فقمة “الناسكة”المهددة بالانقراض على شواطئ اللاذقية

فقمة “الناسكة”المهددة بالانقراض على شواطئ اللاذقية

 

العوة لحماية فقمة “الناسكة”المهددة بالانقراض، والتي ظهرت على شواطئ اللاذقية

 

ما هي فقمة “الناسكة” المتوسطية ؟

 

أن “فقمة البحر المتوسط الناسكة من الثدييات اللاحمة، متكيّفة للحياة البحرية، تتكاثر بالولادة، وتعطي مولوداً واحداً فقط بعد فترة حمل 11 شهراً”.

 

“الناسك تعيش حصراً في البحر الأبيض المتوسط والمناطق المتاخمة له من المحيط الاطلسي، وتعمّر حتّى 30 سنة”.

 

كما ان “الفقمة حساسة جداً وخجولة، تحب العزلة والانفراد، تفضل الجروف البحرية الهادئة والنظيفة، ولذلك سميت بالفقمة الناسكة تيمناً بالشخص الناسك المتعبّد المُحب للنظافة والهدوء”.

 

 أهميتها ودلائل وجودها في سواحل المتوسط 

 

  “يعد وجودها دليلاً على صحة البيئة البحرية وخلوها من التلوّث، وللفقمة الناسكة دور كبير في توازن النظام البيئي البحري واستقراره، وانقراضها يقود للعديد من المخاطر البيئية كونها تتربّع على قمة العديد من السلاسل الغذائية البحرية”.

 

و“كانت الفقمة المتوسطية تُعد شبه منقرضة من السواحل السورية منذ خمسينيات القرن الماضي، وهذا يبدو أنه عائد إلى قلّة الاستطلاعات العلمية، حيث بيّنت الدراسات التي قمنا بها خلال التسعينيات أنها موجودة في سواحلنا، وخاصةً الشمالية منها، من الكورنيش الجنوبي للاذقية حتّى منطقة السمرا شمالاً، حيث تسود الكهوف الصخرية الملائمة لها”.

 

و“تمّ توثيق حوالي 40 مشاهدة لها في أماكن وأزمنة مختلفة منذ ذاك الحين، المشاهدات كانت عبارة عن فرد واحد أو فردين من ذكر وأنثى، ولم يتوفر لدينا الدليل القاطع  إن كانت هذه الفقمات مقيمة وتتكاثر  أم مرتحلة من شواطئ الدول المجاورة وتقيم في سواحل اللاذقية لبعض الوقت”.

 

و يتم حالياً التحرّي اذا كانت الفقمة تتكاثر في سواحل اللاذقية  من خلال وجود الوليد في المكان أو وجود ثلاث فقمات مجتمعات للاستدلال على تكاثرها”.

 

ويمثل وجود الفقمة الثالثة (إلى جانب الأب والأم) حكماً الوليد حديث الولادة، الذي لابد وأن يكون قد وُلِدَ في المكان نفسه نظراً لأن المواليد لا تغادر مكان الولادة لمسافات كبيرة.

 

و في العام 2013  تمّ العثور على فقمة حامل، ومع ذلك لازلنا لا نعلم إن كانت هي فقمة مقيمة في سواحلنا أم قادمة من شواطئ البلدان المجاورة وتلجأ مؤقتاً الى الكهوف المناسبة في شواطئنا”.

 

ما هي مهددات “الناسكة”؟

 

 في الحقيقة المهددات كثيرة، منها ما يتعلّق بالفقمة ذاتها كقلّة عدد المواليد وبطء عملية تجديد الجماعة، وحساسيتها الكبيرة للتلوّث وإصابتها بالأمراض، إضافةً إلى افتراسها من قبل الحيتان وأسماك القرش”.

 “ومهددات تتعلّق بالنشاطات البشرية، أبرزها التلوّث بأنواعه، بما في ذلك التلوث بالضجيج، حيث أن حب الفقمة للهدوء يجعل الأصوات القوية تُجهض الفقمة الحامل، إضافةً إلى قلّة الغذاء في البحر، وتتبع أسراب الأسماك إلى أماكن محفوفة بالمخاطر، بالتالي موت الفقمة”.

 

“وأما المهدد الأخطر وقوعها العرضي في شباك الصيادين وقتلها المتعمّد من قبلهم تلافياً لتخريب الشباك، وتعرضها للأذيّة من مراوح محركات السفن”.

 

 الإجراءات التي يستوجب اتخاذها، 

 

 “نظراً لكثرة مهدداتها، أصبحت الفقمة الآن في رأس لائحة الأنواع المهددة بالانقراض من البحر المتوسط، حيث تدهورت أعدادها كثيراً، ولم يبقى منها سوى مئات قليلة، بعدما كانت أعدادها تزيد عن المائة ألف بداية القرن الماضي، وهذا يستوجب حمايتها قبل فوات الأوان”.

 

و أن “استخدام الأجهزة المرسلة للذبذبات وتركيبها على الشباك وقوارب الصيد تجعل الفقمة تبتعد عن قوارب الصيد وشباك الصيادين، بالتالي تلافي أذيتها بهذه القوارب أو محاصرتها بهذه الشباك”.

 

الجهة التي يستوجب التحرّك لحماية الناسكة، 

 

المركز الإقليمي للمناطق ذات الحماية الخاصة RAC-SPA في تونس، والاتفاقية الدولية لحماية الحوتيات في البحر المتوسط والأماكن المتاخمة من الأطلسي ACCOBAMS في موناكو، هذا بالإضافة إلى كون حماية الفقمة هو التزام وطني، كجزء من التزامات سوريا تجاه اتفاقية برشلونة وبروتوكولاتها وتجاه اتفاقية التنوّع الحيوي، والخطة الوطنية لحماية الحوتيات في الساحل السوري، والتي من أهدافها أيضاً حماية الفقمة الناسكة، هذا علاوة على أن الفقمة 

الناسكة تحميها التشريعات السورية الخاصة بحماية البيئة وحماية مكونات التنوّع الحيوي البحري”.

 

دعوات لإقامة محمية سياحية بيئية..

 

 الدعوات لإعلان المنطقة كمحمية سياحية بيئية، واقتراح منطقة السمرا البحرية كمحمية للحياة الفطرية، لحماية الفقمة والأحياء البحرية الأخرى المرافقة، بحيث تشمل المنطقة الممتدة بين السمرا شمالاً حتّى جزيرة الحمام/البدروسيّة جنوباً بامتداد 4.5 كم، وذلك بحكم كون المنطقة مجاورة لتضاريس وعرة يصعب بلوغها من جهة البر، بالتالي فهي تؤمن حماية فعالة من كثير من النشاطات البشرية في المنطقة”.

 

و أيضاً اقتراح المنطقة من الصليب حتّى ميناء برج إسلام كمحمية ذات طابع خاص لحماية الفقمة المتوسطية، بسبب تمركز أغلب الكهوف الملائمة للفقمة في هذه المنطقة، وإعلان هذه المحمية من شأنه توفير موائل مناسبة آمنة تساعد الفقمة على تجاوز التهديدات التي تتعرّض لها، ويفسح المجال أمام السياحة البيئية في المنطقة”.

 

و“لرسم خطة ناجحة لحماية الفقمة من الانقراض لابد من معرفة أعدادها وأماكن وجودها وتكاثرها، لذلك يرجى من الأخوة رواد الساحل السوري والعاملين في مهنة الصيد البحري الإبلاغ عن أيّة مشاهدة للفقمة أو أي من الأحياء الأخرى كالدلافين والحيتان والأنواع السمكية الغريبة، عندها جمع المعلومات البيئية اللازمة بما يخدم حماية هذه الأحياء”.

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق رصدت قبل أيام عدد من فقمات الناسكة المتوسطيّة (الراهب) على شط الأرمن في خليج السمرا بريف اللاذقية، في مجموعة مؤلفة من تسع فقمات، وأشارت إدارة الجمعية إلى احتماليّة وجود منطقة للتزاوج قرب السواحل السورية، 

 

يُذكر أنّه تمّ رصد “الناسكة” في عدة مواقع خلال السنوات الماضية في وادي قنديل وقرب جزيرة أرواد، وأمام شاطئ طرطوس، إضافةً إلى شواطئ لبنان ولواء إسكندرون المحتل، وسط دعوات متزايدة لاتخاذ خطوات جديّة على طريق حماية هذا النوع الهام والمهدد بالانقراض.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.