كن عزيزاً بكرامه.. لا تقبل أبداً أن تكون على الهامش
امرأةٍ أيقنت أن الحياة تُعاش بكرامة، أو لا تُعاش أبداً
بقلم: ريهام طارق
لم أكن سلبية حين اخترت الصمت وسط الضوضاء،
فكان صمتي لغة لا يفهمها إلا من استمع إلى نبضات قلبي.
كان هروبا من ضجيج لا يسكنه سوى الرياء،
و وقوفا عند حدود تحمي روحي من الهلاك.
لم أكن قاسية حين اخترت البعد عن من لم يعطيني قدري،
فالحب عطاء متبادل، لا استجداءٌ على أبواب موصدة.
كان بعدي عتابا صامتا، لكنه في داخلي كان قرارًا
صاخبًا.
لم أكن باردةً حين تجاهلتُ من استنزف طاقتي
كان التجاهل درعا أحمي به بقايا النور في أعماقي.
كنت فقط ابحث عن التوازن.. عن السلام.. عن نفسي،
فالصمت حكمة، والبعد شجاعة، والتجاهل فن لا يتقنه إلا من أحب نفسه.
لم أكن يوماً ناكرة للجميل، ولا كنت متعجلة للرحيل حين أدرت ظهري،لم أكن عدوانية حين نزعت من حديقتي من ظلمني، كيف لي أن أزرع بذور العرفان في تربة أحرقتها أنفاس الغدر والخيانة؟ وكيف لزهرةٍ أن تزهر في أرض بور؟
لم أكن أنانية حين تجاهلت قلوباً خذلتني في أوقات ضعفي، فأين كانت تلك القلوب عندما كنت في أمسّ الحاجة إليها؟
لم أكن خائنة حين أسقطتهم من أولوياتي وأعدت ترتيب حياتي، بعدما أدركت أن مكاني في قلوبهم لم يكن سوى هامشٍ مؤجل.
لم أكن مادية حين وضعتهم في آخر الصفوف
فأنا لست مجرد رقم في دفاتر الحسابات، ولا معادلة تعيش على احتمالات مؤجلة.
لم أكن سيئة الظن حين رأيتهم غرباء، ولم أكن جاحدة حين أبعدتهم عن خطط نجاتي.
محوت نفسي من خريطة لم أعد فيها وجهة، ومن اهتمام لم يعد اسمي يكتب في سجلاته.
لم أنقض عهدي معكم يوماً، لكنني استيقظت على سراب ملامحكم،
أعدت ترتيب أولوياتي، اخترت أن أهب حياتي لمن يستحقها، حياةً تليق بقيمتي.
أنا شمس اختارت أن تشرق وحدها، بدل أن تُحاصرها الغيوم
أنا زهرة تنمو في أرض خصبة، تأبى أن تُسقى بماءٍ عكره
قررت الابتعاد عن أولئك الذين يطرقون أبواب قلبي دون أن يعبروا إليها، فأنا لست محطة انتظار، ولا ظلاً يُلجأ إليه حتى تنتهي الأمطار.
قررت أن أكون وطنا يتسع لمن يراني حياة، وأن أحمي قلبي بمن يستحق، من يكون لي نورًا يبدد عتمتي، و دفئًا يحتضنني.
كان القرار قراركم..
أما أنا فلم أكن سوى انعكاسٍ لردود أفعالكم.
يا من أصدرتم علي أحكامكم ، تمعّنوا كلماتي جيدًا:
لم أكن سوى امرأة أيقنت أن الحياة تُعاش بكرامة، أو لا تُعاش أبداً.
ريهام طارق