عبد الحليم وسر الأغنية الهابطة التى إضطر لتقديمها ..حكاية مختلفة وصورة نادرة
عبد الحليم وسر الأغنية الهابطة التى إضطر لتقديمها ..حكاية مختلفة وصورة نادرة
كتبت / غادة العليمى
عبدالحليم حافظ العندليب الأسمر ومداح القمر ومطرب الثورة
ألقاب كلها تعبر عن الصوت الحالم ،
الذى تسلل إلى القلوب بعند وكفاح ونغم وعذوبة حتى صار فى مكان ومكانه لم يصل إليها فنان قبله ولم يبلغها بعده فنان أخر .
ومؤكد أن هذا لم يحدث على سبيل الصدفه بينما بالذكاء والتخطيط والإختيار الجيد المتواصل
كذلك حين قرر الدخول إلى عالم السينما فقد سار علي نفس النهج حيث أستخدم ذكاؤه والتخطيط لخطواته وتجلى ذلك فى أولى أفلامه السينمائية “لحن الوفاء”
حكاية الغنوة الهابطة
فى بداية هذا الفيلم ” لحن الوفاء” قُدمت غنوة بسيطة بلحن بسيط بحنجرة الأسطى ( مارى عز الدين ) كما كانوا يلقبونها فى شارع محمد على .
مطلع الأغنية كان يقول
“الحلو في الفراندة شاورلي وبصلي
والقلب في الزمان ده بسرعة يتملي”
وكان المقصود من تقديم الأغنية فى بداية الفيلم السخرية من نوعية هذه الأغانى وتقديمها على إنها أغنية هابطة لكن ماحدث كان العكس تماما .
فقد كان حليم هذا الشاب الواعد يحلم بأن يكون مطرب للثورة ومؤدى للأغانى العاطفية الخفيفة فكان يريد لنفسه شأن أعلى ومكانة أقوى ، كان يريد أن ينافس فوزى وفريد فى أفلام عاطفية طويلة كان يريد أن يصبح مطرب أول على المسرح الغنائى ونجم شباك فى السينما لذلك اختار التوليفه الصحيحه التى تحقق الجماهيرية فى أولى أفلامه ، حكاية لشاب فقير ذو صوت جذاب تضطره الظروف للعمل عند سيدة لا تتمتع بأى موهبه فنيه تغنى أغانى هابطة أختار لهذا الدور الأسطى ( مارى عز الدين ) التى كانت مغنية أفراح تحيى ليالى فى شارع عماد الدين ومحمد على وأختار للغنوة مؤلف المونولوجات وقتها (فتحى قوره ) الذى كان يكتب لشكوكو لكتابة كلمات الأغنية.
فاتحة خير علي الجميع
وتدور أحداث الفيلم وتتهكم السيدة صاحبة الغنوة على المطرب الموهوب الذى يغنى لحن الوفاء فى أخر الفيلم فيتعاطف المشاهد مع المطرب ويتعلق بالأغنية ذات اللحن الاوركسترالى في “لحن الوفاء” فى الفيلم الذى يحمل نفس الإسم
ولكن من الطرائف أن تهب الرياح بما لا تشتهى السفن فيتعلق الجمهور بالغنوة الخفيفة وتزداد شهرة الاسطى ( مارى عز الدين ) ويطلب منها فى كل لياليها الغنائية أن تقدم غنوة ( الحلو فى الڤراندا )
وكذلك يُعرف ( فتحى قوره ) مؤلف الغنوة كشاعر أغانى موهوب ويتعامل معه فيما بعد فريد الاطرش وشادية وفايزة وعبد الحليم نفسه حين قدم له بعض الأغانى القصيرة الخفيفة مثل ( وحياة قلبى وأفراحه )
حتى ملحن الغنوة ( إبراهيم حسين ) كانت الغنوة فاتحة خير عليه وتسببت فى تقديمه إلى الوسط الفنى والغنائى.
وهكذا كانت الغنوة سبب رئيسي فى شهرة كل من قدمها ونالت إعجاب المشاهدين حتى إنهم أرسلوا خطابات للإذاعة بعد رفع الفيلم من السينمات يطالبوا الإذاعة بعرض غنوة ( الحلو فى الڤراندا ) لتصير الغنوة الهابطة بالفيلم غنوة جماهيرية محببة للمستمعين بفضل عبد الحليم حافظ
غنوة ناجحة وقصة حب فاشلة
أما أنجح أغنيات الفيلم فكانت غنوة (على أد الشوق ) والتى حكى عنها العندليب بنفسه وقال إلتقيت يوما بكمال الطويل صدفة فى منزل الأستاذ محمد عبدالوهاب وتحدثنا فى الفن وفى الإبداع وفى الإلهام وقال لى كمال إن حبا فاشلا أوحى إليه بمطلع أغنية منذ عامين وأنه أنهى اللحن منذ يومين فقط وأسمعنا كمال اللحن على العود فأعجب به الحاضرون جميعا وغنيت اللحن فكان من أنجح أغنياتى
الأغنية وتحديدا فى وفى حوار للإذاعة عام 1974 قال العندليب للإذاعى طاهر أبوزيد «على قد الشوق هى اللى خلت الناس تعرف عبدالحليم حافظ تعرف اسمه وتعرف ملامح صوته»
صورة نادرة من زمن جميل
وفى يوم ١٧ يناير من عام ١٩٥٥ نشرت مجلة الكواكب العريقة صورة جماعية نادرة جديدة ومختلفة لكل أفراد فريق عمل أول أفلام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من أول بطولاته المطلقه فيلم “لحن الوفاء” تنفرد بنشرها صحيفتنا “أسرار المشاهير” .
ونعدكم اصدقائنا بموافاتكم دائما بصور نادرة من الزمن الجميل كعادتنا دائما معكن .
انتظرونا في لقاءات وموضوعات جديدة ومختلفة .
تابعونا
كاتبة المقال الأستاذة والأديبة
غادة العليمى