(عيون ملاك )قصة قصيرة…. بقلم مصطفي حسن سليم
عيون ملاك
قصة قصيرة…. بقلم مصطفي حسن محمد سليم
لم اكن اعلم أن ابنتي ذات الخمسة اعوام تملك بداخلها قدرات خارقة، إلاعندما حضر لزيارتي صديق لي بعد عودته من السفر ،وتجاذبنا أطراف الحديث عن الفترة الماضية قبل عودته من السفر ،وسعد كثيرا عندما علم أن لي ابنة صغيرة وطلب مني رؤيتها ،وناديت علي نادية لتصافحه، وعندما اقتربت منه رسمت ابتسامة الأطفال البريئة علي وجهها ،التي
تحولت في لحظات سريعة إلي رعب شديد ،واسرعت في الاختفاء من أمامه ،مما جعلني اشعر بالإحراج الشديد مماحدث ،واسرعت خلفها لتعنيفها علي ماحدث منها، فوجدتها مازالت تشعر بالخوف الشديد ،وهي تنظر إلي قائلة لي ارجو إلاتغضب مني ياأبي علي ماصدر مني منذ قليل، ولكن تلك المرأة التي ظهرت فجأة أمامي، هي من منعتني من مصافحة الضيف ،وبدأت لي في وصف ملامح تلك المرأة بدقة شديدة ،ووقفت حائرا أمام ذلك الأمر وانا لااجد له تفسير ،مماجعلني احاول ان اخفف من حدة الموقف وتهدئة روعها، وعندما بدأت تشعر بالطمأنينة تركتها وذهبت إلي الضيف وانا اعتذر له عن الذي حدث منذ قليل ،وقصصت عليه ماقالته لي نادية عن المرأة التي ظهرت أمامها فجأة ومنعتها من مصافحته، مع وصف ملامحها ،وبدأت الدهشة علي وجه صديقي وهو يقول لي أن ماوصفته ابنته عن تلك المرأة هو أمر غريب جدا ،حيث أن كل الأوصاف التي حدثته عنها أبنته هي لزوجته التي توفيت في حادث سير العام الماضي ،وهنا شعرت أن الطفلة تملك قدرات خارقة لاتتناسب مع عمرها ،وبدأ الرعب يدب في قلبي خوفا عليها من تلك الظاهرة الغريبة التي لاأجد لها تفسير….
رن جرس الهاتف الأرضي، وأسرعت زوجتي لتبلغني أن أخي الصغير يريد محادثتي في أمر مهم ،فأسرعت لمحادثته، وجدت نادية قد تركت لعبتها وأسرعت لجذب سماعة الهاتف من يدي ،وهي تقول لي أرجوك ياأبي لاتذهب معه ، أصابتني الدهشة من تصرفاتها الغريبة ورد فعلها العجيب ،وكيف عرفت أن أخي يطلب مني السفر معه لشراء قطعة أرض غدا، ونظرت لي زوجتي وهي تخرج من غرفة جانبية متسائلة عن سبب أنفعالي ،فقصصت لها ماحدث من نادية ورفضها السفر مع أخي غدا لشراء قطعة أرض ،وجذبها مني لسماعة الهاتف، وهنا انتبهت إني نسيت أخي علي سماعة الهاتف، فأسرعت بالرد عليه بالرفض لأنشغالي بالعمل ،وانا لاأعرف لماذا استجبت لطلب نادية ،ربما شئ في اعماقي جعلني أربط بين ماحدث مع صديقي من قبل وماقد سيحدث لولم استمع لحديثها ، وفي اليوم التالي اتصلت بي زوجة أخي لتبلغني أن أخي قد حدثت له حادثة وهو في طريقه إلي القرية التي كان ينوي شراء قطعة أرض بها، وأن حالته خطيرة وهي تقول لي الحمد لله انك لم تكن معه في ذلك الحادث، وهنا تأكد لي أن نادية تملك بداخلها قوة خفية ليست كباقي البشر…..
وفي اليوم التالي اضطرت للسفر إلي مستشفي القرية لزيارة أخي ،واصطحبت معي نادية التي ظلت نائمة طوال الطريق، وفجأة شعرت بها تستيقظ من نومها وهي تركز ببصرها مع سائق الحافلة التي نستقلها ،مما جعل عجلة القيادة تنحرف من بين يديه فجأة وتخرج عن الطريق العام إلي جانب الطريق الملئ بالرمال ،الذي امتص قوة الأنحراف الشديد للسيارة المسرعة ،مما أثار حفيظة بعض الركاب الذين كانوا يركبون الحافلة وبدوأ بنهرونه، إلا أنه اقسم لهم أنه ليس له دخل في ذلك ،وانه شعر أن هناك شئ قوي يسيطر علي عجلة القيادة ويخرجه عن مساره، وبدا علي عدد كبير من الركاب عدم الإقتناع بذلك ،مما زاد من حدة اللغط بينهم، ونزل السائق ليطمئن علي السيارة قبل استئناف السير مرة اخري ،فوجد احدي عجلات السيارة قد بدأت المسامير التي تتحكم فيها قد خرجت عن مكانها الطبيعي، وان السيارة لو لم تتوقف في هذه اللحظة لكادت ان تنقلب ،وصاح السائق علي الركاب ليعلمهم بذلك، الذين بدوأ في رفع ايديهم بالدعاء وشكر الله علي نجاتهم من ذلك الحادث، اقبلوا علي السائق لمصافحته والثناء عليه ،وهنا انتبهت إلي وجود البسمة الكبيرة التي ترتسم علي وجه نادية ،وشعورها بالسعادة علي ماقامت به من عمل لأنقاذنا ،وانها هي من تستحق ذلك الثناء، وليس السائق ،فابتسمت وانا امسك بيدها الصغيرة وانا أوما لها براسي إني اعرف انها هي من وراء ذلك ،وان الله قد رزقني بملاك حارس ينقذني وقت الأزمات.