غربة وطن
مقال بقلم✒ بطوط احمد
أكبر خساراتنا تلك التي تغربنا فيها عن أوطاننا..لا خسارة أكبر بعدها .
فعندما تبتعد عن وطنك أنت خسرت كل شيء، خسرت هويتك، إنتماءك، أحلامك البكر وذاكرتك المتعبة تلاشت في العدم…فالشجرة التي تحفظ أسرارك عن ظهر قلب أحرقوها فتبخر الكلام غيما أسود وهطل مطرا يرثي حروفنا آمالنا ومواعيدنا التي استشهدت
بأحلام مزيفه.. كذب طائشة.
ستخضع إذًا ذكرياتك لعملية فلترة وتنتقي ذاكرة جديدة
..عليك أن تنسى وبيتك ذكرياتك. وجيرانك .وتتقبل تغير عائلتك
لكي تكون برتبة مغترب عليك ان تتكيف العيش في أماكن باردة وأشخاص باردين وعالم لا يشبهك..
وحيدا تحت مطر يشي بأسرار غرباء ..يرونك بأنك بحاجة لإعادة ترميم…فيعرفونك بحضارتهم وتاريخهم وعليك أن تبتسم وأنت تبكي غربة وطنك مصر
“وحدها رائحة الياسمين..وصوت نهر النيل وأذانات الجوامع وأجراس الكنائس
“ستبقى عالقة في تفاصيلك..
لكل مصري يريد الهجرة الى الضياع..عليك أن تفقد ذاكرتك بطريقة ما… .دع حقيبتك فارغة…رغم ذلك ستكون ثقيلة جدا..ولا يستطيع حملها إلا المهاجر الذي فقد وطنًا.