ريهام طارق: العمر أغلي من هدره في علاقة سامة مع شخص مؤذي
“أحبه” كلمة تحمل في طياتها أسمى المشاعر، لكنها أحيانًا تصبح سيفًا يقتل صاحبها، كيف يمكن أن نتعلق بشخص يؤذينا ويستهلك طاقتنا و أعمارنا؟ هل الحب مبرر مقبول للبقاء في علاقة لا تثمر إلا ألماً؟
بقلم: ريهام طارق
الحب ليس سجنا يحكم علينا بالبقاء للأبد تحت وطأة من لا يقدرنا، الأخلاق والقيم تاج فوق رؤوس النبلاء، لكن التعامل برقي ومشاعر صادقة مع شخص مؤذي أشبه بزرع الورود في أرض بور ،هناك حدود يجب ألا تكسر، و أهمها الحفاظ على كرامتنا، مشاعرنا، وأن يكون عطائنا ليس علي حساب انفسنا، لأن العمر والصحة أغلى من أن تستهلك في سبيل من يستهين بك.
عزيز مرقة يطرح أحدث اغانيه “حطة إيدك” بالتعاون مع محمد الشافعي
هل يجوز أن تهب لشخص مؤذي كل ما تملك؟ أن تقدم له حبك.. اهتمامك.. وقتك.. طاقتك.. وصحتك، هل يجوز أن تهديه روحك.. قلبك وكل شيئ جميل في حياتك علي طبق من ذهب؟
الإجابة، وبكل يقين، لا ولله! فالعمر لا يعوض، و أيامنا التي تمضي لا تعود، وصحتنا التي تتآكل مع الزمن لا تسترد، حتى النفس الذي يخرج من أعماقنا هو أثمن من أن يستهلك بلا مقابل.
كل شيء يمكن أن يمنح لوجه الله، إلا قلبك فهو جوهر وجودك، هو الشعلة التي تبقيك واقف أمام عواصف الحياه، عزة نفسك ومشاعرك ليست للتفاوض، لأنهم اغلي من أن يثمنوا بأي ثمن.
كل شيء يمكن أن تقدمه لوجه الله تعالي، إلا كرامتك فهي خط أحمر غير قابلة للتفاوض أو المساومة، كيف تسمح سمحت لشخص مؤذي أن يستنزفك، ويجعلك تقدم له أغلي ما تملك دون مقابل، لتصبح سلعه مجانية مباحه، لا والذي نفسي بيده.. كرامتك الاغلي والابقي هي جدار حمايتك الذي يجب تدافع عنه بشراسة حتي لا يهدم.
الشخص المؤذي ليس مجرد تحدي نفسي، بل هو فيروس يلتهمك من الداخل، يقتل روحك قبل جسدك، كم من حياتك ضاعت، كم من أحلام تلاشت بسبب تعلقك المرضى بشخص رخيص اذاك بالفعل؟
اقرأ أيضاً: محمدي يحتفل بعامه الـ38 وسط إنجازات ونجاحات مستمرة
متى تفيق من هذا الوهم؟ وتحفظ نفسك الثمينة!
متى تستيقظ من غفلتك؟ متى ستقدّر نفسك الغالية؟ الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن الإنسان السوي، العاقل، المتزن لا يهب .. من صحه.. مال.. عمر.. جهد وحب لشخص مؤذي داخل علاقة سامه تخنق روحه و تطفئ طاقته.
لا تدع شخص مؤذي يمتص حياتك و يسرق سعادتك ولمعه عينيك، فكل لحظة تهدرها وأنت تفكر به خسارة لا تعوض، لا تسمح لأحد أن يحول حياتك إلى ساحة للاستغلال.
وعيك أولا بأن هذا الشخص مؤذي هو أول خطوة نحو التحرر، والتعافي من هذا الإدمان ، استيقظ من غفلتك، واختار حياة صحية نظيفة.. انجو بنفسك من أي علاقة سامة قبل أن تخسر ما تبقى منك، لا تنتظر حتي تشعر بالندم يقتلك حين تكتشف أن العمر مرّ بلا جدوى، الحياة قصيرة، وأنت أثمن من أن تحزن على من لا يقدرك، واختار نفسك.
رحله الدنيا أيامنا فيها أغلى من أن تُهدر في علاقات عقيمة، الشخص المؤذي لا يستحق دقيقة من وقتك، فكيف بعُمرك كله؟ انقذ نفسك من هذا الوهم، واستثمر في ذاتك وصحتك ومستقبلك، حياتك مليئة بمن يستحقون حبك واهتمامك، التفت لهم وحافظ عليهم ولا تفرط في الغالي لأجل من ضحي بك وتخلي عنك وتجاهلك ولم يقدر ذاتك.
اقرأ أيضاً: أحمد زعيم يستعد لطرح أحدث ألحانه بصوت المطربة أمل منسي
انتشل نفسك من أوهام قاتلة تُثقل روحك و تستنزفك دون أن تشعر، قرر وأبدا اللحظة الحاسمة، التي تحرر فيها نفسك من هذا الوهم و إنقذ ما تبقى منك. اهرب.. نعم، انجو بنفسك، واختر حياة نظيفة خالية من السموم العاطفية التي لا تقل خطرا عن أمراض السرطان.
الشخص المؤذي ليس مجرد تحدي عابر، بل هو سم قاتل، أشد فتكًا بملايين المرات من أي مرض جسدي، إنه يمتص طاقتك، يدمر سلامك النفسي، يتركك بلا روح، تتخبط في دوامة من الألم والعذاب و الاذي النفسي.
استيقظ من غفلتك قبل أن تفيق على حقيقة مرة وتكتشف أن عمرك قد انقضى في لا شيء، وأن أجمل أيامك ضاعت في دائرة مفرغة من الاستنزاف، أنقذ نفسك..اختار سعادتك الوقت لم ينتهي بعد.. اختار حياة تليق بك، بعيدة عن كل ما ينهكك أو يطفئ نور روحك.