عقوق الأبناء بقلم زينب النجار

كتبت زينب النجار

قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

يؤلمنا جداَ ما وصلنا إليه من عقوق الأبناء؛ خاصة بعد الواقعة التي حلت في إحدى دور المسنين، بعد أن رفض أبناء استلام أهاليهم، إثر تسلل فيروس كورونا بين النزلاء.

وبعد تواصل مسؤولي الدار مع أهالي بعض النزلاء أكدوا رفضهم لأستلام ذويهم من الأصحاء وغير المصابين.

فهل يعقل أن يصل عقوق الأبناء إلى هذا الحد من القسوة.

فالوالدين كنز من كنوز الجنة والجميع يعلم ذلك لكن كثيرين لا يدركون قيمة هذا الكنز .. آباؤنا وأمهاتنا ضحوا بكل صغيرة وكبيرة في سبيل إسعادنا وتوفير متطلباتنا وبذلوا فوق طاقتهم من أجل إسعادنا وخدمة مستقبلنا ليس من المعقول أن يكون جزاؤهم هو العقوق ، والرمي في دارات العجزة، حتى عند إصابتهم وموتهم لا يوجد أي فعل أو أحساس بالمسئولية والضمير.

لن أتحدث عن حقوق الوالدين فكلنا نعلم عنها وعن قدسيتها في كل الأديان السماوية.
ونعلم بالأحاديث والأيات القرآنية
التي خص الله بها الوالدين
البر بالآباء والأمهات من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، فهما سبب وجود الأبناء، وتربيتهم الصالحة سبب سعادتهم في الحياة الدنيا والآخرة، قال عليه الصلاة والسلام: (أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا، وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ)

لكن يصل الحد إلى هذه القسوة والأهمال فهو جحود وموت القلب والضمير.

ورغم كل التبريرات التي يخترعها الأبناء لمسألة ترك والدايهم في دار المسنين
فأن المجرم ليس بحاجة لأستخدام سلاحاَ نارياً ليرتكب جريمته ويحصل على لقب مجرم؛ بل هناك الكثير من يرتكبها بتصرفاته وأنانيته، ليعيش حياته مجرماَ بحق والدايه، أيها العائق يجب بدأ حفر قبرك وسط مزبلة الزمن.

فيجب العمل على مشروع عقوبة عقوق الوالدين للحد من هذه الظاهرة المجتمعية التى باتت تهدد السلام الاجتماعى.

والعاق لوالديه مستحق لعقاب الله في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث الشريف عن النبي أنه قال: “كل الذنوب يؤخر الله ما يشاء إلا عقوق الوالدين فإن الله يعجل لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.