عبد المنعم رياض وميدو عبد القادر نموذج نجح في تحطيم مقولة “عدوك ابن كارك”

بقلم: ريهام طارق

اجتمع الفنانان عبد المنعم رياض وميدو عبد القادر على منصة “وصلة” ضمن فعاليات الدوره الثامنه عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري، ليُشكّلا معًا لوحة حية عن أثر المسرح في تشكيل الوعي الإنساني.

عبد المنعم رياض: المسرح ليس مهنه ولا وسيله بل مرآة للروح

جلس عبد المنعم رياض وميدو عبد القادر ليبوحا بما لم يُقال،

المسرح، كما وصفه عبد المنعم، ليس مهنة ولا وسيلة، بل هو إعادة يومية لاكتشاف الذات، وفي كل عرض جديد يُولد الفنان من رحم الشخصية التي يقدمها.. كلمات الفنان عبد المنعم رياض لم تكن حديثًا عابرًا، بل شهادة عاشها فنان تشكّلت ملامحه الأولى في المسرح المدرسي، وصقلها الزمن في حضرة محمد صبحي، و توّجها بالتجارب الكبيرة على الخشبة، حيث لم يكن “كيوبيد” في مسرحية أو “سرحان” في “أفراح القبة” مجرد أدوار، بل كانوا وجوهًا ، خرجت من داخله لتمارس الحياة أمام الجمهور، ثم تعود إليه أكثر ثقلًا وصدقًا.

ميدو عبد القادر: المسرح طقس من طقوس الإيمان.. المسرح تجربه مقدسه

أشار ميدو عبد القادر إلى المسرح كأنه طقس من طقوس الإيمان، واصفا إياه بـ”التجربة المقدسة” التي لا يُمكن لأي فنان حقيقي أن يتجاوزها، ومن مدينة الإسماعيلية إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، مرّ ميدو بتجارب عدة، وترك بصمته في عروض حصد فيها الجوائز لا بموهبة عابرة، بل بإخلاص شديد للمهنه.

علاقته بعبد المنعم رياض بدت كأنها امتداد طبيعي لفكرة “الوصلة” التي يحملها المحور، فهي ليست علاقة زمالة، بل حالة فنية وإنسانية، تآلفت رغم اختلاف التجربة، ونجحت في تحطيم مقولة “عدوك ابن كارك” لصالح مودة تتغذى على الاحترام وتزدهر بالعمل المشترك.

الفنان عبد المنعم رياض
الفنان عبد المنعم رياض

عبد المنعم رياض: المسرح  بيتا و مأوي و وطن بديل

عبر  الفنان  عبد المنعم رياض عن المسرح بكونه “بيتًا”، مأوى للفنان و لـ حيرته، لـ صراعه الداخلي و انتصاراته الصغيرة، بينما رآه ميدو كـ محراب، قدسية التجربة فيه تبدأ من لحظة البروفات، ولا تنتهي عند التصفيق، بل تكتمل حين يشعر الممثل أن الجمهور صدقه… و توحد معه.

غياب التقدير المادي والمعنوي عن المسرح المصري:

تحدثوا أيضًا عن هموم المسرح، من طول فترات البروفات دون إنتاج فعلي، إلى غياب التقدير المادي والمعنوي، وأشار ميدو إلى أن المسرحي لا يملك ترف الوقت، بل يختنق أحيانًا بين ما يحلم به وما يُتاح له، في ظل موارد محدودة ونظرة مجتمعية قاصرة لفن يُفترض أن يكون في المقدمة لا الهامش.

 

 

الفن ليس رفاهية فقط بل وصلة حياة:

هذه “الوصلة” لم تكن لقاء عابر ضمن فعاليات المهرجان القومي للمسرح المصري،بل درسًا فنيًا وإنسانيًا يُضاف إلى ذاكرة المسرح المصري، يؤكد أن التقاء الأجيال ليس منافسة، بل تكامل، وأن الشغف لا يُقاس بالعمر، بل بقدرتك على أن تظل واقفًا على الخشبة، تنطق بحكاية، تؤمن بها، وتنتظر فقط من الجمهور أن يُصدقك، ليؤكد أن الفن فعل مقاومة، ومساءلة، وتجدد، وبحث مستمر عن الإنسان داخل الفنان.

في النهاية أكد هذا اللقاء أن المسرح المصري سيظل حيًا، لا يذبل ولا يموت بل نابضًا بالحياه، طالما بقي هناك فنانين تؤمن أن الفن ليس رفاهية فقط، بل وصلة حياة.

الصحافيه ريهام طارق
الصحافيه ريهام طارق

نبذه عن الكاتب:

ريهام طارق صحافية متخصصة في الأخبار الفنية والثقافية، تتمتع بخبرة واسعة تمتد لسنوات في تغطية الوسط الفني العربي، أجرت حوارات صحفية مع نخبة من كبار نجوم الغناء والتمثيل في الوطن العربي، تشغل حاليًا منصب رئيس قسم الفن بجريدة “أسرار المشاهير”، إحدى المنصات الإعلامية الرائدة في تغطية الأخبار الفنية والثقافية.

بدأت مشوارها المهني من المملكة العربية السعودية عبر جريدة “إبداع”، وتعمل كمحرره صحفيه في عدد من  المؤسسات الإعلامية الكبرى في الوطن العربي، من بينها جريدة “الثائر” في لبنان، و جريده ”النهار” في المغرب و مجله النهار بالعراق

كتبت أيضا العديد من المقالات التحليلية في مجال السياسة الدولية، والبورصة وسوق المال الأمريكي والأوروبي ما يعكس تنوع رؤيتها وقدرتها على الدمج بين الحس الثقافي والوعي السياسي، كما تولت عضوية اللجنة الإعلامية في المهرجان القومي للمسرح المصري.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.