“فاتنه العينين تقع في غرام سيدها”
بقلم دعاء خطاب
عادةً استمع لفيلم قديم على يوتيوب أثناء مباشرتي لشئون بيتي واسرتي؛ كنوع من التسليه ولقطع الوقت.. ولأني استمع فقط ولا أشاهد.. فأصبحت عيني لا تنشغل بالتفاصيل
العاديه .. وإنما بالأحداث فقط؛ مما.. يجعلني أسجل بعض ملاحظاتي من سير أحداث القصه.. تفاصيل جميله، وآخري صادمه..اربط اشياء ببعضها؛ لأستخلص منها عبر ودروس من واقع الحياه.. الذي تقدمه لنا الدراما بشكل لطيف وبسيط وشيق.. واليوم كان الفيلم المرشح للإستماع إليه..
“غرام الأسياد”
لفارس السينما المصريه “أحمد مظهر” وفاتنة
العينين ” لبنى عبد العزيز” وعمر الشريف وشويكار..المشهد قبل الأخير
” لولو” صاحبة بيت الأزياء والتي تعمل به“نور” ابنة السايس.. وهي من رأت في“أحمد” كفؤاً لها واتخذته بينها وبين نفسها؛ زوجاً مستقبلياً.. من وجهة نظرها، هي فقط مسأله وقت ليس أكثر، عندما صُعقت بعلاقة أحمد مع نور ابنة السايس الفتاه البسيطه التي تعمل لديها.. قررت الإنتقام؛ وبالفعل دبرت مكيده توقع نور واحمد في ازمه أمام العائله والمعارف والأصدقاء من المجتمع الراقي… لتُجبر أحمد علي ترك من مال قلبه لها؛ ومن ثم الزواج ممن تستحقه أكثر… كما تعتقد هي.. قامت بترتيب حفل كبير، دعت فيه صفوة المجتمع.. وكذلك أخيه الأصغر “عصام”
والذي كان يعتقد إنه مولعاً كذلك بحب”نور” وفجرت الموقف أمام الجميع وكان لها ما ارادت، احرجت أحمد أمام الحضور ..قامت بطرد نور من المكان كله ومن العمل.. وكذلك من بيتها، مما أدى بعصام لأن ينفجر في أخيه احمد
متهماً إياه بالجحود والأنانيه… لإتخاذه نور
كحبيبه له بينما ثار عليه سابقاً ورفض علاقة
أخيه الأصغر بها.. مدعياً انها ليست من تستحق ذلك الشرف.. كونها فتاه بسيطه إبنة عامل لديهم… قامت بينهم مشاده كلاميه… ووصل الأمر بأحمد لأن صفع أخيه عصام بالقلم!!
“لولو” كانت تعتقد بأنها ازاحت “نور” من طريقها وانتقمت من “أحمد” لرفضه حبها ولكن “سبحان الله” بما دبرت وفعلت فقد خلقت لهم الظروف التي جعلت من المستحيل واقع!!
وبذلك التصرف الخبيث أخرجت علاقتهم للعلن وتقبل الجميع إرتباطه بمن اختارها قلبه.
نيتها في الإنتقام من أحمد الذي لم يلتفت لها، ومن نور البسيطه التي فضلها عليها وهي سيدة الأعمال الشهيره وإبنة الأكابر خدم “نور سليمة النيه” … خدمة عمرها واختصر وقت طويل وعقبات ومشاكل كانت تهدد علاقتهم بالإنتهاء في اي لحظه.. وجعلني أفكر أن ليس كل شئ في ظاهره شر أو جرح… يكون بالضروره كذلك وليس كل سقوط نهايه…ولا معنى إننا تجرعنا
الآلم لفتره فأصبحنا تعساء للأبد.. ولا كل من مكر بنا فائز…ولا كل إنكسار يُعد إنتصار لفاعله إنما هو تصورنا الخاطئ لمعظم الأشياء.. نظرتنا الضيقه المحدوده.. علاقات كثيره تنتهي؛ لتفسح مكان لما هو أفضل منها… مواقف مؤلمه
نعبر بها نعتقد اننا إنتهينا بعدها .. ولكنها مجرد خاتمه لفصل من الحياه ليبدأ غيره فيه راحتنا اكثر.. تتبدل الوجوه.. والاماكن والظروف
إيذاناً بخروج البعض من الذين انتهت ادوارهم ودخول آخرين نحتاجهم اكثر في المرحله القادمه من حياتنا، تتبدل المواقع وتتغير المقامات في القلوب، القريب يصبح غريب، والغريب يصبح من اقرب الناس، جميعنا لبعض
عبر ودروس..”فقط لمن يعي”.