فجوة في قلب الجحيم.. بقلم/ مصطفى حسن محمد سليم.

يحدث أن تجد نفسك تعيش في قلب الجحيم، وتجد نفسك تعيش في دوامة توشك أن تنتزع روحك إلى عالم الشر من الأرواح الهائمة، التي تبحث عن فجوة للهروب من عالم الجحيم، إلى عالم آخر إفتراضي ربما يكون أرض الواقع…. اسمي المهندس/ صبري عبد الكريم، 36 عام، مهندس في تكنولوجيا المعلومات، هاجرت إلى كندا منذ عدة سنوات، وهناك التحقت ببرنامج سري للغاية في وكالة ناسا، لم أكن أعرف في بداية الأمر ماهي طبيعة ذلك البرنامج، لقد كان اطلاعي على خطط البحث في البرنامج محدود جداً، في مجال تخصصي فقط، حاولت مراراً اختراق هذا المجهول بالنسبة لي، ولكني فشلت في ذلك، نظراً للإجراءات الأمنية والسرية الشديدة التي تحيط بالمشروع، حتى عصر ذلك اليوم الذي أجتمع فيه فريق البحث لمناقشة ثغرة حدثت في ذلك المشروع، ولأول مرة أتيحت لي الفرصة للأشتراك في المناقشة، لقد كان المشروع له علاقة بالسفر عبر الزمن، ولقد قطع فريق البحث شوطاً طويلاً في ذلك المشروع، ولكن ماحدث بعد ذلك كان مريع جداً، فبدلاً من فتح فجوة في قلب الزمان للسفر عبر الزمن، تم فتح فجوة في قلب عالم من الجحيم.. لم يكن الهروب بالبرنامج السري الذي عكف على دراسته الكثير من العلماء في الوكالة بالأمر السهل؛ لقد كان أمر بالغ الصعوبة، ولكن بالنسبة لي كان من أسهل مايمكن نظراً لتخزيني كل المعلومات الخاصة بالمشروع حسب تخصصي في المشروع.. لقد انتهزت فرصة توقف المشروع لحدوث ثغرة فيه مؤقتة، وسرقت احداثيات المشروع على قرص مدمج، وجمع تصيميمات الجهاز الذي تم إحداث تلك الثغرة من خلاله، وهربت عن طريق البحر، بجواز سفر مزور قد أعدته من قبل لذلك الغرض، لقد أدركت خطورة تنفيذ ذلك البرنامج الذي لو تم تنفيذه، لكان ذلك سبب رئيسي في فناء البشرية، ولقد عكفت في ذلك المكان السري الذي أقبع فيه الآن على إصلاح هذه الثغرة، وإدخال بعض التعديلات الجوهرية على تنفيذ ذلك المشروع وإصلاح الثغرة التي حدثت فيه، وقمت بصنع الجهاز مع إدخال بعض التعديلات المطلوبة، وعندما قمت بتشغيل الجهاز، كانت كل الأمور تظهر على جهاز المتابعة أمامي، كما خططت لها من قبل، ولكن مع زيادة السرعة القصوى للجهاز حدث إنفجار فيه، وتم عمل فجوة زمنية بالفعل، ولكن في قلب الجحيم…..
اليوم الثاني على صنع هذه الفجوة الزمنية، تجمعت الأرواح الهائمة لجميع الأشرار عبر الزمن الماضي، ونفذت من خلال فجوة الجحيم التي صنعتها إلى الزمن الحالي، وبدأوا يعيثون في الأرض الفساد، والقتل، والتدمير، وحدث خلل غير طبيعي في مناخ الأرض الحالي، وأرتفعت حرارة الجو بشكل واضح، في حين توصل فريق البحث الخاص بالوكالة المكلف بالبحث عني إلى مكاني السري من خلال تتبع إحداثيات الجهاز، وتم إقتيادي إلى نقطة غير معلومة أنا والجهاز لمعرفة التعديلات التي تم أدخالها على الجهاز، وبدأت صحتي في التدهور الشديد نظراً للتحقيقات المستمرة، ورفضي الإفصاح عن أي شيء خاص بتعديلات الجهاز إلى أن حدث شيء غريب في مساء ذلك اليوم، لقد إمتلأت الغرفة بالمزيد من الظلال البشرية التي أخذت تطالبني بتخليصها من ذلك العالم المجهول، وبدأت الإعداد لهذه الأرواح الهائمة في تزايد داخل غرفتي، حاولت الصراخ والهروب منها بأي طريقة، ولكني فشلت في ذلك، وأخذت في الصراخ ومحاولة الهروب منهم، في حين إقتحم الغرفة أحد الرجال الذي مال على وجهي وهو يخرج من جيب معطفه بطارية صغيرة يوجهها نحو عيني وهو يلتفت إلى  رجل آخر قد لحق به وهو يهز رأسه في أسف قائلا له لقد توفي، وهنا فقط أدركت حقيقية كيفية رؤيتي لهده الأرواح الهائمة، وأني قد أصبحت مثلهم سجين داخل فجوة الجحيم.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.