عبور جديد للقوات المسلحة

 

اذا كان التاريخ قد توقف كثيرآ عند ملحمة نصر أكتوبر 1973 فسوف يتوقف أكثر وأكثر عند العملية الشاملة سيناء 2018 والتى بدأت منذ حوالى سنة تقريبآ وبالتحديد من جبل الحلال تحت عنوان حق الشهيد ، هذا الجبل الذى اتخذ منه العدو وكرآ لكل الدواعش والارهابيين الذين تسللوا الى مصر اثناء حكم الاخوان بعضهم عن طريق الإنفاق والبعض الآخر ممن حصلوا على الجنسية المصرية من الإخوان ، فاصبحنا نواجه عدو من داخل الديار المصرية وهنا تكمن صعوبة المواجهة ثم جاءت العملية الشاملة فى صباح الجمعة 9 فبراير 2018 وهى بمثابة العبور الجديد والأصعب لقواتنا المسلحة وقوات الشرطة المصرية بالتعاون مع كل أجهزة الدولة .

 

لاشك أن انتصار القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973 على العدو الصهيوني وتحطيم خط بارليف وعبور قناة السويس كان بمثابة شهادة ميلاد جديدة للقوات المسلحة المصرية التى سطرت لنفسها تاريخ ناصع من البطولات المستمرة حتى الآن ، وهى على اعتاب عبور جديد  يكاد يكون الأصعب والأخطر على القوات لتعدد أطراف المؤامرة على مصر من عدو يختبئ بين أحشاء الوطن يفاجئنا بكل خسة وندالة من حيث لانتوقع ، لكننا على ثقة كبيرة فى قدرات وعزيمة جنودنا البواسل واجهزة الامن المصرية على تطهير كل شبر من تراب سيناء من الخونة والمتربصين  .

 

فى أكتوبر 1973 كنا نعرف من هو عدونا وكانت المواجهة معه على جبهة القتال وكنا على قلب رجل واحد وفى خندق واحد مع الجيش والشرطة حتى أتم الله علينا نعمة النصر ولم يكن بيننا خونة فى الداخل تتمنى سقوط مصر من أجل فرد او جماعة إرهابية متطرفة والثمن حفنة عفنة من الدولارات لاتغنى ولاتسمن من جوع  ، فى أكتوبر 1973 انخفض معدل الجريمة بشكل ملفت للنظر ولم يبلغ عن حادثة سرقة واحدة على الرغم من انشغال أجهزة الأمن مع الجيش فى حرب أكتوبر إلا أن اللصوص انفسهم وقفوا مع الجيش والشرطة واستحوا أن يسرقوا ونحن فى حالة حرب .

 

واليوم الوضع مختلف تمامآ نظرآ لأننا نواجه عدو خسيس تربى من خير هذا البلد ومازال ينعم بخيراتها حتى الآن ، يعيش بيننا  ويتآمر علينا بكل خسة وندالة  مع دول معروفة للجميع تعمل لحساب اجهزة مخابرات أكثر منه خسة وندالة  ، كل همهم النيل من هذا البلد وإسقاطه والإستيلاء على ثرواته وتشريد شعبه ، عن طريق وضع السم فى العسل تارة وتفجير الكمائن والكنائس والمساجد تارة أخرى وقتل فلذات اكبادنا من خيرة شباب مصر .

 

ولأن لغة الارقام هى الأقوى فإن حصيلة العملية الشاملة حتى كتابة هذا المقال ، تم القضاء على 53 عنصر تكفيرى والقبض على 600 فرد مابين عناصر تكفيريه ومشتبه بهم منهم جنسيات اجنية لدول خسيسة تأمرت على مصر مع خونة الداخل ، وكذلك تدمير 1650 ملجأ ومخبأ كانت بمثابة أوكار للعناصر الإرهابية  ، وتدمير 72 عربة دفع رباعى  ، وكذلك ضبط 300 دراجة بخارية دون لوحات معدنية  ، وتفكيك اكثر من 100 عبوة ناسفة كانت معدة للإنفجار فى مسار القوات والاماكن المدنية الحيوية ، وتدمير 3000 نفق منذ بداية الحرب على الإرهاب حتى الآن  ، وبالتوازي مع محاربة الإرهاب ومكافحة المخدرات تم ضبط 21 مزرعة لنبات البانجو وكميات من الحشيش وعدد 2 مليون قرص مخدر  .

 

ومما سبق نؤكد على نصر مبين لقواتنا المسلحة واجهزة الشرطة المصرية على الإرهاب لكن المعركة مازالت مستمرة وربما سوف تستغرق وقت طويل خصوصآ أننا نحارب فى عدة جبهات وفى كل الاتجاهات مع توفير كافة وسائل الأمن والأمان للمدنيين ومراعاة كافة وسائل حقوق الإنسان حتى مع الإرهابيين انفسهم وهذا يحسب للقيادة السياسية للبلاد وللجيش والشرطة  .

 

ولأنه دائمآ فى كل المعارك يكون هناك جندى مجهول ففى هذه المعركة لدينا أكثر من جندى مجهول ، الجندى المجهول الأول هو شعب مصر العظيم الواثق كل الثقة فى الله سبحانه وتعالى والمؤيد لكل قرارات قيادته السياسية ولم ولن ينساق وراء المغرضين والمتربصين وأخص بالذكر أهلنا فى سيناء ، أما الجندى المجهول الثانى فى هذه المعركة هو اجهزة الامن المصرية ورجال الشرطة البواسل المتواجدين فى خندق واحد مع قواتنا المسلحة فلهم منا كل التحية والتقدير والاحترام ، إذ نؤكد على أننا شعب مصر جميعآ بكل فئاته معهم فى خندق واحد حتى يتم تطهير مصر من الإرهابين والخونة وستظل مصر مقبرة الغزاة على مر العصور  .                                                                                                                                                                                                        بقلم / بسيوني ابوزيدابوزيد ….. فرانكفورت المانيا

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.