عمار سلامة يكشف كل ما تريد معرفته عن فريق واعي ضد الإباحية في حواره لـ”أسرار المشاهير”
عمار سلامة يكشف أسباب وأهداف نشأة فريق واعي ضد الإباحية
حوار/ إبراهيم العريني
لا شك أن العقل إذا توقف عن التفكير وأصبح مطواعاً ذليلاً للأفكار الهادمة يصبح ّهشاً، وتسهل السيطرة عليه دون بذل أدنى مجهود، فحرب الفكر هي الخطة الممنهجة للسيطرة على الأخضر واليابس الآن، والواعي هو من فطن لتلك الخطة الدنيئة، لذا خرج إلينا فريق واعي “اسم على مسمى” منتفضاً، محاولاً إيقاظ العقول والأذهان من سهم خطير يصيب العقل فيسيطر عليه حد الإدمان، ويشكل جانب كبير من جوانب الحرب الفكرية للسيطرة على عقولنا وتدمير أجسادنا، وهو إثارة الشهوات والدناءات داخل النفس عن طريق مشاهدة المواقع الإباحية.
مشاهدة الإباحية ملف خطير جداً وهام لدرجة كبيرة، أصبح يشبه قنبلة موقوتة تهدم حياة أبنائنا وتهدد استقرارهم، وتصبح مصدراً مباشراً لإزعاجهم وتشتيت أفكارهم وخلطها بأفكار مغلوطة لا أساس لها من الصحة، لذا تطرق موقعنا لإجراء حوار صحفي هام مع أحد أعضاء فريق “واعي” ضد الإباحية.
عمار سلامة عضو فريق واعي ضد الإباحية ومدير الشئون الإدارية ومدير جروب واعي ضد الإباحية على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”.
انضم عمار إلى الفريق في شهر مايو ٢٠١٧ عن طريق إعلان على الفيس بوك يتحدث عن ظاهرة مشاهدة الأفلام والمقاطع الإباحية، وكيفية معالجتها، فيقول عمار: “عرفت إنها مشكلة كبيرة وظاهرة إجتماعية متأصلة في المجتمع كله ليست في الشباب أو الرجال فقط، بل في النساء أيضاً والأطفال والمتزوجين وغير المتزوجين”.
وكان حوارنا معه كالتالي:
من هو فريق واعي ؟
فريق واعي هو فريق على مستوى الوطن العربي بدأ في مصر على يد رئيسه ومؤسسه الدكتور محمد عبد الجواد في شهر أغسطس لعام ٢٠١٤ لعلاج إدمان الإباحية والتوعية بمخاطرها.
كيف بدأ فريق واعي؟
بدأ فريق واعي بموقع على الإنترنت ونشر فيه كثير من المقالات والتجارب والدورات ومقاطع الفيديوهات والصوتيات حول التعافي من إدمان الإباحية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حيث وصل عدد المتابعين لصفحة واعي على الفيس بوك مليون وثلاثمائة ألف متابع، وعلى أرض الواقع بدأ في ٢٠١٦ بندوات داخل مصر وأيضاً في الإسبوع العربي لتوعية من مخاطر الإباحية في ١١من شهر إبريل ٢٠١٧ وهو المؤتمر العربي الأول المتخصص في علاج إدمان الإباحية، ثم بدأ الانتشار في العديد من المحافظات مثل بني سويف والأسكندرية وسوهاج .
ثم خارج مصر في الأردن حيث ألقينا محاضرات في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك والعديد من المحاضرات والندوات لتوعية الآباء والأمهات من مخاطر الإباحية .
وأيضاً قمنا بعمل الإسبوع الثاني للتوعية بمخاطر الإباحية في ٢ أغسطس ٢٠١٨، وفي الكويت أجرينا أكبر مؤتمر صحفي في الوطن العربي للتوعية بمخاطر الإباحية.
وخرجنا عن الوطن العربي في كثير من الدول مثل أستراليا والفلبين وفريلنكا وقريباً في أمريكا
شاركنا في معرض الكتاب العام الماضي وهذا العام بأكثر من ٧ كتب مثل دائرة الإباحية والإباحية تقتل الحب.
ما هو نشاط الفريق ؟
مساعدة الأفراد على التعافي من الإباحية والتوعية بمخاطرها وهذا على جانبان الأول عن طريق موقع على الإنترنت يحتوي على دورات ومقالات مترجمة وغير مترجمة والمتخصصة في علاج إدمان الإباحية عن متعافين غربيين مثل أليكس وأيضا تجارب عربية لأشخاص تعافوا من الإباحية وأيضا مقاطع فيديو وصوتيات تروي المشاكل المتعلقة بالإباحية سواء للرجال أو النساء أو توعية للأباء والأمهات وأيضا لدينا صفحات عبر مواقع التواصل الأجتماعي.
الجانب الثاني على أرض الواقع حيث تقام الندوات والمحاضرات والمؤتمرات للتوعية بمخاطر الإباحية.
هل تعتبر ظاهرة مشاهدة الأفلام الإباحية ظاهرة إجتماعية ؟
نعم ظاهرة مشاهدة الإباحية ظاهرة إجتماعية لأنها منتشرة في المجتمع كله، فمن ناحية الرجال هناك إحصائية على ٤٣٢ رجل ذكر ٩٩% أنهم شاهدوا الإباحية .
وهناك أحد البحوث التي أقيمت على أحد أكبر المواقع المنتجة للإباحية على مستوى العالم قالت بأن هناك نسبة ٥٩% في بحث المرأة عن الإباحية.
أما الأطفال فهناك باحث كندي حاول أن يعرف الأثار السلبية للإباحية على الأطفال صغار السن من ١٠ الى ١٥ سنة لكنه لم يستطع تكملة التجربة لأنه اكتشف أنه لا يوجد طفل لم يشاهد الإباحية.
ما هي الأعمار الأكثر مشاهدة لتلك الأفلام ؟
متوسط عمر بداية مشاهدة الإباحية ١١سنة، بينما قمنا بعمل استبيان لأكثر الناس مشاهدة للإباحية على أكثر من ألف شخص من حيث السن تبين أن نسبة ٦٥% من مشاهدين الإباحية يتراوح أعمارهم من ٢٠ الى ٣٠ سنة يليها من سن ١٥ الى ٢٠ سنة بنسبة ٢٤% بينما باقي النسبة من الأطفال وكبار السن .
هل تقتصر مشاهدة الإباحية على الذكور فقط ؟
هناك إناث تشاهد الإباحية وبنسبة كبيرة حيث أن هناك إحصائية تشير إلى أن ٦٠ % من النساء شاهدوا الإباحية ومشاهدة الإباحية لا يعني بالضرورة أنهم أدمنوها لكنهم شاهدوها ولو لمرة واحدة .
هل هناك متزوجون يقومون بمشاهدة تلك الأفلام ؟
مشكلة الإباحية ليست لأنها غريزة جنسية بل لأنها إدمان وهذا يعني أن أي شخص معرض لها حتى المتزوجين، وهناك متزوجون بالفعل يشاهدون الإباحية وهذا يجعله غير مكتفي بزوجة واحدة لأن إدمان الإباحية يحتاج إلى التنوع، أي أن مشاهد الإباحية لا يكتفي بمشاهدة فيديو واحد من الإباحية لإرضاء غريزته فهو دوماً بحاجة إلى التنوع .
هل تؤثر مشاهدة الأفلام الإباحية على الحياة الزوجية إلى أن تصبح سبباً للطلاق في بعض الأحيان؟ ولماذا ؟
نعم تؤثر، وتصبح سبباً للطلاق
لأن الزوج لا يكتفي بزوجة واحدة وأيضاً إذا كانت الزوجة تشاهد الإباحية فهي لا ترى صفات الرجال الموجودون داخل الأفلام الإباحية في زوجها وهذا يؤدي إلى عدم الرضا من قبل الطرفين مما قد يصل إلى الطلاق .
ما مدى انتشار تلك الأفلام في مصر ؟
الإباحية منتشرة جداً في مصر لدرجة أنه في عام ٢٠١٥ موقع شهير على الإنترنت يصدر تقارير لزيارات الناس على مستوى العالم لمواقع الإنترنت، أصدر تقريراً بأن مصر ثاني دولة على مستوى العالم في مشاهدة الإباحية بعد العراق.
والجدير بالذكر تعجب هؤلاء من أن مصر والعراق دولتان محافظتان ومتدينتان وللأسف متصدرتان في مشاهدة الاباحية بينما الولايات المتحدة لم تصنف ضمن الخمس عشرة دولة المشاهدة للإباحية مع أنها تنتج نصف الإنتاج العالمي للإباحية .
ما هي الحلول التي يقدمها الفريق لعلاج المصابين ؟
نحن نقدم خطة وبرنامج يسير عليه الأفراد متضمناً ثلاث جوانب :
1_ الجانب الديني: حيث نقوم بحس الأفراد على الإلتزام بالأمور الدينية عامة والقرآن والصلاة.
2_ الجانب العلمي :نرشد الأفراد إلى القراءة في أدبيات التعافي ودورات التعافي مثل دورة أليكس وشون راسل وهذه الدورات كانت لأشخاص كانوا يعانون من الإباحية.
3_ الجانب الجسماني أو الرياضي زي إنهم يهتموا بالرياضة أو القراءة وإنهم يكتسبوا عادات جديدة .
هل هناك استجابة من قبل الأفراد ؟
بالتأكيد هناك استجابة كبيرة من الأفراد بدليل أن هناك أفراد كثيرة تتعافى، حيث قمنا بعمل استبيان شارك فيه أكثر من ألف شخص منهم أشخاص أنهت ٩٠ يوم بدون إباحية، كما أشادوا بتغيير حياتهم الاجتماعية وحالتهم النفسية وأثر ذلك ظهر في العمل أيضا بعد التعافي.
هل هناك أعراض تظهر على مشاهدين تلك الأفلام ؟
بكل تأكيد هناك أعراض تظهر على مشاهدين الإباحية مثل الإكتئاب والبلاهة والوحدة الدائمة والرهاب الإجتماعي وتغير سلوك الأفراد وتساقط الشعر بطريق غير مباشر وأيضا ضعف النظر بطريق غير مباشر وهناك أعرض جنسية مثل سرعة القذف وضعف الانتصاب وعدم الإحساس بالمتعة الجنسية.
متى يعتبر الإنسان مدمن للإباحية ؟
إذا لم يستطع السيطرة على نفسه في مشاهدة هذه الأفلام لأنها في هذا الوقت تكون المسيطرة على عقله وعلى دائرة المكافئة في الدماغ فهو لا يشعر بمتعة غير متعة مشاهدة الإباحية
كيف يتم التواصل مع الفريق ؟
عبر صفحتنا على الفيس بوك أو التلجرام أو عبر جروب واعي على الفيس بوك وأيضا لدينا جروب خاص وسري للغاية على التلجرام خاص بالنساء ولا يتم إضافة أي فرد إلا بعد التأكد من أنه امرأة .
عندما يراسل أحد المصابين الفريق من الذي يقوم بالرد عليه ؟
الرد يكون من قبل أفراد الفريق من جميع أنحاء العالم ، وهم متخصصون في علاج الإباحية وعلى دراية وعلم بالطرق العلمية وبالأدلة والحقائق العلمية ويصلنا أكثر من ٧٠٠ رسالة إسبوعيا من قبل الأفراد المصابين.
ما هي أهم الطرق التي تساعد على الشفاء ؟
إتباع خطة الشفاء على الموقع وأيضا الابتعاد عن الإنترنت قليلاً ومحاولة اكتساب عادات جديدة مثل الاهتمام بالقراءة أو الرياضة.
ختاماً ماهي نصائحك للأفراد المدمنين لتلك الإباحية ؟
الابتعاد عن الإنترنت فترة تمهيداً للبعد عن الإباحية تصل إلى شهر، وذلك لأن أول شهر يعتبر أصعب فترة ومن ثم يتبع خطوات التعافي وأيضا يقوم بعمل خطة تشمل المثيرات والأشياء التي يمكن أن تدفعه عن الابتعاد عن مشاهدة الإباحية.
وماهي نصائحك للأفراد غير المدمنين كنوع من الوقاية ؟
عدم الاقتراب من الإباحية لأنها سوف تضر بهم، وتدمر حياتهم تماماً وتؤثر على العقل وعلى العلاقات الاجتماعية وأيضاً بعد الزواج .
وما هي تطلعات الفريق في المستقبل وإلى أي هدف يسعى؟
أن يُكوِّن منظمة رسمية يصبح لها اسمها الرسمي، ويكون لها مقر رسمي لإقامة المحاضرات والندوات، وأيضاً الحد من المشكلات التي تسبب مشاهدة الإباحية، وحس الحكومات على حجب تلك المواقع نهائياً.