عزيز الشافعي: أصعب رهان في حياته.. التخلي عن الهندسة والرهان على الموسيقى

كتبت: ريهام طارق

هذا المقال الجزء الثاني من الحوار الخاص مع الملحن عزيز الشافعي في برنامج “ضيفي مع معتز الدمرداش”، حيث يكشف فيه كواليس قراراته المصيرية ورحلته من عالم الهندسة إلى أضواء الموسيقى.

كانت رحلة عزيز الشافعي إلى عالم الموسيقى مليئة بالاحداث المفارقات التي شكلت ملامح هويته و صقلت موهبته الفنية ومع أول خطوة، برز اسمه بقوة حين قدّم أغنية “بلاش الملامة” بصوت المطرب خالد سليم، لتصبح تلك الأغنية بطاقة عبور استثنائية على طريق النجاح.

 لكن ما حدث بعدها كان مفاجئ، إذ وجد عزيز نفسه لسنوات طويلة عاجزا عن تكرار نجاح جديد بهذا الحجم، يعيش بين يقين بموهبته من جهة، وبين صراع مرير مع واقع فرض عليه أن يبقى موظف مهندسا بالنهار و ملحن ليلًا.

القرار الذي غير مسار حياة عزيز الشافعي

ظل عزيز الشافعي ممزقًا بين وظيفةٍ تسرق وقته وتكبّله بقيودها اليومية، وبين شغف يزداد اشتعالا كلما ولد لحن جديد له على أوتار العود، كان عزيز يشاهد زملاءه الملحنين يقضون ساعات طويلة في الاستديوهات، يتفرغون بالكامل لابداعهم، بينما هو يقف في منتصف الطريق، لا هو مهندس ناجح على نحو كامل، ولا ملحن متفرغ قادر على المنافسة.

تسلّل إليه شعور قاسٍ بأن اختياره كان خاطئًا، وأنه قصّر في عمله كمهندس، وربما لم تكن الموسيقى طريقه الحقيقي عند تلك اللحظة الفاصلة، أدرك أنه يقف أمام مفترق طرق: إما أن يبقى أسير وظيفة مستقرة بحدودها المادية والاجتماعية، أو أن يغامر بكل شيء ليسمع صوت حلمه .

كان حلم عزيز الشافعي أوسع من حدود المكاتب والجداول فقد أراد أن يكون علامة فارقة في الموسيقى، مدرسة قائمة بذاتها تحمل اسمه وتخلّد بصمته، ومن هنا، اتخذ قراره الجريء… وكانت تلك بداية الحلم.

قرار العمر والرهان على الحلم

جاءت أولى خطوات عزيز الشافعي بثبات، وثقة وبدأت ملامح النجاح في الظهور تدريجيًا، و قدّم تلك الفترة مجموعة من الألحان التي لاقت صدى واسعا، منها أغنية “حب جامد”، للمطربة جنات، وعدد من الألحان المميزة لتامر حسني، وصولا إلى اغنية “يا بلادي” بصوت المطرب المصري رامي جمال عام 2011، وهنا شعر الشافعي أن نجاحه لم يعد محليا فقط، بل تخطى الحدود ليصل صداه إلى أرجاء الشرق الأوسط.

وفي لحظة حاسمة اختار عزيز مواجهة مستقبل مجهول، في وقت كانت مصر تمر بظروف اقتصادية صعبة، ترك وراءه حياة مستقرة ودخل ماديا مضمونا، ليقدم على أصعب رهانات حياته، والبدء من الصفر، متفرغا للفن وحده، تخلى عزيز عن عالم الهندسة وألقى بنفسه في بحر الموسيقى بلا ضمانات، راهن على حلمه، وظل شغفه بالفن أقوى من أي حسابات عقلانية وأكبر من كل العقبات.

من “يا بتاع النعناع” إلى لقاء الهضبة

كان قرار عزيز أن يترك كل شيء خلفه ويتفرغ للموسيقى بمثابة الشرارة الأولى لانطلاق سلسلة من النجاحات المتتالية، أغنيات مثل “يا بتاع النعناع” و”خطوة” لم تكن مجرد ألحان عابرة، بل صارت علامات فارقة رددها الجمهور في كل مكان، وأثبتت أن حلمه لم يكن وهما، بل قدرا ينتظره، ومع كل نجاح، كان يزداد يقينا أنه يسير على الطريق الصحيح.

إلى أن جاء عام 2019… العام الذي غير كل شيء، في ذلك العام، التقى عزيز بالهضبة عمرو دياب، ومنذ اللحظة الأولى، بدا أن القدر يكتب فصلا جديدا في حياة الملحن الشاب، وجاءت أغنية “يوم تلات” كأول تعاون بينهما، لكنها لم تكن مجرد أغنية، بل كانت بوابة إلى عالم آخر، مرحلة مختلفة كليا حملت في طياتها مفاجآت ونجاحات استثنائية…

في المقال القادم، نفتح معًا هذه البوابة لنتعرف إلى الكواليس الخفية لبداية رحلة عزيز الشافعي مع الهضبة، وكيف تحولت تلك اللحظة إلى نقطة تحول كبرى في مسيرته.

الصحافيه ريهام طارق
الصحافيه ريهام طارق

نبذة عن الكاتب

ريهام طارق، صحافية مصريه متخصصة في الشؤون الفنية والثقافية، كتبت في عدد من المؤسسات الصحفية في العالم العربي، تشغل رئيس قسم الفن بجريدة أسرار المشاهير، في مصر.

بدأت مسيرتها المهنية من المملكة العربية السعودية عبر جريدة إبداع، قبل أن تنتقل بين كبريات الصحف والمجلات العربية، من بينها جريدة المغرد وجريده الثائر اللبنانية، وجريدة النهار في المغرب، تكتب أيضا في مجلة النهار في العراق.

كما كتبت السياسة الدولية والاقتصاد وأسواق المال الأمريكية والأوروبية، و عضو اللجنة الإعلامية للمهرجان القومي للمسرح المصري

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.