فنانين يعانون من البطالة

 فنانين يعانون من البطالة

البطالة تلاحق الكفاءات من ممثلين ومؤلفين ومخرجين ومصورين ومهندسي ديكور وسواههم ، وخصوصاً بعد وفاة أسماء كبيرة من المبدعين بعد سنوات طويلة من توقفهم عن العمل. 

 

فالفنانون ليسوا بمأمن من شبح البطالة المزعج”، هذا ما تؤكده العديد من الوقائع المتكررة التي عبر أصحابها من الفنانين عن استيائهم من تجاهل المنتجين لهم، وشكوى بعضهم من ظروف مالية صعبة يعانون منها، رغم ما حققوه من شهرة وحضور لافت.

 

إذ يعيش عدد من نجوم الفن في مصر ظروفا صعبة بعد تراجع الاستعانة بهم في أعمال فنية لسنوات، مما اضطر بعضهم للمشاركة في أعمال لا تتناسب مع تاريخهم الفني، حتى أن أحدهم قال إنه “عُرِض عليه العمل كسائق أجرة” 

فالفنانة مها أحمد عبرت عن معاناتها مع عدم المشاركة في أعمال فنية رغم تاريخها الفني وتميزها، خاصة في الأعمال الكوميدية، فإنها أصبحت عاطلة عن العمل منذ فترة طويلة، وكذلك الحال بالنسبة للفنان شريف خير الله الذي لم يعرض عليه أي عمل فني منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما جعله يفكر بجدية في العمل كسائق (تاكسي) ليلبي احتياجاته المادية”. كما  قام المخرج أمير شاكر بالفعل بالعمل كسائق (أوبر) ليتمكن من تلبية احتياجاته المادية

 

أما الممثل والمؤلف الدكتور أيمن عبدالرحمن، وكان آخر أعماله كممثل «أستاذ ورئيس قسم» عام 2015، وكمؤلف مسلسل «موعد مع الوحوش» عام 2010، فأعرب عن أمنياته بأن تبدأ الدولة بعد التعافي من جائحة «كورونا» في مناقشة مشاكل العاملين في الدراما وصناعة السينما والمسرح، والنظر إليهم نظرة إنسانية وفنية.

وأكد عبدالرحمن علي أن هذا الأمر يحتاج إلى مؤتمرات يشارك فيها ممثلون عن الدولة، ومنتجون ومثقفون وفنانون، وعندها يمكن حل المشاكل التي تواجه العاملين في مختلف المجالات الفنية.

 

 أن نقابة المهن التمثيلية “تعيش أزمة كبيرة يسعى نقيبها الفنان أشرف زكي لاحتوائها. ولكن الواضح أن النقابة “غير قادرة على تقديم حلول حقيقية لبطالة الفنانين، خاصة أن المخرجين والمنتجين يختارون الفنانين وفق أهوائهم للمشاركة في الأعمال”.

 

اللوم على الفنانين الذين يشاركون بكثافة في الأعمال دون أن يتركوا الفرصة لزملائهم،  فبعض الفنانين يحاولون تخطي أزمة البطالة بالمشاركة في الأفلام الروائية القصيرة والطويلة كـ”ضيوف شرف” مع شباب من المعهد العالي للفنون المسرحية، ومع مخرجين من غير المعهد رغم الأجور المنخفضة.

 

كل هذا  الأمر “خاضع لسياسة العرض والطلب، وأن الفن ليس مجرد وظيفة”  فقطاع الإنتاج عندما كان يديره الراحل ممدوح الليثي كان يخصص حصة من الأدوار للفنانين الكبار، كالفنانة أمينة رزق على سبيل المثال، ليكون هناك تكامل بين جيل الكبار وجيل الشباب.

 

فقبل  15 عاما كانت نقابة الممثلين ترفض إعطاء تصاريح للوجوه الجديدة بما يزيد عن 20 بالمئة من قوة العمل كي تعطي الفرصة لأعضاء النقابة بالعمل، أما حاليا فالأمر خاضع لإملاءات الجهات التي تدير الإنتاج”.

 

والمفروض  إعادة النظر من قبل الإنتاج ونقيب الممثلين في الاستعانة بالفنانين المخضرمين ووضعهم في الاعتبار عند البدء في تنفيذ أي عمل فني جديد، ولو كضيوف شرف، كي لا يضطروا بعد سنوات طويلة أمضوها في محراب الفن للعمل في مهن لا تتناسب مع تاريخهم، كسائق تاكسي أو غيرها من المهن.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.