عثرات بين انقاض الماضي.. بقلم : وائل جنيدى
نقلا عن جريدة " اليوم الدولى" العدد العاشر حاليا بالآسواق
نقلا عن جريدة ” اليوم الدولى” العدد العاشر حاليا بالآسواق
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله حمد الشاكرين وللنعم ذاكرين وصلاة وسلاما على خير الخلق اجمعين وعلى اله الطاهرين وصحابته الميامين الغر المحجلين ..
وبعد
فان لله سننا في الارض لا تتبدل ولا تتغير الا بمشيئته سبحانه ونواميس ثابتة لا يبدلها تعاقب الايام ولا دورة السنون والاعوام ولا سجال البأس بعد الضعف او الوهن بعد قوة .
خلق الله الكون على قانون معروف ونظام قد صار للناس مألوف وقد علم هذه القوانين وعمل عليها كل بر وفاجر وسرت عليه بثوابها وعقابها .
فلا نجد امة انتصرت فقط لإيمانها ولا امة غلبت فقط لكفرها او إلحادها لكن يبقى بعد كل هذا عاقبة الاخرة وهى ليست ما نبحث مآله في هذا الموضع ..
فكم من امة مثل الاتحاد السوفيتي السابق لا تعترف بالله ولا تعبده بل وكان الايمان بالله عندهم جريمة نكراء يعاقب عليها القانون ورغم هذا كانت على رأس الامم في يوم من الايام .
وعلى النقيض من ذلك امة الاسلام التي غرقت في الضعف بعد القوة وهانت واستهانت بها الامم فتداعت عليها كل ساكنة الارض كما تتداعى الاكلة الى قصعتها فقد اصابها الوهن وهو حب الدنيا وخشية الموت ونحن بين هذا وذاك تركنا ايماننا حتى نلحق بركب الامم المتطورة فلم ننعم بإيماننا ولم نحقق صبوتنا في التقدم المنشود ..
يا امة الاسلام ان التقدم المنشود رهن بالعلم والعمل والالتزام بالثواب والعقاب والقانون وليس رهنا بكفر وايمان .
حين كانت امتنا المريضة فوق الامم تسوقهم حيثما اردت وحكمت من الارض ما حكمت زمن عزتها وقوتها لم يكن ذلك وليد تسبيح وتهليل فقط ولا نقيضه ايضا لكن كان بعمل دؤوب وعلم واسع وتجرد واخلاص في القول والعمل
فما نفع جيش عرمرم من الصداحين بالأذكار والدعاء وليس بينهم رجل يستل سيفه من غمده.. لكن يجاهد ويجالد ويضع الخطط الذكية والاساليب الالمعية فيثبته الله حتى ينال ما تمنى من النصر
فلا ينال العلا الامن سهر الليالي ومن جد وجد ومن زرع حصد .. مسلمات هي لا تقبل التبديل
كان من العجب العاجب ان اطالع قول اقوام ممن لا خلاق لهم يستشهدون بخروج العرب من بطولة كاس العالم بانهم ضيعوا انفسهم بالانشغال بما لا ينفع متدثرينبأثمال الدين البالية على حد قوله وهو قول عجيب .. فمن اخلص في دينه اخلص في دنياه وهذه حقيقة مؤكدة بلا جدال ومن آمن بالله واليوم الاخر صلح عمله وهو امر اخر لا تنتطح فيه عنزان
ولو كان من بين فرق العرب المشاركة في هذا المحفل العالمي من يستحق ان يكون بين صفوف الفائزين لكان بينهم
لكنا قوم نلقى عن كواهلنا دوما عبئ الخسارة والفشل بأسهل ما يمكن وهى نظرية المؤامرة او ادعائنا بانا مقيدون بدين او قواعد اجتماعية او اقتصادية او غيرها .. وهو لعمرى كذب اقرع ..
فكما قولنا سابقا انه من جد وجد ونحن قوم لا نجد لذلك لا نجد .. الامر ابسط من ان يحتاج الى لفت الانتباه اليه
ولم يكن مثال خروج العرب من كاس العالم مثالا وحيدا بل في كل مضمار تتسابق فيه الامم مثال جديد اقتصادي كان او عسكري او تعليمي او خلاف ذلك ..
ليس من الفطنة ان نسير في طريق جربناه مرارا ولم نفلح ثم نكرر ذات الطريق فقط لأننا الفناه ولا نريد المجازفة
نتعثر في طريق ملاه هشيم اماني جفت على جذوعها وايام صارت اصناما نحيل السائل عن حالنا اليها وامجاد مضت وارتحلت ولن تعود الا على سواعدنا وافهامنا ..
وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ
يا قومي إنا في ذيل الامم لأننا لم نشأ أن نعدو الى المقدمة حتى صار هذا دأبنا وديدننا
وفى الختام نسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يقيض لنا امر رشد من انفسنا يعيدنا الى الحق قولا وفعلا في الدنيا والاخرة انه ولى كل جميل ..