عقدة الحجاب
منذ نحو سبع سنوات بدأت موضة غريبة للنساء اللواتي كن قد التزمن بارتداء الزي الشرعي … تمثلت في خلعِه
وتعللت بعضهن بربط ذلك بجماعات أو تيارات دينية
و ما سببوه من فقد الثقة في الحديث بالدين
وكأن الدين ظهر على أيدي الجماعات لا على الرسل والأنبياء
وبين الحين والآخر نرى موجات هجوم على ما أسموه الحجاب …
وهو خطأ مقصود ليتمكنوا من الضرب في الزي الشرعي بعدم فرضيته
الحجاب وهو النقاب أمر مُختلَف عليه بين الفقهاء بين كونه فرض أو فضل …
فهو على أمهات المؤمنين فرض …
ولمن أرادت من المؤمنات التشبه بأمهات المؤمنين فهو لها فضل جزاها الله به خيرا بشرط الالتزام بكل ما يتطلبه هذا من مثالية في السلوك تليق بمٌقام الحجاب الذي فرضه رب العالمين على أمهات المؤمنين
أما الزي الشرعي
فهو أمر من الله لا جدال فيه
على المؤمنات كما جاء في سورة النور …
وعلى زوجات المؤمنين كما جاء في سورة الأحزاب …
وهو الخمار الذي يغطي الجيب و الجلباب الذي يخفي سائر الجسد …ولخصه علماء الأمة بإجماع الآراء في صفات محددة
الزِّي الشرعي هو الذي :
لا يكشِف … لا يصِف … لا يشِّف … ولا يكون لِباس شُهرة أي لافت للنظر
وما ترتديه المرأة في العموم يجب أن يسترها هذا عن المرأة منذ بدء الخليقة … و ما عرفنا أن امرأة حرة كانت مُتبرِجة أو سافِرة …
ومن القرآن الكريم مثلا نجد في ذكر ملكة سبأ
قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
سورة النمل … 44
أي أن الملكة كانت ترتدي رداءا يغطي كامل هيئتها …وبالطبع ترتدي غطاء رأسها
وفي الديانة المسيحية
نجد أن أخواتنا من الراهبات لا يراهن أحد حاسرات الرأس أبدا وزيهن يغطي سائر البدن …
وبالطبع الأصدقاء من اخواننا المسيحيين يمكن أن يفيدونا أكثر في هذا
وعن نفسي بصفتي تربيت مع أخوة مسيحيين و لم نكن نفرق بين مسلم و مسيحي رأيت جاراتنا سواء
لا يفتحن الباب ولا يقفن في الشرفات برؤوس حاسِرة
وكذلك أتذكر مقولة وزير العدل الإيطالي عندما طالبوه بتشريع يمنع ارتداء ما يطلق عليه خطأ بالحجاب …
أجاب قائلا أوافق بشرط أن تنزعوا غطاء الرأس عن كل صور ماريا …
يقصد صور سيدة نساء العالمين العذراء مريم التي تظهر صورها دائما مستترة …
ولاتوجد لها صور تبدو فيها حاسرة الرأس
وفي الديانة اليهودية
أفتى حاخامات اليهود الربانيين في التلمود أن تغطى المرأة رأسها ووجهها تماماً ، ولا يترك منهما إلا عين واحدة فقط،
وشدد على ذلك الحَبر اليهودي المعروف “موسى بن ميمون”
بتأكيده على أنه لا يجوز للمرأة أن تمشى في الشارع أو حتى في فناء منزلها وهى حاسرة الرأس تماماً،
بل يجب عليها أن تغطى رأسها بمنديل على الأقل.
بل وقال “ابن ميمون” أيضاً أن الرجل الذي يترك امرأته حاسرة الرأس هو ملعون،
وأن المرأة التي تكشف عن شعرها عند خروجها من منزلها تكون بذلك قد خرجت عن ديانتها اليهودية،
بل أنها كذلك تجلب الفاقة لأهلها،
ليس هذا فحسب بل كان مُحرماً إلقاء الأدعية وصلاة “قراءة اسمع” في وجود امرأة متزوجة حاسرة الرأس،
أو في حالة سماع صوتها،
وذلك لاعتبار شعر المرأة وصوتها عورتين يجب تغطيتهما ً
و موسى بن ميمون (رمبم)
” רמב ם” ( 1135- 1254م) :
علامة اليهود في العصر الوسيط، وطبيب الدولة الأيوبيه في مصر،
من أبرز مفكري اليهود في القرن الثاني عشر الميلادي ،
عاش في الأندلس والمغرب ثم في القاهرة، وألَّف كتاباً لعله من أهم ما ظهر في تاريخ اليهود،
وسماه :
“مشنه توراه – משנה תורה”
أي إعادة الشريعة أو تثنية الشريعة،
وأصبح هذا الكتاب مرجعاً أساسياً لكل المشتغلين بأحكام الشريعة اليهودية،
وقد خلَّد هذا الكتاب اسم مؤلفه، ولذلك يذكر بالتعظيم، حتى قيل عنه:
” من موسى إلى موسى لم يقم مثل موسى” .
و طبعا المراجع وشبكة الإنترنت مفتوحة لكل من يريد أن يعرف
الدين عند الله الإسلام …
نزل منجما على الأنبياء والرسل …
لذلك فجوهر الدين واحد وتختلف التفاصيل في الشرائع السماوية المختلفة ….
فالدين كله لله وجاءت كل شريعة لتنسخ ما قبلها حتى اكتملت بالشريعة الخاتمة
التي حملت اسم الدين
الشريعة الإسلامية
مما سبق يتأكد أن المرأة الحرة يجب أن تكون مستورة بأي شكل يُتَفَق عليه في الشريعة التي تتبعها
وفي شريعتنا أمر الله في شكل ما نرتديه كمسلمات واضح جلي في سورة النور وسورة الأحزاب …
حدد وصفا للزي الشرعي …
ولم يحدد نموذجا …
كما ذكرنا مسبقا
وطبعا بما أن الآية الكريمة تأمر بالخمار فالرأس مغطى
هذا هو الزي الشرعي الذي يجب على المسلمة أن ترتديه
ومن لا ترتديه فهي رأي إجماع العلماء آثمة …
وندعو الله لها بالهدى …
لو كانت لا ترتديه تقصيرا …
أما من لا ترتديه إنكارا فقد أفتى بعض العلماء بخروجها من الملة …
هذا ليس مجالنا ومن يُرِد اكثر فدار الإفتاء المصرية زاخرة بعلماء أجلاء
تم اللعب باللفظ فأطلق على الزي الشرعي اسم الحجاب …والحجاب بنص القرآن فرض فقط على زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
وطبعا استراحت من لا تريد الالتزام بالزي الشرعي لتفسيرات ما يطلق عليهم مفكرين …
وهم للأسف مضيعين للعقول والفكر …
وأقول استراحت لأني أوقن بأن كل امرأة داخلها تتمنى الستر
إذا كنتِ من الحريصات على الصلاة فيجب أن تكوني على استعداد لها مع الآذان …
فهل تحملين في حقيبتك زيا للصلاة لتقفي امام الله …
لو فعلتِ فأنتِ تدركين أنكِ يجب ان تقفي أمام الله ساتِرة لكامل بدنك…
كيف تؤمنين بوجود الله فقط دقائق تؤدين فيها الصلاة …
ولا ترينه الرقيب عليك في كل وقت
الصورة المرفقة أمنا المتنيحة تماف إيريني
رئيسة راهبات دير أبو سيفين وتلقب بأم الرهبنة
الستر للمرأة أمر من الله في الدين في كل الشرائع السماوية ….
لا يرتبط
ببيئة أو بلد أو زمن
أو جماعات أو تيارات
كما يردد البعض عن جهل
هدانا الله والجميع …
و يا من تريدون الحرية فلماذا تصادرون حرية من تريد الالتزام بما أمر الله …
أم الحرية فقط في مخالفة الله …
سؤال لا أرى له إجابة عند مدعي التحضر وهم عنه أقصى ما يكون
============
فاتن فتح الله نصر