فتاوي شرعيه سؤال وجواب

فتاوي شرعيه سؤال وجواب 

س/  تعبانة جدا ومليت، مرت فترة طويلة والوضع مش بيتحسن، وبقول جوايا لو في ناس حالهم أصعب مني وربنا لسه مفرجهاش ليهم، هيفرجها ليا أنا!، نفسيتي اتدمرت جدا ومعدش فيه أي استعداد لذِكر أو أي عبادة يا دوب الفرائض وبس، هموت من الغم، أعمل إيه؟

ج/ والله هممت بالإجابة لكن فيها طولا شديدا يثقل على يدي هذه الأيام والحمد لله..

لكن سأقول اختصارًا:

لابد أن لا ننسى مسكنتنا وأننا فقراء لله تعالى لا نستغني عنه سبحانه طرفة عين، وأن مجرد الدعاء بما فيه من إقبال على الله -تبارك اسمه- وقرب منه وشعور بالافتقار والذلة = نعيم عاجل..

حتى إن العارفين بالله جَلَّ وَعَلَا يقولون: ربما ثقل الهم على الإنسان، ففُتِح له من فنون التضرع والدعاء ما يجد لذته في قلبه، حتى إنه ليريد أحيانًا أن لا يذهب عنه الهم الذي حمله إلى ربه لعظم ما يجده من حلاوة الدعاء والمناجاة!

فتاوي شرعيه تنقلها انتصار احمد إن شرف القرب ولذة المعية وحلاوة الذل بين يدي الله عَزَّ وَجَل، والاطمئنان به سبحانه، والفرار إليه، والاعتصام برحمته، والدخول في جواره ﷻ = لذة لا تعدلها أي لذة في الدنيا!

لكن بعضنا يتضجر ويتأفف لأنه نسي شرف المقام الذي هو فيه، وكرامة الله ﷻ إياه أن يأذن له بالاقتراب منه، والخضوع له، وإجراء الدعاء على اللسان..

وربنا سبحانه وتعالى يريد مِنَّا قلبا منكسرًا، ونفسًا مفتقرة، وليس مجرد لسان يتحرك بحروف وكلماتٍ من ورائها نفسٌ ضجرة، كأنها تشترط على ربها بلسان حالها: إن لم أجد ما أريد، انقطعت!

وهذا هو عين الشؤم الذي يحجب العبد عن كرم الله سبحانه وتعالى..

أما من توسل به إليه، رضي به ربا، وأرضاه ربه، وأعطاه وتفضل عليه بما هو فوق سؤاله..

لكنَّ المتأفف المتضجر لا يعرف هذا ولا يشم رائحته؛ لأن بوابة العطاء : معاينة الفقر والمسكنة، وليس الدخول من باب “الاستحقاق”:

ما للعبادِ عليه حقٌّ واجبٌ •• كلا، ولا سعيٌ لديه ضائعُ

إن عُذِّبوا فبعدله، أو نُعِّموا •• فبفضله وهو الكريم الواسعُ!

سبحانه وبحمده.. فسليه سؤال المفتقر الذليل، الذي أسلم نفسه بالذل لربه سبحانه وتعالى.. ولن يُخَيِّب الله ﷻ من دخل عليه منكسرا، وهو سبحانه يبصر القلوب والضمائر، ويعلم خبء كل نفس وأطواءها.. لا إله إلا هو الرحمـٰن الرحيم.

الشيخ وجدان العلي

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.