غضب عارم بعد حظر تعليقات صفحة اتحاد السباحة… وفاة يوسف تشعل الرأي العام
كتبت: وفاء عبدالسلام
وفاة يوسف… اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بموجة غضب واسعة عقب وفاة الطفل يوسف محمد، سبّاح نادي الزهور، أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية، تزامنًا مع قيام مسؤولي الصفحة الرسمية لـ الاتحاد المصري للسباحة بحظر عدد كبير من المتابعين وحذف تعليقاتهم، الأمر الذي فاقم الأزمة بدل تهدئتها.
ورأى العديد من المتابعين أن ما جرى هو محاولة لإسكات الأصوات الغاضبة التي تطالب بالمحاسبة وكشف الحقيقة، معتبرين أن حظر التعليقات خطوة “غير مبررة” تزيد الشكوك حول مسؤولية الاتحاد عن الواقعة التي هزّت الوسط الرياضي.
غضب متصاعد… واتهامات بالإهمال
امتلأت صفحة الاتحاد المصري للسباحة بمئات التعليقات التي حمّلت القائمين على البطولة مسؤولية الإهمال وغياب إجراءات السلامة، بعد وفاة الطفل يوسف خلال مشاركته في سباق 50 متر تحت 12 سنة.
وكان الأهالي والمتابعون يطالبون بمعلومات واضحة حول ما حدث ومحاسبة أي مقصّر، لكن المفاجأة كانت في حذف التعليقات وحظر أصحابها دون توضيح رسمي.
وأكد مستخدمون أن إدارة الصفحة لجأت إلى الحظر لكل من طالب بالتحقيق، معتبرين ذلك “تهرّبًا من المساءلة” بدل مواجهة غضب الجمهور واتخاذ خطوات لطمأنة الرأي العام.
تفاصيل مأساة سبّاح نادي الزهور
بدأت القصة حين لاحظ بعض المنظمين أن الطفل يوسف لم يخرج من المسبح عقب انتهاء السباق، ما أثار استغراب الحاضرين قبل أن يتحول الأمر إلى صدمة.
وبحسب شهود العيان، لم تنتبه اللجنة المنظمة لغياب الطفل إلا بعد مرور وقت، رغم خروج جميع السباحين الآخرين.
وذكر أحد الشهود أن يوسف كان في الحارة رقم 7 وظل تحت الماء دون أن يلتفت أحد لوجوده، حتى اكتشفه أحد المتواجدين بالمصادفة أثناء التحضير للسباق التالي.
وبالرغم من نقله إلى المستشفى، فإن محاولة إنقاذه لم تُكلل بالنجاح بسبب تأخر التدخل وفداحة الحالة.
كشف شاهد آخر أن الاستجابة من فرق الإنقاذ كانت بطيئة وغير احترافية، مشيرًا إلى أن سيارة الإسعاف لم تكن مجهزة كما ينبغي لحالات الغرق، إذ خلت من جهاز الصدمات الكهربائية (AED) الضروري لإنقاذ حالات توقف القلب.
هذه الشهادات زادت من حالة الغضب الشعبي، وسط مطالبات باعتبار ما حدث سلسلة من الإهمال بدأت من داخل المسبح وانتهت بتجهيزات طبية غير كافية.
مطالبات بتحقيق شفاف ومحاسبة واضحة
وتواصلت الدعوات عبر مواقع التواصل لمجموعة من الإجراءات، أبرزها:
فتح تحقيق رسمي وعلني في ملابسات وفاة الطفل يوسف
محاسبة أي مسؤول يثبت تقصيره داخل اللجنة المنظمة
فرض معايير سلامة صارمة في بطولات السباحة، خاصة للفئات الصغيرة
تحسين تجهيزات الإسعاف وضمان وجود منقذين مدرّبين ومؤهلين للتعامل مع الحالات الحرجة
ويؤكد كثيرون أن وفاة طفل في عمر الزهور داخل بطولة رسمية يفترض أن تكون آمنة لا يمكن أن تمر دون مراجعة شاملة لمنظومة تنظيم بطولات السباحة في مصر، وأن ما حدث يعد جرس إنذار يجب التعامل معه بجدية كاملة.


