عشق التحدي فتميز وابتكر .. محمد عمر .. يبدع على ثمار الفاكهة

= كتب : ابراهيم مرزوق

= الفنان محمد عمر اراد ان يقدم فناً مميزاً وكل لابد ان يتحدى الظروف التى تحيط به فأبدع أعمالا نحتية مبتكرة من ثمار البطيخ والعديد من الفواكه والخضراوات وأيضا ابدع أعمالا فنية على قوالب الزبد والشيكولاتة والفوم ( الفلين ) وغيرها من الخامات المختلفة وهى خامات صعبة فى تنفيذ الأعمال عليها .. ولكن بالصبر والعمل والإرادة اثبت للجميع انه قادر على التميز .. وعندما سألناه عن بدايته الفنية قال :

= انا من قرية صغيرة بمحافظة القليوبية وانتمى لعائلة بسيطة حيث كان والدي يعمل ترزي ملابس ووالدتي ربة منزل ، ولا أتذكر شيء قبل السبع سنوات غير ان امى كانت ترسم لى قدر استطاعتها بالنقاط على الورق وأقوم بتمرير القلم على النقاط حتى تنتهي الرسمة ، وكنت فى مراحل الدراسة المختلفة لا أحب فى المدرسة الا حصة التربية الفنية ، فهى الحصة الوحيدة التى كنت اشعر فيها بالحرية واشعر أننى بلا قيود ففى كل حصة افتح ورقة جديدة بيضاء ليس فيها سؤال ولا اى شروط ارسم فيها ما أحب وما اشعر واختار الألوان المفضلة لدى ، نعم كانت الحصة مرتبطة بمنهج لكن كنت اعبر فيها بطريقتي ..

وكانت كل رسمة أنفذها مفاجئة لى ولزملائي فقد لاحظ الجميع الفرق الكبير فى رسوماتي وبين زملائي الاكبر والأصغر منى سنا وبدأت ارسم على الجدران فى المدرسة وعلى جدران منزلي وكنت أحافظ على كراسة الرسم لأخر العام ثم أقوم بتقطيع ورق الكراسة وتعليقه فى الغرفة وكل سنة اكرر الفكرة حتى أصبحت حجرتي مثل المعرض ولكنها كانت بسيطة جدا بيت بسيط ولوحات من الورق وسيطر الرسم على تفكيرى ووقتى حتى انشغلت عن الدراسة بالرسم لدرجة ان ابى انزعج عندما رأى نتيجة أخر السنة ضعيف فى كل المواد ما عدا الرسم ، ولان اسرتى بسيطة فليس لدبهم ما يقدمونه لى لمساعدتي ودعمي فى اشتراكي فى اى مكان يهتم بالموهوبين او حتى دعمي معنويا فأنهم لا يشجعونني لكى اعبر عن طموحاتي وابداعاتى .

ـ ويكمل محمد حديثه قائلا : بعد إنهاء المرحلة الثانوية التحقت بكلية التربية الفنية وبدأت اذهب الى المعارض واحترمت وقتها العمل اليدوي وقيمته وكيف يمكننى ان أكون انسان متميز ، وبدأت احلم وأصبح لى طموحات وأمل وهدف اسعى لتحقيقه ، وكنت بفضل الله من الطلبة المتفوقين فى دفعتي وكنت مميز بين اصدقائى فى الكلية كما كنت مميز بين اصدقائى فى جميع المراحل التعليمية

وقررت العمل لكى أحقق احلامى ، وكنت أحب العمل الشاق حتى استطيع النوم بلا تفكير ، لا أفكر فى شيء سوى كيفية الوصول لهدفي ، وتنقلت فى أعمال كثيرة ، وحاولت العمل فى مجال النحت الذى اعشقه لكننى لم أجد الفرصة فكان لابد ان اصنع الفرصة بدون مساعدة من احد فدخلت احد الفنادق وطلبت ان اعمل لديهم لكى استطيع ان اتعلم الطبخ وأصبح شيف .

ـ وتحدث محمد عن فكرة إبداعاته على ثمار البطيخ فقال : بالفعل اشتغلت بالمطبخ وكنت فى هذه الفترة قد شاهدت بعض الشيفات تنحت على الفواكه بطريقة جميلة ولكنها ليست بالأعمال الفنية هى مجرد أفكار لتزيين الطعام ، أخذت منهم فكرة النحت على الفواكه والخضروات وخاصة ثمرة البطيخ وثمرة القرع العسلي التى تتيح الفرصة للإبداع لكبر حجمها ، وظللت فترة طويلة لا أعود للسكن الا وانا معي شيء من الفواكه والخضروات انحت عليه واشتغلت طول هذه الفترة بعد عملى بالفندق أربع ساعات يوميا انحت على البطيخ والفواكه والخضروات وأتعلم النحت وأشاهد الأعمال الموجودة على النت وأقلدها ثم ابدع الجديد

وكنت أنام اقل من أربع ساعات الى ان تمكنت من النحت بشكل جيد وكنت عندما اشعر بالإرهاق أتذكر دكتور بالجامعة كان يرسم دائرة بيده بسرعة فائقة وكان يقول انه لكى يتعلم رسم الدائرة لابد له ان يرسمها يوميا مئات المرات ، وبدأت اشتهر باعمالى الفنية على ثمار البطيخ بحرفية وبحس فني راقي .

ـ ويكمل محمد فيقول : فى حفلات رأس السنة طلبت من القرية السياحية التى كنت اعمل بها إننى أقوم بصنع الأعمال الفنية بإكمالها للحفلة بلا مقابل حتى يوافق القائمين على الفندق فطلبوا منى عمل تجربة والحمد لله كانت اول نحت لي على الفلين ، بعدها ربنا وفقني وأكملت  باقي أعمالى الفنية وحققت ما كنت أريده وتعلمت صنع العديد من الأعمال الفنية المتنوعة التى اكسبتنى الكثير من الخبرة .

ـ وينهى محمد حديثه قائلا : تركت شرم الشيخ واتجهت للتعليم كمدرس تربية فنية انقل لطلاب وجيل المستقبل أعمالى وفى نفس الوقت ايضا أصبحت ملم بخامات الوسائل التعليمية والفنية واستقريت بالمدرسة وقمت بتعليم العديد من طلاب كلية الفنون التطبيقية وكلية الفنون الجميلة ودربتهم على تنفيذ ماكيت ومشاريع التخرج ومازال الطريق أمامى لكى اقدم المزيد .

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.