عودة الروح

بقلم /نهي شكري 

ضجيج وبهرجه في المكان بينما قلبي صامت وفارغ حائر لايستطيع أن يثأر أو يثور،
فاليوم عقد قِران حبيبتي…أجل حبيبتي…
وأنا من تركتها ترحل مِن بين يديَّ فتسربت  من داخل قلبي وعيني.

ولأنني من أصدقاء العائلة فقد حضرت تتويج حبيبتي كملكة على  قلب غيري…
لم أستطع إستكمال المشهد والبقاء في حفلة عقد القران لأنني تأكدت حينها أن حبيبتي قد رحلت عني دون عودة.

نزلت على السلم مسرعًا وكنت أركض في الشارع كالمجنون ..أجل هربت ولكن إلى أين لا أعرف فتركت قدماي تسوقانيَّ إلى حيث تريد فلم أعد أشعر بشيء فجسدي كقطعة من الثلج وعينايَّ تنهمر منها الدموع كالفيضان.

أشعر برجفه وبألم شديد في صدري، وصلت
لمنزلي وصعدت الدرج وخيبتي تسبقني ثم دخلت غرفتي وكانت مظلمة ظلام حالك مثل قلبي تمامًا وفجأة… تهاويت على المقعد وسقطت من بين يديَّ مفاتيح المنزل وهاتفي.

وأنا صامد وقلبي يعتصره صرخه صامته
فأنا من فعل ذلك بنفسه…فحبيبتي كانت النور الذي اهتدي به في حياتي فلم أتيقن أنها نعمة من الله فأحببت نفسي أكثر منها وأصبحت أناني لا أحب أحدًا إلا ذاتي ولم أدرك إلا وهي ضائعة مني بلا رجعة.
نعم فبرغم حبي لها ولكنني لم أعبر لها عن ذلك العشق الذي يعتصر الفؤاد، أما هي فكانت تسألني في بعض الأوقات أتحبني حقًا!!

كنت أستهزأ دائمًا بسؤالها بل كنت أشعر بالملل من كثرة اتصالها بي للسؤال عني بل كنت استعجب كيف تشعر بألمي قبل أن أحكي لها وكيف تشعر بفرحي دون أن تراني بل كنت أوبخها عندما تتذمر من معاملتي القاسية لها دون أن أدرك أن لها حقوق وأنا من أحرمها من كل شئ ولم أقدم لها أي شئ… ولكنها مازالت تحبني بل وتتفنن في إسعادي.

فكانت ملاكي الحارس الذي فقدته الآن….أجل فقد أضعت حبها وعطائها وخوفها علي، كم أتمنى أن أضمها إلى صدري وأخبرها كم هي كل حياتي.
آه ثم آه يا حبيبتي لو أخبرتكِ كم أحبك هل ستعودين؟
لو أخبرتكِ أنني أخطأت في حقكِ وحبكِ فهل ستعودين؟
لو أخبرتكِ أنني مشتاق لحبكِ وحضنكِ هل  ستعودين؟

يؤلمني قلبي وأتنفس بصعوبة بالغة الآن..وأسأل عقلي أذهبتِ معه لمنزله؟
وهل ستحبيه مثلي؟ وماذا عنه هل سيحبكِ ويحسن معاملتكِ أم يقسو عليكِ مثلي؟

وفجأة…سمعت طرقًا على الباب فلم أستطيع النهوض ولم أهتم بمن الطارق فمهما كان لن يكون له قيمة لدي…فحبيبتي رحلت وأنا وحيدًا شاردًا فأحببت العزله فلا أريد رؤية أحد ولا أحد يراني،  
وتعالت أصوات الطرق على الباب…وأنا مازلت في مكاني بل شعرت وكأنني أصبت بشللٍ….واستمر الطرق بشدة وقوة..فيا ترى من سيهتم بي كي بطرق على الباب بهذا الإلحاح والإصرار والثبات…فبعد حبيبتي لا أحد لي ولن يكون…

وعندما أستمر الطرق على الباب رفعت صوتي لأقول: أيًا من تكون أرحل فلن أفتح الباب أنا شخص لا أستطيع أن أقدم أي شئ لأي أحد.. أنا أخذ فقط ما أريد ثم أتركك ترحل عني وأنت تكرهني ثم أشعر بالألم لفقدك… أيًا كنت أرحل فأنا سأقوم بكسر قلبك وروحك فأنا شخص قاسي القلب وفاشل ارحل..
ولكن الطرق يعلو وعند إصرار المنتظر على الباب قمت مسرعًا وقررت أن أضربه كما لو كان هو السبب في ترك حبيبتي لي،
فتوجهت للباب وأنا مبعثر المشاعر والملابس بخطى مرتعشة وفتحت الباب فوجدت روحي ردت إلي…
أجل إنها حبيبتي أمامي تبكي بحرارة لتخبرني بجملة واحدة :
( حبيبي لم أستطع البعد عنك) ثم ترمي بنفسها بحضني وترد لي الحياة مرة أخرى.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.