عزيز الشافعي: الأفراح الشعبية مدرستي الأولى… منها تعلمت سر النجاح

كتبت: ريهام طارق

يعد الملحن عزيز الشافعي واحدا من أبرز صناع الأغنية في مصر والوطن العربي، بصماته الموسيقية تركت أثرا واضحا، و ألحانه أصبحت علامات فارقة في ذاكرة الجمهور.. في حوار خاص مع الإعلامي معتز الدمرداش، نقترب لأول مرة من ملامح شخصيته ومسيرته، و نكشف أسرار البداية وكواليس النجاح في رحلة فنية تستحق أن تروى.. تابعونا لتعرفوا السر وراء نجاحه.

حل الملحن عزيز الشافعي ضيفا في برنامج “ضيفي مع معتز الدمرداش”،  والذي رحب به في أول اللقاء وبدأ حديثه بالترحيب بعزيز الشافعي وقال ان عزيز منذ لقائه به في كواليس البرنامج حدث بينهم دردشه ورغم أنها قصيرة إلا أن معتز الدمرداش شعر انهم اصدقاء منذ فترة طويلة، وأري هذا الوصف يعكس مدى تلقائية عزيز الشافعي و بساطته وكم هو انسان قريب من القلب..

نشاه عزيز الشافعي 

ولد عزيز الشافعي في حي الزيتون وهو حي شعبي عريق بالقاهرة، وسط أسرة مصرية تشبه مئات العائلات، تؤمن بأهمية التعليم وتحرص على غرس القيم في أولادها، و لكن موهبة عزيز الشافعي لم تأتي صدفه بل كانت ميراثًا من والده ووالدته.

كان والده عاشقًا للفن والغناء، ويملك صوتًا جميلا وكان يحب غناء مونولوجات الفنان الراحل شكوكو، أما والدته فكانت ربة منزل بسيطة من اصول صعيدية، من قرية “عرابة أبيدوس” في جرجا، سوهاج تعشق كتابه الشعر،و كتبت ديوان شعر وطني يتكلم عن حرب أكتوبر، وقامت بطباعته، و توزيعه على الأقارب والأصدقاء، إيمانًا منها بالكلمة وقيمتها.

بدايه رحلة كفاح عزيز الشافعي الحقيقية

أنهى عزيز الشافعي مرحلته الثانوية وكان طالب متفوقًا في دراسته، حقق حلم والديه والتحق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، قسم اتصالات، و تفوقه الدراسي لم يُثنه عن الشعور المبكر بالمسؤولية تجاه نفسه وأسرته فاختار أن يعمل إلى جانب دراسته منذ سنواته الأولى، واعتمد على نفسه ليساهم في مصاريف دراسته والمساهمه  في مساعدة أسرته، مجسدًا صورة الشاب المصري القادم من الأحياء الشعبية، الذي تعلم الرجولة باكرًا ويشعر بالفخر بذلك وهكذا بدأت رحلة كفاحه الحقيقية.

يروي عزيز الشافعي أنه جمع بين الدراسة والعمل، وفي الوقت ذاته أخذت ملامح موهبته الموسيقية تتبلور بقوة، وبدأ الغناء في الأفراح والمناسبات وعلى المسارح الشعبية التي كانت تُقام في الحواري المصرية، حيث كان يؤدي ألوانًا مختلفة من الطرب، بين الكلاسيكيات الخالدة لأم كلثوم ونجاة، وبين الأغاني الشعبية الخفيفة، كما غنى في مركز شباب سراي القبة وبعض أندية القوات المسلحة، وكان أجره عن الوصلة الواحدة لا يتجاوز عشرين جنيها، ليصل دخله اليومي إلى ما بين ستين وسبعين جنيها.. وذكر مازحًا أن والده، كان موظف آنذاك في إحدى الشركات، كان يتقاضى راتبا لا يتجاوز سبعمائة جنيه.

ومن وجهة نظري الشخصية ، كانت هذه المرحلة من أهم عوامل تكوين شخصية عزيز الشافعي الفنية، إذ منحته خبرة مباشرة بالشارع المصري، و قربته من ذائقة الجمهور الحقيقي، الغناء الحي والمباشر أمام جمهور لا يعرف المجاملة شكل حبل الوصال الأول بينه وبين الجمهور المصري البسيط، و كما يوصف الشعب المصري أنه من أصعب الجماهير لانه شعب ذواق، صريح، لا يمنح ثقته إلا لمن يملك الموهبة الحقيقية فإن شعر بصدق الفنان احتضنه، وإن افتقده لفظه دون تردد.

وأكد عزيز الشافعي نفسه علي أن هذه المرحلة لا يمكن أن تنسى، بالنسبه له فهي التي صقلت خبرته ومنحته أسرار صناعة ما يعرف بـ “Commercial song “… الأغنية التجاريةالتي تلمس الناس و تجمعهم حولها، بنفس الحرفية التي يصوغ بها ألحانه الدرامية والرومانسية.

بدأت ملامح الحلم عند عزيز الشافعي وسط صخب الأفراح وضجيج المسارح الشعبية، حيث كان الغناء نافذته الأولى إلى قلوب الناس، وإلى الشارع المصري، لكن مساره اتخذ منعطفًا آخر حين تخرج في كلية الهندسة قسم الاتصالات ليجد نفسه غارقا بين الأرقام والدوائر، بعيدًا عن الأضواء، يمارس مهنته كمهندس فترة طويلة، ومع ذلك، ظل صوت الفن يهمس داخله، حتى استجاب له أخيرًا ليبدأ أولى خطواته الحقيقية نحو الاحتراف.

سر قرار عبد العزيز الشافعي تغيير اسمه الي عزيز الشافعي 

لم يكتفي عزيز الشافعي أن يعرف كـ ملحن فقط، بل كانت موهبته تشمل كتابه الشعر الغنائي وأيضا الغناء كما بدأ أول حياته كمطرب، كأنه أراد أن يبني عالمه الفني بـ ملامحه الخاصة ولأن الأسماء تحمل نصيب أصحابها، ترك “عبد العزيز” بما يحمله من جدية ، و استلهم من تجربة حميد الشاعري الذي غير اسمه من عبد الحميد الي حميد، ليصبح “عزيز الشافعي”، ليكون اسمًا قريب من الناس و خفيف على اللسان، بعد ما قدّم أولي ألحانه للنجم تامر حسني، وهنا بدا و كأن القدر منحه مفتاح الدخول لقلوب الجمهور وكانت من هناك بداية انطلاقة عزيز الشافعي.

 

حين طرح معتز الدمرداش على عزيز الشافعي السؤال الأهم: كيف يعرف نفسه فنيا؟ لم يتردد في الإجابة؛ فهو يرى نفسه أولا وأخيرا ملحن، ويأتي بعد ذلك صفتا الشاعر ثم المطرب، لإيمانه الشديد أن الملحن هو “أب الأغنية” الحقيقي، فهو من يمنحها الروح والهوية، ويستشهد على ذلك بقراءة سريعة لتاريخ الموسيقى العربية، فكل نقلة موسيقية كبرى ارتبطت باسم ملحن، من سيد درويش ومحمد عبد الوهاب، إلى بليغ حمدي ومحمد الموجي، و صولًا إلى رياض الهمشري ووليد سعد وصلاح الشرنوبي.. وأكد عزيز الشافعي أن هذا لا يقلل من قيمة الشعراء الغنائيين ولا من أثر الكلمة، لكنه يلفت النظر إلى أن العصور الغنائية عبر التاريخ ارتبطت دائمًا بأسماء الملحنين، لا بالشعراء، إذ يبقى اللحن هو العلامة الفارقة التي تصنع ملامح المرحلة وتخلّدها في وجدان الجمهور.

بهذا نكون قد وصلنا إلى ختام الجزء الأول من لقاء الملحن العبقري مع  الإعلامي الراقي معتز الدمرداش، في حوار كشف لنا ملامح مختلفة من شخصيته، على أن نلتقي غدًا في الجزء الثاني من هذا اللقاء الاستثنائي، حيث نفتح صفحات جديدة نتوقف عند نقطة انطلاقته الحقيقية، و نكشف عن العمل الذي كان الشرارة الأولى لـشهرته، فضلا عن تفاصيل تعاونه مع كبار نجوم الغناء في الوطن العربي، في رحلة ممتعة تستحق المتابعة.

انتظرونا… والمفاجأة قادمة! مع ريهام طارق.

الصحافيه ريهام طارق
الصحافيه ريهام طارق

نبذه عن الكاتب 

ريهام طارق صحافية  وناقده فنيه مصريه أجرت حوارات حصرية مع نخبة من أبرز نجوم الغناء والتمثيل في الوطن العربي، وتشغل حاليًا منصب رئيس قسم الفن بجريدة “أسرار المشاهير”، في جمهورية مصر العربية، بدأت مسيرتها الصحفية من المملكة العربية السعودية عبر جريدة إبداع، تكتب في عدد من المؤسسات الإعلامية الكبرى في الوطن العربي، من بينها جريدة الثائر والمغرد في لبنان، وجريدة النهار في المغرب، ومجلة النهار الفنية في العراق، وإلى جانب تخصصها في الصحافة الفنية، كتبت مقالات تحليلية في مجالات السياسة الدولية والاقتصاد العالمي، وأسواق المال الأمريكية والأوروبية، كما تولت عضوية اللجنة الإعلامية في المهرجان القومي للمسرح المصري، لتؤكد مكانتها كواحدة من الأقلام المميزة في الصحافة العربية.

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.