فوبيا الثانوية العامة بقلم د.إيمان يحيى

“فوبيا الثانوية العامة ”
بقلم د/ إيمان يحيى
إنتهى أخيرًا كابوس الثانوية هذا العام، هذة الفوبيا التاريخية التى ظلت لأعوام عديدة فوبيا مرعبة لكل الطلاب والطالبات وأسرهم عند إلتحاق أبناءهم بها وذلك لإنها مرحلة مصيرية فى حياة الفرد، حيث يظن بعض الأفراد أنها تحدد مستقبلهم الدراسى الجامعى والمهنى فيما بعد، فيسعى الطالب جاهدًا للحصول على أعلى الدرجات ويتسابق مع زملائه على المجاميع المرتفعة للإلتحاق بكليات القمة كالطب والهندسة والإقتصاد والصيدلة وغيرها.
ولكن …….يمكن أن يصبح الإنسان ناجحًا فى مجال عمله نجاحًا باهرًا وهو ليس بطبيب أو مهندس، بل يمكنه أن يصبح موهوبًا أو مشهورًا أو فنانًا أو رسامًا أو كاتبًا وغير ذلك دون الحصول على مجموع مرتفع فى الثانوية، فهناك من يحصلون على مجموع مرتفع ويلتحقون بكليات كالطب والهندسة ولكنهم لا يحققون شيئًا لهم أو لمجتمعهم ولا يقدمون أى فائدة، وهناك من يحصلون على مجموع متوسط فى الثانوية ويلتحقون بكليات كالآداب والتجارة والتربية والحاسبات والفنون الجميلة وغيرها، ويحققون أهدافهم ويقدمون فوائد عظيمة لمجتمعهم، ويصبحون من عمالقة مجالهم.
ولنضرب الأمثال على ذلك أبو بكر الرازى (أبو الطب العربى) وإبن سينا وإبن النفيس وجابر بن حيان وغيرهم من العلماء العرب لم ينالوا تعليمًا جامعيًا فى أيامهم ولكنهم درسوا بخبرتهم ونقلوا العلم للعالم بأسره.
ومن أمثال العلماء الأجانب توماس إديسون الذى توقع معلميه أنه متأخر عقليًا ولا يفهم شيئًا، ولكن بمحاولات جاهدة سجل أكثر من ألف براءة إختراع بدون الإعتماد على التعليم المدرسى وأصبح من أشهر العلماء.
يجب على المجتمع والأباء والأمهات تغيير نظرتهم لمفهوم مستقبل أبناءهم وأنه غير مقيد بالتعليم المدرسى والجامعى فقط، فالمجتمع يحتاج إلى الطبيب والمهندس والصيدلى كما يحتاج ايضًا إلى المعلم والمحاسب والموظف والميكانيكى والكهربائى وغيرها من المهن الحرفيه حتى يتطور المجتمع ويرتقى بتكاتف جهود أبناءه.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.