فى اليوم العالمى لحقوق الطفل تقارير مفزعة واحتياجات ملحة فى عالمنا العربي.
كتبت: شاهيناز خفاجى
صادف اول امس 20 نوفمبر احتفاء العالم “باليوم العالمي لحقوق الطفل” وهو اليوم الموافق لتاريخ التوقيع على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والتى اعلن عنها في عام 1989من قبل 192 دولة. وقد جاءت الاتفاقية بالاساس لحماية حقوق الأطفال ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية ولتوسيع الفرص المتاحة لهم لبلوغ الحد الأقصى من طاقاتهم وقدراتهم. وتضمنت الاتفاقية حوالى 54 مادة مختلفة بهذا الخصوص،
وفى هذا الشأن اذكر انه فى بداية عام 2019 نشرت منظمة العمل الدولية تقريرا تناول وحلل أصدرات منظمات متعددة حول اطفال العرب وأشار إلى أن النزاعات المسلحة والحروب فى منطقة الشرق الأوسط فى السنوات الاخيرة قد تزامنت وزادت من عمالة الأطفال، ما بين لأجئين اومهجرين داخلياً، اوحتى غيرهم من الاطفال بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة في جميع أنحاء المنطقة.
وذكر التقرير _الذى جاء بناء على تكليف من جامعة الدول العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية_ وقدم لمحة عن اتجاهات عمل الأطفال في 22 دولة عضو في الجامعة العربية،
كيف أن “الوضع ازداد سوءً على مدى السنوات العشر الماضية والتى شهدت خلالها المنطقة مستويات عالية من النزاع المسلح ونزوح جماعي للسكان داخل البلدان وفيما بينها. فكان النساء والأطفال هم أشد المتضررين من هذه النزاعات والظروف الصعبة التى شهدتها المنطقة،
غير أن أخطر ما تضمن التقرير ويدعو للفزع حقا ًهو مشاركة الاطفال المباشرة اوغير المباشرة في النزاعات المسلحة وفي الأوضاع و الأنشطة المرتبطة بها، حيث أن أكثر من نصف الدول العربية متأثرة حالياً بالنزاعات أو تدفقات اللاجئين والمهجرين داخلياً. وان الأطفال في بعض المناطق يجبرون على ممارسة أنواع جديدة من الأنشطة المرتبطة بحالات النزاع المسلح، مثل تهريب البضائع عبر الحدود ومناطق القتال، اوجمع النفايات النفطية، بالإضافة إلى جلب المياه أو جمع الطعام من الحقول والتخلص من النفايات المليئة بمخلفات الحرب.كما اشار الى تباين درجة مشاركة الأطفال في العمل تبايناً كبيراً في أنحاء المنطقة العربية، وظهرت أعلى معدلات عمل الأطفال فى السودان واليمن بنسبة (19.2 بالمائة و34.8 بالمائة) على التوالي
وقد شمل التقرير عديد من الدول العربية منها العراق والأردن ولبنان وليبيا والصومال والسودان وسوريا وتونس والضفة الغربية وقطاع غزة واليمن.
اما نحن فى مصر فالاحصائات الرسمية تقول اننا لسنا بمعزل عما يحدث حولنا فبحسب تقارير عن الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء صدر بأواخر العام الماضي ،بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، قال فيه أن نسبة الفقر بين الأطفال أقل من 18 عاما بلغت 26.4% وان منهم 11.8% محرومين من الغذاء الجيد، كما ان 4.9% من الأطفال محرومون من التعليم. وأن إجمالي عدد الأطفال العاملين ما بين عمر (5:17 سنة) 1.59 مليون طفل منهم 61.9% يعملون لدى الأسرة بدون أجر و36.6% يعملون بأجر و1.5% يعملون لحسابهم.
واشارت ثقارير الجهاز المركزي إن 43.6% من الأطفال «العاملين» في مصر يتعرضون للأتربة والأدخنة فضلا عن تعرض نحو 20.8% منهم لإصابات سطحية وجروح مفتوحة وان 56.7% من الأطفال العاملين يتعرضون لإصابات عمل أخرى متنوعة.
ولنفس المناسبة اصدر الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء المصرى هذا العام، يوم الأربعاء الماضى 20/11/2019 بياناً صحفياً مقتضبا يتضمن بعض الإحصائيات والبيانات عن أطفال مصر جاء فيه أن عدد الأطفال فى مصر بعمر اقل من 18سنة وفقا لتقديرات الجهاز يقدر ب38،8مليون طفل، وأن نسبة تصل ل95،2%من الذكور و98،7من الإناث مقيدون بمراحل التعليم الإبتدائى، كما ان نسبة التسرب من التعليم لا تتعدى ال0،4%لنفس المرحلة،
وبشكل عام بشأن التعليم فقد أعلن الجهاز ان مصر في الترتيب (112) دولياً من بين 138دولة في مؤشر التعليم العالي والتدريب لعامى 2016-2017.
وذكر التقرير أرتفاع معدل وفيات الأطفال الرضع في مصر من 15،1فى الألف عام 2017 إلى 15،4طفل عام 2018 وان أعلى نسبة للوفيات كانت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية16،4%من عدد الأطفال تليها الالتهابات الرئوية بنسبة 9،9 فى حين ان الأمراض المعوية والإسهال تقلصت نسبته إلى 2،9 كسبب لوفيات الأطفال.
واخيراً فقد اشار التقرير الى أن عدد المدخنين من الأطفال فى مصر بلغ فى الفئة العمرية من 15:18سنة 3،6% وان هذه النسبة تزيد ل5،5% فى الفئة من عمر 17:18سنة.
ولعل مثل هذه التقارير وغيرها من الحوادث وما نشاهده يوميا من اخبار مؤسفة أبطالها لازالوا أطفال هى رسالة واضحة لا تقبل التأويل للقائمين على الامر بأن الوضع بالفعل خطير .