فن التواصل الاجتماعي وتأثيرهُ في المجتمع – بقلم الدكتور / أحمد الغافل من العراق
فن التواصل الاجتماعي وتأثيرهُ في المجتمع – بقلم الدكتور / أحمد الغافل من العراق
——————————————————
يُعتبر التواصل الاجتماعي تقنية من التقنيات التي تقوم على فهم التفاعلات البشرية، وهو علمٌ قائمٌ بذاته، له أساليبه الخاصة به ومقوماته وأشكاله المحددة، ويمكن تشبيهه بأنّه الوعاء الذي تستقي العلوم الأخرى منه الوسائل والتقنيات لإنجاز أهدافها وتحقيق ما تسعى له من غايات، ومُنطلق مفهوم التواصل يأتي من الآية الكريمة التي تُذكّر الناس بوحدة أصلهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وقد فسّر علماء التفسير كالألوسي هذه الآية، فقال: إنّ العلة من جعل الناس شعوباً هو التعارف، وعليه فإنّ التواصل بين الناس هو سلوكٌ فطري وتفاعلٌ اجتماعي يتضمن التوضيح والإقناع، وإزالة سوء الفهم، فهو أسلوبٌ يُظهر فيه الفرد رغبته في التعاون مع الآخرين؛ إذ من الممكن أن يكون التواصل مُباشراً؛ كاللقاءات الشخصية بين الأفراد أو بين الجماعات، أو غير مباشرٍ، كما هو الحال في الكلمة المسموعة أو المرئية، أو الإلكترونية ، وقد ذكر الله سبحانه الهدف والغاية التي من أجلها أنعم على الإنسان بالحواس العديدة، والتي بها يتم التواصل مع الآخرين، فقال: (وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
فقد بيّنت الآية الكريمة أنّ نعمة حواس التواصل أوجدها الله في الإنسان ليتتبّع آيات الكون ويعبد الله حق عبادته.