في 24 سبتمبر 1995.

قصة  الفيلم تجمع بين سيد، سائق التاكسي المكافح، والذي جسده نور الشريف وحورية، العاهرة التائبة، والتي جسدتها بحرفيه شديده الفنانة العظيمة لبلبه ، بشرط أنها بالرغم من أنها عاهره وفتاه ليل إلا أنها لم تظهر أي مفاتن من جسدها، ولا تلفظت بأي لفظ خارج بحجة أن هذه هي طبيعة الشخصية، و في ليلة مليئة بالأحداث المثيرة، يسعى فيها سيد جاهداً لتدبير 200 جنيه لإجراء عملية جراحية ضرورية لـ حماته التي تعتني بـ ابنه الوحيد المعاق ذهنياً، بينما تحاول حورية جمع المبلغ اللازم، لـ تنكيس المنزل الذي تعيش فيه، هي واختها.

اقرأ أيضاً: قبل عرضه في السينمات.. تفاصيل فيلم «جوازة توكسيك» لـ ليلى علوي

عاطف الطيب صاحب رسالة فنية سامية و دراما بلا إسفاف

ما يميز فيلم “ليلة ساخنة” هو قدرته على تقديم دراما راقية تعكس جوانب الحياة المختلفة بصدق وبدون الحاجة إلى اللجوء، لـ الإيحاءات الجنسية أو الألفاظ النابية، بالرغم من أن الفيلم يعرض مشاهد داخل ملهى ليلي وعوامة، لـ مجموعة من السكارى والبلطجية، ومع ذلك لم نسمع كلمة تخدش الحياء أو نرى أي إيحاءات جنسية، أو عري بلا منطق أو هدف.

هذه البراعة تتمثل في تقديم قصة مثيرة دون اللجوء الي الإسفاف تجعل من الفيلم تحفة فنية تستحق التقدير، مقارنة اليوم مع أفلام تافهة ما يقال عنها إنها صاحبة الإيرادات الأولى، وما هي سوى مستنقع يقدم فن هابط يسيء إلى مصر و وقيم وتقاليد المجتمع المصري ، ونراها تكتسح سوق الإيرادات وتعتبر الأولى من حيث المبيعات، يأتي فيلم “ليلة ساخنة” ويذكرنا بما يجب أن يكون عليه الفن الحقيقي، الأفلام الساقطة و الخاوية التي تملأ شاشات السينما اليوم لا تستحق ثمن تذكرتها، حيث تعتمد على مشاهد الإثارة والابتذال دون تقديم رسالة حقيقية، على النقيض من ذلك، يقدم لنا فيلم “ليلة ساخنة” نموذجاً للفن الراقي الذي يسعى لإيصال رسالة هادفة وتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع.

اقرأ أيضاً: قبل عرضه في السينمات.. تفاصيل فيلم «جوازة توكسيك» لـ ليلى علوي

روعة وجمال الموسيقى التصويرية لفيلم “ليلة ساخن”

فيلم “ليلة ساخنة” يعد واحدا من الأعمال السينمائية البارزة في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط بسبب قصته المؤثرة وأداء أبطاله الرائع، بل أيضًا بفضل الموسيقى التصويرية الرائعة التي صاحبت أحداثه، هذه الموسيقى التي ألفها الموسيقار الراحل مودي الإمام أضفت بعدًا آخر على الفيلم و جعلت المشاهدين يعيشون التجربة بعمق أكبر، لم تكن الموسيقى التصويرية في فيلم “ليلة ساخنة”، مجرد خلفية موسيقية للأحداث، بل كانت عنصراً فعالاً في نقل المشاعر والأحداث، فقد نجح مودي الإمام في استخدام الألحان والنغمات بشكل ينسجم تماماً مع التطورات الدرامية في الفيلم، فعندما تتصاعد الأحداث و تشتد التوترات، كانت الموسيقى تصعد بـ الوتيرة نفسها، مما يجعل المشاهد يشعر بتوتر الأحداث كما لو كان يعيشها.

إن أحد أعظم الإنجازات التي حققها مودي الإمام من خلال موسيقاه هو قدرته على تحريك المشاعر العميقة لدى الجمهور. فقد كانت موسيقاه مليئة بالأحاسيس والعواطف التي جعلت المشاهدين يتفاعلون مع كل لحظة في الفيلم، في المشاهد الحزينة، كانت الألحان تعبر عن الألم والمعاناة بصدق، وفي اللحظات السعيدة، كانت الموسيقى تضفي جوًا من الفرح والسرور، هذا التناغم بين الصورة والصوت جعل تجربة مشاهدة الفيلم تجربة لا تُنسى.

يمكن القول إن الموسيقى التصويرية لفيلم “ليلة ساخنة” كانت أحد أبرز العوامل التي جعلت الفيلم يحقق هذا النجاح الكبير بفضل عبقرية الموسيقار الراحل مودي الإمام، استطاعت الموسيقى أن تنقل لنا مشاعر وأحداث الفيلم بشكل يجعلنا نتفاعل معها بكل جوارحنا. لقد أثبت مودي الإمام من خلال هذا العمل أن الموسيقى التصويرية ليست مجرد أداة ترفيهية، بل هي لغة تعبيرية قوية قادرة على نقل أعمق المشاعر وأدق التفاصيل.

اقرأ أيضاً: لجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي تكشف عن تشكيلتها للدورة الثانية

في النهاية يعد فيلم “ليلة ساخنة” مثالاً يحتذى به للفن الذي يحترم عقلية المشاهد ويسعى لتقديم محتوى ذو قيمة، إن هذا الفيلم هو دعوة لتقدير الفن الحقيقي والابتعاد عن الأفلام التي تروج لـ الإسفاف والابتذال، لذا، يجب علينا دعم الأعمال الفنية التي تقدم رسائل سامية وتساهم في رفع مستوى الوعي الثقافي والأخلاقي في مجتمعنا المصري، لأن المال يزول ولكن تظل السيرة مستمرة والتاريخ قائم، يذكرنا بفنان نترحم عليه، وفنان آخر نشعر بالعار لمجرد أنه نسب إلى تاريخ السينما المصرية في يوم من الأيام.

 

اقرأ أيضاً: إلهام شاهين محاربه حرة تهوى دخول عش الدبابير وخوض الحروب

بوستر فيلم اولاد رزق
بوستر فيلم اولاد رزق

 

 

 

 

 

فيلم، “ليلة ساخنة“، يضم نخبة من النجوم ابرزهم:”سناء يونس ، سيد زيان، عزت أبو عوف، سلوى عثمان، وسعيد طرابيك، عزت ابو عوف، حسن الاسمر، محمد متولي ، يسري العشماوي ، ايناس مكي ، محمد عبد الجواد ، رضا ادريس ، يوسف عيد ، حسن الديب ، ناصر شاهين ، سيد جبر، عزت بدران محمد شرف، حجاج عبد العظيم، هشام عثمان، ابراهيم الطوخي، محمد طه، عادل عطيه، رمزي غيث”.

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.