عندما تتسلق الخيانة شجرة العائلة
كتبت / شيماء عبيب
عقد الزواج هو رباط ونِساق غليظ يقوم على الشراكة بين ذكر وأنثى يربطهما إسم الله ، ستكون الزوجة أمانة عند الزوج وفي نفس الوقت المرأة راعية في قلب زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، قال الله تعالى ” يا آيها الذين أمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أمنتكم وأنتم تعلمون ” .
عندما تحدث الخيانة بين الزوجين ينقطع ذلك الخيط الرفيع ” الثقة ” الذي كان يربط علاقتهما الوطيدة ، يصبح الطرف الخائن ، خائنًا لله ورسوله وخائنًا للشريك لأنك عاهدت الله سبحانه وتعالى بأن تبقى صادقًا أمينًا ، مؤسف جدًا أن نتصف عند الله من الخائنين .. اذا الخيانة إنتهاك وكسر لعهد مفترض بين طرفين ، الأمر الذي يحول دون معرفة ظروف الخيانة وتعميمها وعلى الرغم من ذلك فعندما يخون الزوج فأول سؤال يتبادر إلى ذهن الزوجة هو “لماذا ؟” وحتى تحافظي على شريك حياتك من الخيانة عليك التعرف أولا على الاسباب التي قد تدفعه لإرتكابها فمثلا :
روتين الحياة الزوجية من الأسباب التي تنتج الملل في العلاقة ، يصبح من السهل على الزوجين أن يخونا ويلجئون إلى علاقة أخرى جديدة لتشعل شرارة الحب والتغيير داخلنا ..
غياب الإهتمام بالزوج ، فحينما يغيب الاهتمام بالزوج واحتياجاته وعدم الاكتراث لمتطلباته وإنغماس المرأة في عملها وأمورها الخاصة وإعطاء ذلك كامل الأولوية ومن أكثر الأمور التي ينزعج منها الزوج عندما يجد المرأة منشغلة دائما في بناء حياتها أو تربية الأطفال ولا تترك مجالاً للإهتمام به ، فالرجل دائما بحاجة إلى تقدير وإهتمام لكي تتحرك مشاعره إتجاه الطرف المهتم به ، فعند الإهمال يشعر الزوج باللامبالاه ويبدأ بالبحث عن إهتمام من شخص أخر .
تراجع الإهتمام بالمظهر والجمال ، خصوصا مع الإنجاب وزيادة الظغوطات التي تؤثر سلبًا على العلاقة ، يجب على المرأة أن تكون دائما متغيرة ، ابتعدي عن ” هذا ستايلي ولا أغيره لأجل شخص ، هذا لون شعري لا أحب لون أخر ، لا !
كوني لزوجك مايشاء ، متجددة دائما ، تجسدي صورة نساء العالم فيكِ ، كي لا يشعر بالملل معكِ ، وهنا ستكتشفين أنه يقترب منك أكثر لكي يكتشف أشياء أخرى فيكِ .
وأيضا ربما يكون سبب الخيانة أسباب تربوية وراثية ، فلوكان الرجل قد نشأ في عائلة قد حصلت فيها الخيانة فقد يتقبلها ويتربى على الفكرة ويشعر بأنها أمر عادي ، أو قد يكون الرجل قد اعتاد على تعدد العلاقات النسائية ، آضف الى ذلك ضعف الوازع الديني ، ووجود أصدقاء خائنون فهم من العوامل التي تؤثر في تصرفات شريك الحياة وتدفعه للإنحراف فهم يزينون له الملذات خصوصًا إذا كان الزوج من النوع الذي يحب تقليد الأخرين …
تنتشر الخيانة الزوجية في جميع انحاء العالم إلى أن هذا النِسب تتفاوت من دولة لأخرى بفعل عدة عوامل اجتماعية ونفسية ولكن الأمر المثير للإهتمام هو نظرة المجتمع الى الخيانة واعتباره أمر سيئا أم عملا يفتخر به ففي الولايات المتحدة يعتقد أكثر من 80٪ أن الخيانة فعل سيئ يفوق الانتحار أما الفرنسيون يعتبرونها أمر من الأمور الممتعة
أما في فنلندا 36٪ من الفنلنديون ، عمليًا لا يخونون زوجاتهم لكنهم يقومون بعلاقات جانبية هذا المصطلح المتعارف عليه إذا اكتشفت الزوجة خيانة زوجها .
المملكة المتحدة 36٪ واسبانيا 39٪ أما بلجيكا نسبة 40٪ يضم الموقع المتخصص في ايجاد العلاقات الغير شرعية للرجال والنساء المتزوجين أكثر من مليون مشترك من بلجيكا أي مايعادل اكثر من 10٪ من عدد السكان ، هذه النسب أقلقت العديد من الأخصائيين الاجتماعيين ، استظهر أن مايقارب من نصف الأسر في بلجيكا معرضة للخيانة الزوجية .
تايلند من أعلى معدلات الخيانة الزوجية في العالم بنسبة 56٪ ولا تقتصر الخيانة على الرجال فقط بل أظهر استطلاع لرأي قامت به شركة ديوريكس أن 59٪ من النساء التايلنديات اقامت علاقة خارج مؤسسة الزواج .
من الحلول التي يجب أن نلجئ لها عندما نسقط في فخ الخيانة هو الحوار ، لأن الحوار عبارة عن مفتاح للدخول إلى باب المفاهمة ، فبطبيعة الحال عندما نترك الخلافات والنقاشات مبهمة ، لا نصل إلى حل وهذا يؤدي إلى تراكمات حيث لا يشعر الزوجان بالتفاهم والتجانس الذي يؤدي الى السعادة ، يجب طرح العنان على بعضنا البعض لكي نبرز أين يكمن المشكل فينا ، ونغيره لنجد نتيجة الصلح ، لأن الخلافات التي تحدث هي التي تتركنا بدون حل وينتهي الأمر بالزوجان الفرار الحتمي من الموضوع ، والفرار هنا أول سبب لتفكك العلاقة ، يجب علينا البحث عن طرق جديدة لتحقيق انتعاش زواجنا بدل الهروب ، نحاول الإصلاح بطرق هادئة وسلمية بدل الخوض في معركة الصراخ والحديث الذي يساوي الصفر ، وعلى كل منا أن يقدم النصح للطرف الأخر عندما يصبح في حكم العاصي فواجب علينا حق النصح ” فذكر إن الذكر تنفع المؤمنون “