فضل ذكر الله: مفتاح التقرب إلى الله ورفع الدرجات في رمضان

فضل الذكر وأهميته في الإسلام

ريهام طارق 

رياض المؤمن يتجلى في ذكر الرحمن، تتنزل رحماته وتتجلى نفحاته النورانية، وفي شهر رمضان، يسارع الصائم إلى طاعة الله، مُتطلعاً لاغتنام الأجر والثواب.

 إن ذكر الله، رب العالمين، هو من أعظم الطرق التي يتقرب بها المسلم إلى الله، حيث تحيا القلوب به، وتحط الذنوب والخطايا، وترفع الدرجات.

ذكر الله هو عملٌ جليلٌ يقرّب المؤمن إلى ربه وينمّي الروحانية في قلبه، إنّها رحلةٌ مستمرة من التقرب والتطوّر الروحي، حيث يجد المؤمن السلام والطمأنينة في ذكر الله و يُنشط علاقته الروحية و القلبية به.

فضل الذكر وأهميته في الإسلام:

تشير النصوص القرآنية والحديث النبوي إلى فضيلة الذكر وفوائده العامة، وتثني على أهله وتحث على زيادته، فقد قال الله تعالى: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ”، وفي كتابه الكريم أيضًا: “وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”. وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الذكر بقوله: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت”.

إن ذكر الله بالقلب واللسان وبكل حال، يعدّ مصدر السعادة والقرب من الله، و الضمانة للنجاح في الدنيا والآخرة.

فضل الذكر و الاعتكاف في شهر رمضان: طريق لقرب الله وتحصيل الأجر العظيم.

ينبغي للصائم أن يكثف ذكر الله وتلاوة القرآن خلال شهر رمضان، فـ الذاكر لله يعيش دائماً في رحاب الله ويسعى لاجتماع قلبه وفكره مع ربه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان و يكثر من ذكر الله و الاعتكاف في المساجد. 

 

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الأذكار، بما في ذلك أذكار الصباح والمساء، وينبغي على الصائم أن يحافظ على ترديدها ليستمر في ذكر الله ليس في رمضان فحسب، بل في كل وقت.

إضافة إلى ذلك، النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن المساجد هي رياض الجنة، وحث على الاعتكاف فيها وزيادة الذكر و التسبيح.

فـ الصائم يجد في هذه الأذكار و الاعتكاف فرصة للتقرب إلى الله وزيادة الخيرات، وهو طريق تنقية القلوب وتحصيل الأجر العظيم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا»، قلت: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: المساجد»، قلت: «وما الرتع يا رسول الله؟ قال: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر”.

لذلك يجب على الصائم أن يحافظ على ذكر الله تعالى بصفة مستمرة، ولا يغفل أو يتكاسل عنه، وليكن ذلك أفضل ما يشغل به نفسه ووقته بعد أداء الفرائض، حتى يكتب عند الله من الذاكرين.

عن الحارث مولى عثمان قال كان عثمان رضي الله عنه جالسا ونحن معه إذ جاءه المؤذن فدعا بماء فذكر الحديث في فضل الوضوء والصلوات الخمس قال وهن الحسنات يذهبن السيئات قالوا يا عثمان هذه الحسنات فما الباقيات الصالحات قال«لا إله إلا الله وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله»

فضل ذكر الله: مفتاح النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

ذكر الله هو المصدر الذي يرفع الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو أفضل وأكثر فضلا من الجهاد و الإنفاق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا أخبركم بأفضل أعمالكم و أنقاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من أن تلقوا أعداءكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى، قال: ذكر الله”، وقال معاذ بن جبل: “ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله”، رواه أحمد.

ذكر الله هو العمل الذي يجلب أعظم النجاح في الدنيا والآخرة، فهو يعزز الروحانية ويقرب الإنسان إلى الله، مما يجعله محبوبا من الله ومحبوب من الناس، وهو أكثر الأعمال تأثيرا في تحقيق السعادة الحقيقية والسلام الداخلي.

أهمية تلاوة القرآن في شهر رمضان: دروس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

في شهر رمضان، يعتبر تلاوة القرآن الكريم من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلمين القيام بها. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة في هذا الشأن، حيث كان يتلقى دروساً يومية من جبريل في كل ليلة من ليالي رمضان، حيث كان يدرس القرآن، وكانت سمته الرئيسية هي الجود في العطاء والتصرف، حتى أنه كان أجود بالخير من الريح المرسلة.

أهمية الذكر في حياة المؤمن عند الموت:

من أفضل الأعمال عند الله أن نعيش ونموت ونحن ملتزمون بذكره، ولن نكون على هذا الوضع إلا إذا كنا مخلصين له طوال حياتنا. ويُروى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: “آخر ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فارقني: ‘ما أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطبٌ من ذكر الله”.

ذكر الله هو العمل الذي يرفع درجاتنا عند الله و يقربنا منه، وهو عبادة تستمر مدى الحياة وتكون سببا في تثبيت الإيمان وزيادة القرب إلى الله تعالى

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن لكل شيء صقالة، وإن صقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولو أن يضرب بسيفه حتى ينقطع”.

بركات الذكر والشكر في شهر رمضان..دعاء للتحصين والسلامة:

ذكر الله هو الحصن الذي ينقذنا من مكر الشيطان، كما أنه العمل الذي يحمينا من عقاب الله، نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين والشاكرين.

رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير، أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، ونسأله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم.

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.