غزل المحلة .. قلعة إنتاج ومحراب الرياضة
يرتبط نادي غزل المحلة بجزء عظيم من تاريخ النضال الوطني المصري
بعدما كان أحد أذرع النهضة الاقتصادية الوطنية التي قادها الراحل طلعت باشا حرب في بداية القرن الماضي
وأنشأ نادي غزل المحلة مع شركة الغزل العملاقة والأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط آنذاك عام 1936
فكانت البداية بوجود أحد الأندية الوطنية التابعة لشركة مساهمة مصرية في قلب الدلتا.
وجذب نادي غزل المحلة طبقة عمال الغزل، وكانوا هم الطبقة الأكثر تعدادًا في مدينة المحلة
حتى انضمت لهم جموع سكان مدينة المحلة الكبرى وأجوارها من القرى والمدن الصغيرة
باعتباره كبير الدلتا الذي يمثلهم أمام أندية البندر في الدوري الممتاز.
وتصدر غزل المحلة الدوري منذ انطلاقته بتحقيق الانتصار تلو الانتصار أملاً في معجزة تسعد المحلاوية وأبناء الدلتا من العمال في قلعة الغزل والنسيج
وأصبح عماشة النجم الأول والهداف بـ 12 هدفًا سجلها طوال الموسم .
وفي المباراة الفاصلة ازدحمت شوارع القاهرة بالمحلاوية القادمين من الدلتا على متن القطارات لمؤازرة غزل المحلة في مباراة تحقيق المعجزة
وتحركوا سيرًا على الأقدام من محطة رمسيس وحتى ملعب مباراة البلاستيك في ملحمة لم تشهدها كرة القدم المصرية من قبل ..
الجيل الذهبي للمحله
وسطر الجيل الذهبي للمحلة تاريخًا ذهبيًا للمدينة الصغيرة في بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري عام 1974
بعدتتويجه بالدوري المصري فحقق المفاجأة الكبرى ووصل إلى نهائي البطولة الإفريقية بعد مشوار صعب.
ولكن خسرت كتيبة عمال الغزل في برازافيل بنتيجة 4-2 أمام كارا، قبل أن يحققوا فوزًا صعبًا في المحلة بهدفين لهدف
ولم يكن هذا الفوز شفيعًا لهم ليكتفوا بالميدالية الفضية ووصافة البطولة الإفريقية كأول ناد مصري يحقق وصافة البطولة الكبرى .
ونال غزل المحلة وصافة الدوري الممتاز مرة وحيدة موسم 1975/1976
والمركز الثالث 5 مرات في مواسم 1978/1979، 1987/1988، 1988/1989، 1991/1992، 1992/1993
كما وصل إلى نهائي كأس مصر 6 مرات في مواسم 1975, 1979, 1986,1993, 1995, 2001، ولم يحالفه الحظ أبدًا في رفع كأس البطولة الأعرق في تاريخ مصر.
وصل غزل المحلة إلى مباراة السوبر المصري عام 2001 وخسرها أمام الزمالك، كما شارك في البطولة الإفريقية لمرات عديدة
وكذلك دوري أبطال العرب، وأحرج الأهلي والزمالك حتى الموسم 2006/2007، والذي شهد بداية الانهيار.
و بعد غياب الكفاءات من الإشراف على الكرة بنادي غزل المحلة، وتراجع الشركة، وغياب الرقابة في بعض السنوات هبط زعيم الفلاحين إلى دوري المظاليم
ليصعد مرتين مجددًا قبل أن يهبط ويغيب خلال السنوات العشر الماضية بشكل مثير للدهشة.
ثم عاد المحلة لدوري الأضواء الموسم الجاري لكنه يتأرجح ويتراجع رغم تحقيقه الفوز على متصدر الدوري وفوزه اليوم على وادي دجلة فى عقر داره .
ليبقي غزل المحلة محراب الكرة ومحطة أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة فى مصر بصولاته و جولاته وانتصاراته التى تقتل غرور الكبار وتحطم عروشهم .
تقرير: نور عزت الياسين.