فضل الهجرة بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

فضل الهجرة

بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى

مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

الهجرة عبادة عظيمة ندب إليها ربنا ونبينا صلى الله عليه وسلم..

فما هي الهجرة ؟

الهجرة مفارقة أرض إلى أرض .
وهى ترك دار الكفر إلى دار الإسلام وترك ما نهى الله عنه .

الأمر بالهجرة :

قال تعالى:

يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ .

(العنكبوت: 56).

قال ابن كثير رحمه الله:

“هذا أمر من الله لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الذي لا يقدرون فيه على إقامة الدين، إلى أرض الله الواسعة، حيث يمكن إقامة الدين، بأن يوحدوا الله ويعبدوه كما أمرهم”.

وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: السَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ، وَالْجِهَادُ، وَالْهِجْرَةُ، وَالْجَمَاعَةُ».
رواه أحمد والترمذي.

?فضل الهجرة :

1_ الإيمان الصادق:

قال تعالى:
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ

(الأنفال:74).

2_الأجر الجزيل:

فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي فاطمة الضَّمْري رضي الله عنه :

«عليك بالهجرةِ؛ فإنه لا مثلَ لها».
رواه النسائي.

3_الرزق :

قال تعالى:

وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ في ٱلأرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَـاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً .

(النساء:100).

“والظاهر -والله أعلم- أن المراغم التمنّع الذي يُتَحصَّن به، ويراغم به الأعداء.

قوله: وَسَعَةً يعني : الرزق .

قاله غير واحد منهم: قتادة، حيث قال في قوله:

يَجِدْ فِي الأرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً.

إي والله، من الضلالة إلى الهدى، ومن القلة إلى الغنى .

ومن ذلك أن الله سبحانه يعوضهم خيراً مما تركوا ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه..

قال تعالى:

وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .

(النحل: 41).

قال الطبري رحمه الله :

“لنسكننهم في الدنيا مسكناً يرضونه صالحاً”.

وقد تعقب الإمام الطبري رحمه الله من قال إن المراد :

لنرزقنهم في الدنيا رزقا حسناً الحسن بقوله: “التبوء في كلام العرب الحلول بالمكان، والنزول به”.

4_الرحمة:

قال تعالى:

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .

(البقرة:218).

5_المغفرة :

قال تعالى :

ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ .

(النحل:110).

ولما أراد عمرو بن العاص رضي الله عنه أن يشترط على النبي صلى الله عليه وسلم عند بيعته قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم:

«أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ».

رواه مسلم.

6_الجنة :

قال تعالى:

فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِى وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأنْهَاٰرُ ثَوَاباً مّن عِندِ اللهِ واللهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ .

(آل عمران:195).

وقال تعالى :

الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ .

(التوبة: 20-21).

وقال تعالى :

وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُواْ أَوْ مَاتُواْ لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرازِقِينَ .

(الحج:58).

قال ابن كثير : ثُمَّ قُتِلُواْ أي: في الجهاد.

أَوْ مَاتُواْ : أي: حتف أنفسهم أي: من غير قتال على فرشهم.

فقد حصلوا على الأجر الجزيل، والثناء الجميل”.

وفي سنن النسائي عن فَضالة بن عُبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أَنَا زَعِيمٌ لِمَنْ آمَنَ بِي وَأَسْلَمَ ، وَهَاجَرَ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ ، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ».

وعن سبرة بن الفاكه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك! فعصاه فأسلم، فغفر له. فقعد له بطريق الهجرة، فقال له: تهاجر وتذر دارك وأرضك وسماءك! فعصاه فهاجر. فقعد بطريق الجهاد، فقال: تجاهد فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال! فعصاه فجاهد. فمن فعل ذلك فمات كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة».

رواه النسائي، وابن حبان في صحيحه، والبيهقي.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.