على عبدالفتاح يكتب : هذا هو أحمد زكى الذى عرفته عن قرب
اليوم تمر الذكرى الـ 12 لرحيل عبقرى فن التمثيل المصرى الفنان أحمد زكى.. الذى استطاع أن يحدث تحولا فى شكل النجم فى السينما، بأسلوبه وطريقة أدائه وانصهاره، فهو من بين أبناء جيله تفرد بقدرته على تقمص العديد من الشخصيات المعروفة لدى الكثيرين إلى درجة التوحد ، كان يتعايش مع الشخصية قبل فترة التصوير وطول فترة التصوير وأيضا بعدها..
فى ليلة ساحرة من ليالى القاهرة عام 1993فى الثالثة صباحا شاهدت بالصدفة النجم الأسمر بأحد الأماكن العامة وهو مصطحبا معه نجمة شقراء ، جلس الإثنان بعيدا عن العيون يتبادلان الحوار ويتهامسان فى سكون وبعد مرور الوقت اقترب منهما مالك المكان الذى كان صديقا لهما وأيضا صديقا لى.. وطلب منهما الصعود إلى مكتبه لتقديم واجب الضيافة وبالفعل صعد الجميع وصعدت معهم ، وعندما تعرف على النجم الأسمر بادرنى بقوله”من المؤكد اننى سأقرأ غدا خبرا بعنوان علا قة عاطفية جديدة بين أحمد زكى ونجمة شقراء”..!!.. فضحكت بصوت عال وأكدت له أننى لست من مروجى الشائعات.. وبدأ “زكى” يتحدث عن همومه السينمائية وأحلامه وطموحاته وما يرغب أن يقدمه من أفكار ورؤى وشخصيات، وأخذ يتناقش ويعرض الحلول والخروج من الأزمات، ويتمنى تحقيق مشروعاته.. والملاحظ فى حواره ، قدراته الخاصة على الإقناع والتصديق بأنه يستطيع.. وعقب انتهاء السهرة التى طالت حتى السابعة صباحا تنبأ النجم الأسمر لى بالنجومية فى عالم الصحافة الفنية وأشاد بأننى أجيد الإستماع.
وفى مساء هذا اليوم كان العرض لفيلم “الباشا” بسينما كوزموس وحرصت على الحضور وشاهدت النجم الأسمر ، ولكنه كان فى حالة غير طبيعية مختلفة عما كان عليها فى الصباح..!. وعندما قمت بتحيته قبل الدخول إلى العرض شعرت فى رده وكأننى أحد المعجبين..!!. وليس الصديق الذى كان يتحدث معه ويتناقش لأكثر من ساعتين.. فأدركت أنه فى حالة تقمص جديدة ويعيش حالة ضابط الشرطة الذى يبحث عن الحقيقة فى فيلم “الباشا”.
أحمد زكى ترك بصمة فى تاريخ فن التمثيل ستظل باقية لفترات طويلة جدا.
على عبد الفتاح