فن الحوار وثقافة الاختلاف فى الرأي
فن الحوار وثقافة الاختلاف فى الرأي
بقلم/ محمد أكسم
بلاشك أن الحوار يعد أداه من أهم أدوات التواصل ومن ارقي الوسائل لنشر المحبة والسلام بين الإفراد من خلال التعبير عن مشاعرهم باللغات المختلفة الراقية والمعبرة.
وعند افتقاد هذه الأداة ينقطع رابط التواصل والتفاهم بين جميع الأطراف.
لغة الحوار من الضروريات ذات الأهمية فهي تعتبر فناً راسخاً منهجه قائم على الوعي الثقافي وفتح المدارك وتوسيع الأفق,فالمتحدث اللبق يقدم ما لديه من أدلة وبراهين ويستخدم أسلوبه الخاص لتوصيل فكرته بصورة واضحة من وجهة نظره لإقناع الطرف الأخر بها والدفاع عنها,وهذا يتطلب ممارسة نشاطاً عقلياً وفكرياً بشكل دائم ومستمر لتحقيق الثراء الفكري والمعرفي ويحتاج أيضاً إلى الأسلوب الراقي المهذب والأفكار المرتبة واختيار الكلمات التي لها تأثير فى النفوس, فهذا دليل على مدى تحضر الطرفين فلا سبيل لنقل الخبرات والمعلومات والأحاسيس سوى الحوار الراقي, فالكلمة الطيبة لها اثر كبير فى نفوس الناس ويمكن أن تكون سبباً جوهرياً فى تغير مصائرهم.
كثيراً منا يتعصب لرأيه ويتمسك به حتى وان كان يشوبه العوار ,نفتقد الكثير من الصواب ويحتمل الدخول فى مشدات كلاميه بأسلوب بذيء, وربما تراشق وتشابك بالايدى والألفاظ من اجل هذا التشبث فى الرأي,فكل رأى صائب من الممكن أن يحتمل الخطأ والعكس صحيح كل رأى خطأ يحتمل الصواب.
كثيراً منا يفتقد الموضوعية والهدوء والتعقل والمنطقية فى النقاش,نعجز عن التفرقة بين الجدل والنقاش ويلتبس بيننا الأمر ونعجز أيضا عن توضيح الاختلاف بين الجدل والجدال.
الاستماع الجيد دليل على الاهتمام والاحترام للطرف المتكلم وإعطاءه الفرصة كاملة لشرح وجهة نظره والتعبير عن فكرته وهذا يعطى الشعور بالراحة ويعكس قوة الشخصية للمستمع ومدى ثقته بنفسه حتى يتمكن من فهم طريقة تفكير من يحدثه.
ثقافة الحوار وتقبل الرأي الأخر تحد من الكثير من الظواهر السلبية ومنها ظاهرة العنف السائد فى مجتمعاتنا والتقليل من الفجوات, وتقوم هذه الثقافة بإحباط اى محاولات لأحداث وقيعة وفتن بين أبناء الوطن الواحد ، وأي استقرار لا يحدث دون ترسيخ هذه الثقافة ونشر التسامح في نفوس الجميع فهذا يعزز من التماسك والترابط الاجتماعي بين الأفراد وقد يؤدي إلى التقارب والالتقاء وتحقيق العدالة في المجتمع.
نحن بحاجة إلى احترام الأخر وتقبل رأيه بغض النظر عن النوع واللون والجنس والعرق والديانة وان كان الاختلاف من اجل الوصول لهدف سامي ونبيل.
نحن بحاجة إلى إحياء هذه الثقافة ونشرها من اجل الوصول إلى حصيلة معرفية وفكرية.
ينبغي احترام المشاعر والعواطف لدى الآخرين,وان يكون النقد بناءاً وليس هداماً اى يكون التركيز على الايجابيات وتعظمها وتعزيزها ومعالجة بعض السلبيات وليس العكس .
ينبغي علينا جميعاً الالتزام بآداب الحوار وضبط النفس والتحلي بالأخلاق الحميدة والحسنة النبيلة.
ينبغي تهذيب أللسان وانتقاء الكلمات ووزنها وعلى المتحدث أن يعي جيداً مايقوله.
ينبغي أن يبنى الحوار على أسس سليمة كالمصداقية والصراحة والأمانة فى نقل المعلومة.
ينبغي أن يتحلى الحديث بالعلم ويستند على الحجة القوية مما يجعل الحوار جذاباً ومثمراً وذات قيمة.