عزت زين مبدع تأخر ظهوره، لكنه عندما أتيحت له الفرصة ظهر أستاذًا

عزت زين: تكريم الفنان بيكون بمثابة إشادة بالماضي، وأيضاً محفز له في المستقبل

عزت زين
عزت زين

تكريم الفنان عزت زين في المهرجان القومي للمسرح المصري: اعتراف بمسيرة مسرحية لامعة

تشهد الدورة السابعة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، تحت رئاسة الفنان محمد رياض، تكريم الفنان القدير عزت زين، وذلك تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في مجال المسرح بشكل خاص والفن بشكل عام، والذي يعد من رواد مسرح الثقافة الجماهيرية، ترك بصمة لا تُمحى كممثل ومخرج مسرحي.

حوار: ريهام طارق 

بدايات الفنان القدير عزت زين: 

ولد الفنان عزت زين في محافظة الفيوم في يوليو 1958، و نشأ في بيئة مسرحية بفضل والده الفنان المسرحي متعدد المواهب.

بدأ عزت زين أولى تجاربه المسرحية في سن السابعة، واستمر في ممارسة شغفه بالمسرح خلال مختلف مراحل حياته التعليمية، ولم تقتصر تجربته المسرحية على المدارس فقط، بل امتدت إلى الأندية ومراكز الشباب، قبل أن يُعتمد كمخرج في الثقافة الجماهيرية منذ عام 1984.

أخرج الفنان القدير عزت زين ما يقرب من أربعين مسرحية، منها “اثنين في قفة، مقتل القمر الجنوبي، المستوحاة من أعمال الشاعر أمل دنقل، القبض على طريف الحادي، لممدوح عدوان، عائلة توت، قضية ظل الحمار، رابعة العدوية، حفلة على الخازوق”. 

تنوعت أعمال الفنان القدير عزت زين ما بين المسرح المصري والعربي والعالمي، مما يعكس ثراء وتنوع خبراته المسرحية، ولم يقتصر دور عزت زين على الإخراج فقط، فقد أسس فرقة مسرح جامعة الفيوم وشارك في معظم المهرجانات التي نظمتها الجامعة، كما سعى من خلال جمعية “نادي المسرح المصري” التي أسس لها فرعا في الفيوم إلى تقديم مسرح مستقل ذو جماليات و منحى تجريبي، وبالرغم من تفوقه في جميع تجاربه في الإخراج إلا أنه، لم يتوقف عشقه الأساسي وهو التمثيل، وقدم أدوارا بارزة في المسرح، إلا أن دوره في مسرحية “قواعد العشق الأربعون” كانت بمثابة بطاقة تعارف على قدراته الفنية ، و بوابته الواسعة إلى الأعمال التلفزيونية والسينمائية.

أشاد به المخرج الكبير محمد فاضل قائلاً: “عزت زين مبدع تأخر ظهوره، لكنه عندما أتيحت له الفرصة ظهر أستاذًا.”

آخر أعماله المسرحية هي حلم جميل بطوله الفنان سامح حسين ومن إخراج إسلام إمام ، ومسرحية مش روميو و جولييت التي تعرض حاليا على خشبة المسرح القومي بطولة رانيا فريد شوقي وعلي الحجار، اعداد عصام السيد ومحمد السوري ، ومن إخراج المخرج الكبير عصام السيد.

تكريم الفنان عزت زين في المهرجان القومي للمسرح المصري هو اعتراف مستحق بمسيرة فنية متميزة ومليئة بالإنجازات، ويعد تقديرًا لجهوده الكبيرة و إسهاماته الفعالة في إثراء المشهد المسرحي المصري.

اقرأ أيضاً: افتتاح الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري يؤجل رسمياً

حوار حصري لجريدة أسرار المشاهير، يكشف لنا الفنان عزت زين عن أهم محطاته الفنية و بداياته:

في حوار حصري لجريدة أسرار المشاهير، يكشف لنا الفنان القدير عزت زين عن أهم محطاته الفنية و بداياته، بالإضافة إلى آرائه ووجهات نظره حول مشواره الفني، كما يتحدث عن أحب وأقرب أعماله إلى قلبه، وعن الأشخاص الذين كانوا الأكثر تأثيراً في مسيرته الفنية.

في هذا اللقاء المميز، يأخذنا عزت زين في رحلة عبر ذكرياته وتجربته الفنية الغنية، مسلطاً الضوء على جوانب من حياته وشخصيته قد تكون غير معروفة للجمهور.

في البداية نرحب بالفنان القدير عزت زين في جريدة أسرار المشاهير ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

تكريم مستحق في المهرجان القومي للمسرح المصري:

بداية، نود أن نهنئك على تكريمك في المهرجان القومي للمسرح المصري كيف كان شعورك عندما تلقيت خبر التكريم؟

بالطبع كان خبر التكريم مبهجاً للغاية، فقد شعرت بسعادة غامرة، هذا التكريم يعني ببساطة أن هناك مؤسسة متخصصة تقدر عملك و تاريخك، وتعتبره جديراً بالتقدير، إنه لشعور عظيم أن ترى جهودك معترفاً بها من قبل مثل هذه المؤسسة المحترمة.

عزت زين: تكريم الفنان بيكون بمثابة إشادة بالماضي، وأيضاً محفزله في المستقبل.

كيف ترى دور التكريمات والمهرجانات في دعم وتقدير الفنانين والمبدعين في المجال المسرحي؟

التكريم دائماً يكون تقديراً للرحلة الفنية الطويلة و الإنجازات التي تم تحقيقها، و هو بمثابة إشادة بالماضي، وأيضاً محفز للمستقبل، إذا كان لدى الفنان المزيد ليقدمه، فإن التكريم يصبح حافزاً له لتقديم أفضل ما عنده، وتحقيق إنجازات أكبر أو المحافظة على نفس مستوى الإنجازات بالكفاءة ذاتها.

اقرأ أيضاً: ياسر صادق يكشف عن أسرار وتطورات المهرجان القومي للمسرح المصري الـ 17

عزت زين: مسلسل “خيط حرير” فتح أمامي العديد من الفرص في الدراما التلفزيونية والسينمائية.

ما هي أبرز اللحظات والمحطات في مسيرتك الفنية التي تشعر بأنها كانت فارقة في حياتك المهنية؟

في الحقيقة، هناك ثلاث محطات رئيسية أثرت بشكل كبير على مسيرتي الفنية.

المحطة الأولى.. كانت عندما قدمت تجربة إخراجية في المسرح، وفوجئت بأن هيئة قصور الثقافة اعتمدتني كـ مخرج مسرحي، هذا الدعم والتقدير كانا من الأسباب الرئيسية التي دفعتني للاستمرار في تطوير نفسي في مجال الإخراج المسرحي.

أما المحطة الثانية.. فكانت تجسيدي لشخصية جلال الدين الرومي في مسرحية “قواعد العشق الأربعين“، و هذه الخطوة فتحت لي الأبواب لـ تقديمي للجمهور على نطاق أوسع، وكانت تجربة غنية ومؤثرة بالنسبة لي.

 

المحطة الثالثة.. كانت مشاركتي في مسلسل “خيط حرير“. الأستاذ إبراهيم فخر أعطاني فرصة لتمثيل دور والد عز الدين، وكان هذا الدور الأكبر بالنسبة لي في ذلك الوقت، هذه التجربة فتحت أمامي العديد من الفرص الجديدة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية، وساهمت في تطوير مسيرتي المهنية بشكل ملحوظ.

أعمال مسرحية بمثابة لوحه شرف في حياه عزت زين:

ما هي الأعمال المسرحية التي تعتز بها أكثر من غيرها ولماذا؟

أعتز كثيرًا بـ مسرحية “حفل على الخازوق” التي شاهدتها الأستاذة نهاد صليحة، أثناء عرضها وكانت في ذلك الوقت كانت أستاذتي وكنت قريبًا منها جدًا، و أشادت بالعرض مما اعطاني الحافز على الاستمرار في العمل وإظهار أفضل ما عندي.

كذلك، مسرحية “سيادة السيد العام” التي قدمتها في أول مهرجان رواد المسرح في دمياط وفازت بالمركز الأول، و أيضًا مسرحية “عائلة توت” التي فازت بالمركز الأول في أسيوط.

ومن التجارب المهمة بالنسبة لي كانت مسرحية “رابعة العدوية” التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.

و أخيرًا، مسرحية “مقتل القمر الجنوبي” التي أعددتها وأخرجتها وقدمت في العديد من المحافظات داخل مصر. بالرغم من تقديمها باللغة العربية الفصحى والشعر، إلا أنها كانت تجربة مهمة جدًا في حياتي وحققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.

اقرأ أيضاً: ايمن عبد الرحمن: نفتقر إلى الأعمال المسرحية القوية التي تستطيع المنافسة

عزت زين
عزت زين

كيف ترى تطور المسرح المصري في السنوات الأخيرة؟ وهل ترى أن هناك تغييرات إيجابية حدثت في المشهد المسرحي؟

بالتأكيد، هناك تطور ملحوظ في المشهد المسرحي المصري في السنوات الأخيرة، نشهد ظهور العديد من المواهب الشابة التي تقدم أعمالاً مميزة وأكثر جرأة في تناول عناصر العرض المسرحي، وأصبحت هناك مراكز تعتبر علامات للجودة، مثل مركز الإبداع بقيادة المخرج الكبير خالد جلال، ومع ذلك، أرى أن مشكلة المسرح المصري الحقيقية تكمن في تركيزه على العاصمة، حيث يكون دور مسرح المحافظات والأقاليم محدوداً وتأثيره ضعيفاً، ومن أهم التحديات التي يواجهها المسرح المصري هو عدم تسجيل العروض وإعادة بثها على القنوات التلفزيونية، لهذا السبب، ما زلنا نشاهد مسرحيات من الستينيات والثمانينيات ولا نرى العروض العظيمة التي قدمت على المسارح المصرية خلال السنوات الماضية.

عزت زين: الممثل المسرحي يعيش في حالة تحدي مستمر مع ذاته لاكتساب المزيد من المعرفة.

ما هي أهم التحديات التي واجهتها كممثل مسرحي وكيف تعاملت معها؟

الممثل المسرحي يعيش في حالة تحدي مستمر مع ذاته لاكتساب المزيد من المعرفة، والمشاهدة المستمرة لكافة أنواع الفنون على المستويين المحلي والعالمي، وعلى الممثل أيضاً أن يرى نفسه ويحدد موقعه فيما يقدمه بصدق، و أهم التحديات التي تواجه أي ممثل هي الحفاظ على فكرة التنويع، والحرص على تجديد الأداء ليظل متجددا صاحب أداء رشيق، ويعمل على تطوير أدواته باستمرار ليصل إلى آفاق لم يصل إليها من قبل.

تكريم عزت زين في المهرجان القومي للمسرح المصري
تكريم عزت زين في المهرجان القومي للمسرح المصري

 

عزت زين: نصيحتي للفنان الشاب لا تجعلوا الشهرة والمال هدفكم الوحيد.

ما هي أهم النصائح التي تقدمها للشباب الذين يطمحون لدخول عالم التمثيل و المسرح؟

نصيحتي للشباب الذين يرغبون في دخول عالم المسرح والتمثيل في الوسائط الفنية المختلفة بسيطة ولكنها جوهرية: لا تجعلوا الشهرة والمال هدفكم الوحيد، هناك العديد من الفنانين الذين يسعون فقط وراء الشهرة، دون أن يكون لديهم شغف حقيقي بالتمثيل أو الفن، تجدهم لم يخطوا قدماً في مركز شباب أو قصر ثقافة، ولكنهم يريدون الظهور كنجوم كبار، و هذه مشكلة كبيرة، لأن هذا النوع من الأشخاص ليس لديهم حب حقيقي للتمثيل أو الفن، بل يسعون فقط للشهرة السريعة وجمع المال.

اقرأ أيضاً: إلهام شاهين محاربه حرة تهوى دخول عش الدبابير وخوض الحروب

عزت زين: النص الجيد والمخرج الجيد هما عمودا نجاح أي عرض مسرحي

في رأيك، ما هي العناصر الأساسية التي تساهم في نجاح عرض مسرحي؟

النص الجيد والمخرج الجيد هما عمودا نجاح أي عرض مسرحي، المخرج لديه القدرة على اختيار كافة العناصر التي تتعلق بالعمل الفني، بما في ذلك النص والممثلين، فهو المسؤول عن تدريب الممثلين وتوجيههم لتحقيق أفضل أداء، لذا، أعتقد أن أهم عناصر نجاح العمل المسرحي هي مخرج موهوب وناجح يمسك بين يديه نصاً جيداً، يستطيع من خلاله تقديم عرض مسرحي رائع ومتميز.

عزت زين: جميع المخرجين الذين عملت معهم أضافوا لي واستفدت منهم.

من هم المخرجون الذين تركوا بصمة في مسيرتك الفنية؟

كل المخرجين الذين تعاملت معهم تركوا أثراً عميقاً في مسيرتي الفنية، سواء كان ذلك بالإيجاب أو بالسلب، فعندما يقف الممثل أمام المخرج، يكتشف نقاط قوته وضعفه ويستطيع تقييم مدى الاستفادة التي يمكن أن يحققها من هذا التعاون. لذلك، يمكنني القول إن جميع المخرجين الذين عملت معهم أضافوا لي واستفدت منهم بصورة كبيرة.

عزت زين: دعم الجمهور هو القوة الدافعة التي تجعل الفنان يقدم أفضل ما لديه.

في الختام، ماذا تحب أن تقول لجمهورك ومتابعينك الذين قدموا لك الدعم طوال هذه السنوات؟

أولاً، أود أن أعبر عن امتناني العميق لكل شخص أبدى إعجابه بأعمالي الفنية، إن كل تصفيقة لي وأنا على خشبة المسرح كانت تعني لي الكثير، وكل كلمات الدعم والتشجيع كانت الحافز الذي يدفعني لتقديم الأفضل دائمًا، شكراً لكل من دعمني و حفزني وأثنى على أدائي، فـ دعمكم هو القوة الدافعة التي تجعل الفنان يقدم أفضل ما لديه باستمرار.

في ختام هذا الحوار الفني الرائع مع الفنان القدير عزت زين، لا يسعنا إلا أن نعبر عن امتناننا له على وقته الثمين ومشاركته الصادقة لـ تجربته ومسيرته الفنية الغنية، ونتمنى له دوام النجاح و التألق على المستوى الشخصي والمهني، علي وعد بلقاء آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق.

 

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.