على بيخاف قصة قصيرة للأطفال بقلم الكاتبة شيماء أبو زيد

علي بيخاف؟!

بقلم. شيماء أبوزيد.

كان ياما كان ياسادة ياكرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام.
كان في مرة ولد جميل إسمه علي، علي في يوم بيلعب مع أصحابه في المدرسة وشاف ولد بيقطع في الشجر والورد اللي بيزين المدرسة، فوقف اللعب وكان حابب يروح ينصح زميله لكنه خاف.
خاف ومشي وممنعش الأذى عن الزرع بسبب خوفه.

واليوم خلص ورجع علي على البيت زعلان ومتضايق جدا من نفسه، وأول ماوصل ماما سألته: مالك ياعلي، في حاجة مضايقاك؟!
رد علي وقال: أنا متضايق ياماما، متضايق من نفسي لأن حصل موقف النهاردة وبسبب خوفي مقدرتش أتصرف.

ماما كانت بتسمع علي باهتمام كبير وأول ماخلص كلامه حضنته حضن جامد وقالتله أنا مقدرة احساسك جدا ومبسوطة انك حكيت لي اللي انت حاسس بيه، ايه رأيك أحكيلك حكاية ممكن تساعدك شوية وتقدر تتصرف بعد كده من غير خوف.

رد علي بحماس شديد وقال: الله، طبعا ياماما أنا بحب الحكايات اللي بتحكيهالي جدا وبستفيد منها كتير.
قالت ماما: حكيلك حكاية عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه.

علي بن أبي طالب أسلم وهو في سنك كدة تقريباً، يعني كان عنده عشر سنين فهو يعتبر أول من أسلم من الصبيان. وكان رابع الخلفاء الراشدين، وكان من العشرة اللي سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بشرهم بالجنة.

كان سيدنا علي ابن عم الرسول عليه الصلاة والسلام. وكان زوج بنته الصغيرة السيدة فاطمة الزهراء وكان من أحب الناس لقلب النبي، وقال عنه النبي(من آذى عليا، فقد آذاني).
وابتسمت الأم وقالت: تعرف ياعلي انك تشبه سيدنا علي رضي الله عنه في بعض الصفات؟

رد علي بفرحة كبيرة: أنا ياماما، ازاي؟
ردت ماما وقالت: لأنك بتحب العلم والقرآن وبتحفظ قرآن بإستمرار.
سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه كان من ألقابه(ربيب القرآن) لأنه من بداية نزول القرآن وهو في بيت النبوة، وكبر على القرآن ومعانيه.
واشتغل في القضاء وكان دايما بيحكم بين الناس بالعدل وعمره ماظلم حد أبداً.

تعرف إنه من أشجع الفرسان العرب وكان قدوة لكل الناس في الشجاعة رغم صغر سنه. من أشهر مواقف شجاعة علي انه لبس هدوم النبي صلى الله عليه وسلم ونام مكانه ليلة الهجرة والمشركين موجودين على باب بيت النبي نيتهم يقتلوه وهو نايم. وأول مادخلوا شافوا علي نايم مكان النبي هما اللي خافوا واتصدموا. شجاعة علي دليل على قوة إيمانه بالله وحبه للرسول صل الله عليه وسلم.

ليلة غدوة خيبر قال النبي: لأعطين الراية غدا راية الحرب لرجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
والصحابة كلهم فضلوا يفكروا ياترى مين الراجل اللي هياخد راية الحرب؟

تاني يوم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سأل على سيدنا علي رضي الله عنه وأعطاه راية الحرب، ساعتها الصحابة فهموا ان سيدنا علي هو أكثر شخص بيحب الله والرسول وكمان ربنا ورسوله بيحبوه.
وكدة أكبر دليل على ان ربنا سبحانه وتعالى بيحب المؤمن الشجاع القوي، وطبعا سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه فرح جدا بالموقف اللي حصل.

كان سيدنا علي من أقرب الناس لقلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لدرجة في يوم من الأيام قال له سيدنا النبي (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى).

وغير مواقف كتير لسيدنا علي تدل على حبه للعلم وشجاعته وعدله بين الناس اللي لازم كلنا ناخد من تصرفاته قدوة لينا. تقدر تقول لي ايه رأيك في قصة سيدنا علي ياأجمل علي؟
رد علي بفرحة وحماس: حلوة اوي ياماما، خلاص حقيقي أنا فهمت ان الخوف حاجة مش كويسة خالص وتاني يوم علي قابل صاحبه اللي كان بيقطع الشجر وفهمه ان تصرفه كان مش صحيح وان دورنا نحافظ على المكان علشان احنا بنستفيد منه.

ورجع فرحان جدا بصديقه الجديد واتعلموا كلهم ان الشجاعة أجمل وأفضل من الخوف واتفقوا ان لو في موقف كبير مش هيقدروا يتصرفوا فيه هيسألوا شخص أكبر منهم زي ماما أو بابا أو المُعلمة في المدرسة.

ورجع لماما فرحان جدا وقال: ماما أنا بحب سيدنا علي جدا وهقلده في شجاعته وحبه للعلم والقرآن، وبحبك ياماما علشان بتحكيلي حكايات جميلة.
وتوتة توتة خلصت الحدوتة، حلوة ولا ملتوتة…
وانتم كمان ياأصحابي قولولي استفدتوا من قصة سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.