غياب الضمير وأثره على المجتمع بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد
غياب الضمير وأثره على المجتمع
كثيرا مانسمع بعض الناس يقولون : ضميري بيعذبني ، ضميري مش مخليني أنام الليل ، ضميري يؤلمني ، فما هو الضمير
غياب الضمير وأثره على المجتمع
الضمير هو قدرة الإنسان على التمييز بين الحق والباطل ، والخطأ والصواب ، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم حين يرتكب الإنسان أفعالا تتنافى مع مبادئه وأخلاقه .
وهناك العديد من التعريفات المرتبطة بالفلسفة ، والدين ، وعلم النفس .
الضمير في الاسلام :
إن الشريعة الإسلامية تعتبر الضمير حاسة فطرية يستطيع بها أن يفرق بين الخطأوالصواب ، ولذلك نجد أن القرأن الكريم يشير إلى الضمير في قوله تعالى :
( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) .
صدق الله العظيم
هذه الوسوسه أو الصوت الخفي الذي تحدثنا به أنفسنا كل يوم يناجي عقولنا ويصرفنا عن الشر .
امثلة عن الضمير
ومن أمثلة الضمير ماحدث مع سيدنا يوسف عليه السلام ، حينما أبعده ضميره عن الإنجراف وراء الهوى .
وهناك أيضا حديثا يدل على وجود الضمير .
حديث وابصة ابن معبد الذي سأل الرسول ( صل الله عليه وسلم ) عن البر والإثم فقال له : ياوابصة ، إستفت قلبك ، البر ما اطمأنت إيه النفس وأطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك المفتون ، رواه أحمد بإسناد حسن .
الضمير في الفلسفة :
إن الفيلسوف روسو يعتبر الضمير قوة مضمرة تنبع من أعمق أعمال الإنسان لأنها قوة خفية تسكنه وتوجه حياته ، هذا الصوت الذي يعلو على صوت العقل لكونه غريزة تعبر عن جوهر الإنسان الطبيعي .
يقول روسو:
( أيها الضمير ، أيها الدليل الوطيد لموجود جاهل محدود .. لولا أنت ، ماشعرت بشيء في نفسي يرفعني فوق البهائم ، لولا أنت ماشعرت بغير إمتياز كئيب من الضلال بين خطأ وخطأ) .
من هذا نلاحظ أن روسو إعتبر الضمير هو الذي يفرق بين الإنسان والحيوان .
الضمير هو الاخلاق
إن الضمير هو الأخلاق التي تكون شخصية الإنسان وتجعله يفرق بين الخير والشر والعدل والظلم .
إن علماء الأخلاق يختلفون حول ماإذا كان الضمير ناتج عن غريزة فطرية أم نتيجة للتربية التي يكتسبها الإنسان ويتلقاها من البيئة المحيطة به .
إن التربية لها دورا رئيسيا في تنشئة الفرد وتحديد إهتماماته وإتجاهاتة ، وتوجيه سلوكه وتصرفاته، فإذا كانت التربية صحيحة وقائمة على المثل العليا والمبادئ السامية ، فسينتج مجتمعا صالحا ، أما إذا فسدت التربية فسينتج مجتمعا فاسدا .
العوامل التي تؤثر على الضمير
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على الضمير وإختلافه بين شخص وأخر بل في الإنسان نفسه من فترة لأخرى ، مثل ظروف النشأة والتربية ، والبيئة الإجتماعية ، والعادات والتقاليد ، بالإضافة إلى العلم والثقافة .
لماذا يموت الضمير :
إن غياب الضمير يكون حينما تدخل الدنيا القلوب بمباهجها ومفاتنها ، ويطغى حب المال والشهرة والنفوذ ، ويمت أيضا حينما تختفي الأخلاق ، وعند غياب الوازع الديني ، والخشية من الله تعالى .
أثر غياب الضمير على المجتمع :
إذا مات الضمير ذهب كل شيء ، وماتت المبادئ وإنتهت الأخلاق ، وإنعدمت الإنسانية ، وعم الفساد .
إذا مات الضمير إنتشرت الرذيلة ، والرشاوى ، وإنهارت الأبنية ، وإنتشرت جرائم زراعة الأعضاء ، وساد الظلم في المجتمع ، وعمت الفوضى والسرقات ، والخيانة ، والقتل وقول الزور ، وما إلى ذلك من الخطايا .
فلولا الضمير الذي يجعل الإنسان يعلو فوق غرائزة ، ويسمو فوق أهوائه لفسدت المجتمعات وإنهارت .
ضحايا غياب الضمير
ولعل من أبرز ضحايا فساد الضمائر ما حدث في واقعة قطار سوهاج ، سواء أكان متعمدا ، أم نتيجة إهمال فهذا يعود إلى إنعدام الضمير ، فالإهمال نوع من غياب الضمير.
رحم الله تعالى ضحايا القطار .