عمالة الأطفال ما بين العمل والأمل بقلم أسماء عبد المحسن
عمالة الأطفال ما بين العمل والأمل
أن ما نراه اليوم من انتشار ظاهرة عمالة الأطفال ، وما آلت إليه من نتائج غاية في الخطورة ، والأسف الشديد
و ان عمالة الأطفال ليست حديثة العهد ،وانما تضرب جذورها في قلب التاريخ البشري، واستخدام للاطفال في المناجم والتعدين والزراعة والصناعة والحرف التقليدية
وتحديدا في العصور الوسطى في أوربا
ثم حليفتها امريكا فيما و تجارة الرق واستخدامهم في كل شيء كعبيد ،
واختلفت أشكالها وأنواعها على مدى قرون
ولكن مقارنة بما يحدث الان في الساحة العربية ، ليس هناك مجال للمقارنة
فالطفل في الغرب يمارس العمل كنوع من الرفاهية وقضاء وقت فراغه،
على نقيضه الطفل العربي ،حيث وجد على كاهله أعباء لن يفقه عنها شيء ، سوى أنها حمل ثقيل لابد من تحمله ،
بل ويمارس انواع من العمالة الثقيلة ،التي قد تتسبب في وفاته احيانا ،دون التماس اي عذر واي ذنب ألقت به نبتة في الهلاك
وتفاقمت الازمة في العقدين الماضي والحالي ، وتزداد حدتها تحديدا في زمن الكورونا ،وتدهور الاقتصاد العالمي ، وتزايد أزمة البطالة صار لزاما على الطفل الخروج والبحث عن عمل ، وتنتشر بشكل أكبر في المنطقة العربية ، ومالت إليه ظروف عدة إلى إلقاء به في قلب المعمعة ، ويأتي الطفل اليمني مؤخرا نتيجة الحروب ، في المقدمة بل ويحمل سلاحا ويحارب اطفال وأسر من جنسه وبلده
اما عن عمالة الأطفال في مصر لن تتوقف عند مجرد مصطلح العمل ،بل تفاقم الموضوع، ووصل الى حد تجنيد الأطفال في تجارة المخدرات وأصبح مع الوقت
مدمن أيضا ، بجانب بيعها ، وتعرض الطفل العامل أيضا للتحرش الجنسي من قبل رب عمله، وممارسة الشذوذ فيما بينه ومثيلاته من الأطفال ، والكبار
كان لابد من دق ناقوس الخطر وتوجه
الأسرة والمجتمع إلى التكاتف ، للتحرك العاجل ضد كل ما يعرض الطفل للعنف الجسدي والنفسي والاجتماعي ، وتحويله إلى آلة دمار شامل على نفسه وعلى المجتمع .