عذرا أيها الكوكب فلقد خلعت النساء عباءة الحياء

عذرا أيها الكوكب فلقد خلعت النساء عباءة الحياء

عذرا أيها الكوكب.. تثير ظاهرة تعري بعض النساء في وسائل مختلف الأماكن وعلي منصات التواصل تساؤلات كثيرة مهمة حول هذه التحولات السريعة وتأثيرها على القيم والأخلاق

بقلم / ياسر عبدالله

سؤال مهم يطرح نفسه حول ظاهرة خلع معظم النساء عباءة الحياء وتعمدهن للتعري في مختلف المناسبات وخاصة عبر منصات التواصل الإجتماعي دون مراعاة للإحترام ودون وجود مانع من الأب أو الأخ أو الزوج و تثير هذه الظاهرة تساؤلات عميقة حول أسبابها وهل لها علاقة بالتحولات الإجتماعية والثقافية ومدى تأثيرها على المجتمع وهل هي نذير شؤم ينبئ بقرب القيامة أو سبب لغضب الكوكب علينا

قبل الخوض في هذه المسألة من الضروري التأكيد على أن هذه الظاهرة لا تمثل جميع النساء بل هي سلوك نراه ونشهده الأن لبعضهن ولا يمكن تعميمه على الجنس الأنثوي بأكمله كما أن ربط هذه الظاهرة مباشرة بقرب القيامة أو بغضب الكوكب من باب أن النساء هي الأرض التي تخرج النشء السليم وهي المدرسة التي تربي الأجيال السوية لكن من الممكن تحليل هذه الظاهرة من خلال عدة زوايا

أولا : العوامل الإجتماعية والثقافية

تعد هذه الظاهرة جزء من التحولات الإجتماعية والثقافية السريعة التي يشهدها العالم وخاصة في ظل العولمة وتأثير وسائل الإعلام فإنتشار ثقافة التعري وتركيز وسائل الإعلام على الجمال الجسدي وترويج صور نمطية مثالية عن المرأة كلها عوامل تساهم في ضغط نفسي على النساء يدفعهن إلى السعي وراء تحقيق هذه الصور المثالية حتى لو تطلب ذلك التخلي عن بعض القيم والتقاليد كما أن تراجع دور الأسرة وتضاؤل دورها في تربية الأبناء وتوجيههم يساهم في ضعف الضوابط الإجتماعية التي كانت تحافظ على التقاليد والأعراف المجتمعية

ثانيا : دور وسائل التواصل الإجتماعي

فقد لعبت وسائل التواصل الإجتماعي دورا بارزا في إنتشار هذه الظاهرة فمنصات التواصل الإجتماعي تتيح للنساء فرصة كبيرة للتعبير عن أنفسهن بحرية لكنها في الوقت نفسه تعرضهن لضغوط إجتماعية كبيرة وتشجع على السعي وراء الشهرة و

الإنتشار حتى لو كان ذلك على حساب القيم والأخلاق كما أن سهولة الوصول إلى المحتوى غير اللائق و إنتشار ثقافة العري والتباهي بالجسد أصبحت تساهم في تشكيل تصورات خاطئة لدى بعض النساء حول الجمال والأنوثة

ثالثا : العوامل النفسية

قد يكون لبعض النساء دوافع نفسية تدفعهن إلى هذا السلوك مثل البحث عن الإنتباه والإهتمام أو محاولة تعويض نقص في الثقة بالنفس أو التعبير عن التمرد على القيود الإجتماعية وفي هذه الحالة يصبح التعري وسيلة للتعبير عن الذات ولو كانت هذه الوسيلة تسبب مشكلة وضرر

رابعا : غياب الضوابط الدينية والأخلاقية

بالتأكيد يساهم غياب الضوابط الدينية والأخلاقية أو ضعفها في إنتشار هذه الظاهرة فغياب التوجيه الديني السليم وعدم فهم قيمة الحياء والأدب والأخلاق يدفع بعض النساء إلى التخلي عن هذه القيم بسهولة واتباع طريق التعري

وفي الختام إن ظاهرة خلع بعض النساء عباءة الحياء وتعمدهن للتعري ليست ظاهرة بسيطة بل هي ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل إجتماعية وثقافية ونفسية ودينية ولا يمكن حلها ببساطة بل تتطلب جهودا مشتركة من الأسرة والمجتمع والدولة من خلال تعزيز القيم الأخلاقية وتوفير التوجيه السليم ومكافحة ثقافة التعري وتنظيم إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي.