فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

قال الله تعالى { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ } {سورة الحج : الآيتان 27 -28 }
خلق الله جلي في علاه المخلوقات، وفاضل الله تعالي بينها في الفضل والكرامه، فجعل الله تعالي بعض الشهور اكرم من بعض، وجعل بعض الليالي اكرم من بعض، وجعل بعض المياه والأماكن والأزمان اكمل واكرم من الأخرى، ولقد خص الله تعالي أياما من كل سنه وغيرها جعلها الله تعالي، من افضل الايام وذكر النبي صلي الله عليه وسلم فضلها، وحث عليها وكان عليه الصلاة والسلام يعتبر العمل الصالح فيها وينتهزها، وكذلك كان الصحابه الكرام.
ورد ذكر الأيام العشر من ذي الحجة في بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي منها :
روي البخارى ومسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم، قال: {ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله تعالي من عشر ذى الحجه} “عشر الاضحي” فقال الصحابه يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله، الا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك من شئ، بمعني استشهد في سبيل الله وانفق ماله في سبيل الله، فهذه العشر لها فضيلتها، ولقد ذكر الله تعالي فضلها في القرآن فقال الله جلا في علاه، والفجر وليالي عشر قال ابن كثير الايام العشر، هى ايام العشر ذى الحجه، ولا يقسم الله تعالي الا بشئ عظيم، وهى العشر التى ذكرها الله تعالي، لما ذكر قصة نبيه موسي عليه السلام فقال جلي وعلي
{وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}
وواعدنا موسي ثلاثين ليلة “شهر ذى القعده واتممناها بعشر ذى الحجه” فتم ميقات ربه أربعين ليله هذه الايام العشر التي نحن مقبلون عليها هى افضل ايام السنه، الذكر فيها افضل من الذكر في طوال الأيام، الصوم فيها افضل من الصوم في غيره، إلا ما كان من رمضان، قراءة القرآن فيها افضل من قرائته في الأيام الأخرى، الصدقة فيها افضل من الصدقة في غيرها، بر الوالدين، الاحسان الى الناس، صلة الأرحام، الحج العمره، كل عمل صالح في هذه العشر يكون افضل من العمل الصالح في غيرها
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يقول “العباده في هذه العشر تعدل عبادة سنه كامله” قال الإمام ابن حجر رحمه الله لما تكلم عن شرح الحديث الذى تقدم قال، وربما كانت أفضلية هذه الأيام العشر لاجتماع اصول العبادات ومنهم الحج الي بيت الله الحرام فجمع الله تعالي امهات العبادات في هذه العشر ولقد وقف النبي صلي الله عليه وسلم في يوم النحر وهو اليوم الأخير من هذه عشر ذى الحجه فقال اى بلد هذا، اى شهر هذا، اى يوما هذا، ثم قال إن “دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم كاحرمة يومكم هذا”
اى يوم النحر الا قد بلغت اللهم فاشهد فهذه العشر لها فضيلتها، ومن فضيلة هذه العشر أن ربنا جلا وعلا جعل لها آداب واحكاما.
فمن أحكام هذه العشر قول النبي صلي الله عليه وسلم في حديث ام سلمه، {إذا دخلت العشر واراد أحدكم أن يضحي فلا يأخدنا من شعره واظفاره شئ}
ومن اداب وسنن هذه العشر أيضا، ما ذكره النبي صلي الله عليه وسلم بالاكثار فيها، من “التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل”.
قالَ تعالى
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } [الحج: 28].
حيث أورد ابن كثير في تفسير هذه الآية “عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات هى أيام العشر من ذى الحجة { ابن كثير ، 1413هـ ، ج 3 ، ص 239 } .
والتكبير المطلق، الذي هو في جميع الأوقات، يبدأ من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق.
وأما التكبير المقيد، هو الذي يكون بعد الصلوات المفروضة، فإنه يبدأ لغير الحاج من صلاة صبح يوم عرفة، إلى صلاة عصر آخر أيام التشريق
ومن فضائل العشر من ذى الحجه “الصيام” لكونه من أفضل العبادات، بل هو ام العبادات الصالحة، التي يجب على المسلم أن يحرص عليها، لعظيم أجرها وثوابها.
ومنها صيام تسعة أيام من هذه العشرِ أو ما تيسر منها.
عندما روي عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم، في هذه الأيام المباركة.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم “يصوم تسع ذي الحجة”، فقد روى أبو داود بإسناد صححه الألباني، عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلي الله عليه وسلم قالت: “كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الْحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أَيام من كل شهر، والاثنين والخميس” ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، قال الإمام النووي عن صوم أيام العشرِ أنه مستحب، استحبابا شديدا
“رواه أبو داود، الحديث رقم 2437، ص 370” .
فالصيام من العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله تعالى، والتي لها أجر عظيم فقد روي عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل عن صوم يوم عرفة فقال
{صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية} رواه مسلم، الحديث رقم 2747، ص 477

فضل العشر الاوائل من ذى الحجة
إن هذه الأيام العشر التي نحن مقبلون عليها هي أفضل أيام السنة
ونجد سبب الاحْتفاء العظيم بهذه العشر ايام المباركة: لما اشتملت عليه من اجتماع أمهات العبادات:
• ركن الحج مع الصلاة التي لا تنقطع وما فيها من أيام عظيمة كايوم عرفة.
• الصوم
• قرآة القرآن الكريم
• يوم النحر، نحر الإبل والانعام وإراقة الدماء.
وعبادات أخرى
• الذكر والصدقة والبر والإحسان.
لذا استحقت هذه الأيام لتكون أَفضل الأيام على الإطلاق.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.