فى حضرة أمى…

FB_IMG_1584577960825

فى حضرة أمى ……

كتبت د/ شيماء عراقي

أستحى أن أكتب عنكى ولا أوفي قدرك ومقامك ..فلن تكفى كل الكلمات كى تعبر وتصف تلك الملحمة وطريق العبور في تلك السنوات التى كنت بين يديكى وتحت رعايتك وظلك
عذرا ..اننى اليوم ولأول مرة في حياتى أسطر كلمات عن أمى
فأعذورنى فأن قلمى يرتجف..ولا يقوى علي الإستمرار في الكتابه مرتعشا خوفا ان أخفق في وصف منبع الحنان والأمان..يدور شريط الذكريات وأسترجع تلك الأيام والسنين
فكم كنتى عظيمه ..فكنتى مصدر الأمان والاطمئنان لى ..فكنتى تلك القلعه التى بها أحتمى وتلك الأسوار الشاهقة اتطلع علي أكتافها إلى ذلك العالم الواسع ..وأصوب من خلالك نحو أحلامى البعيدة ..
لم أنسى تلك النظرات الحانية وتلك العيون التى طالما سهرت وأرهقتها الليالى الطويلة وعن سيل الدموع الجارفة حزنا علي مرضي ..
أماه…يا من تمثل العطاء بين يديكى ..أنتى يا من فاض نهر الخير وشلالات العطاء ..
لن أنسى تلك الأيام التى كنت أعيش فيها بين خيرات يديكى
ولن أنسى نظرة الفرحة في عيون الأيتام والفقراء الذين فاض عليهم عطائك وكرمك …
ولن يمحى من ذاكرتى مدى السعى والجهد الذى كنتى تبذليه لخدمه محتاج أو مريض ..
وتشهد تلك الأيام علي ذاك الكرم والعطاء الذى ليس له نظير في تلك الحياة …
وماذا أكتب وماذا أسطر ..عن قصة كفاح طويل من أم لسته أبناء لا فكنتى أم لمئات من اليتامى والمحتاجين ..
لن يفوتنى أن أذكر ذات الشتاء الطويل والليالى الحالكة..التى لم يغفل لكى فيها جفن وبيت من بيوت الفقراء والمساكين من حولك إلا ويطمن قلبك علي إشباع بطونهم ودفء فراشهم
أمى ..هى تلك المرأة الصالحة التى لم تنقطع يوما عن صلاتها
في بيوت الله ..لن تخطئ مسامعى عن تلك الخطوات كل ليلة سعيا لصلاة الفجر والحرص علي صلاة الجماعه ..
يحتفل قلبي كل ليلة معكى..بتلك الابتهالات والدعاء وأنشد معكى من أيات القرآن ذكرا وشكرا لله وحده ..
فكنتى تهمسين في أذنى..ومن يعمر مساجد الله ونعمر بيته بالخير والدعاء …
وماذا أحكى عن مصدر الحنان والعطاء ونبع السعادة والحب ..
فو الله ما ضاقت بي الحياة يوما إلا وقد فرجت بسيل دعواتك..وما بي من نعمه وخير وستر إلا بسبب وجودك وبركه
دعواتك .
لم أستطع تفسير ذاك اللغز ..وسر شفرة أمى ألا بعد أن كبرت وتحملت مسئولية أبنائي …
فعلمت وتعلمت أن سر ذاك الكون هو أنتى ..أمى ..
فأنتى تستطرين كل معانى الوفاء وتضعين فوق أحرف العطاء النقاط…
كنتى الجسر الذى عبرت عليه بأثقالى…فكنتى جسر الحب الذى تحمل أخطائى..
أعترف أمى فأنتى ضعفى وقوتى…ضعفى حين أشعر بالامك وأهات مرضك…
وقوتى حين أسمع أبتهالاتك…
أمى في صمتك وكلماتك..أمى أسمعينى دعواتك ..أمى أغسلى قلبي بضحكاتك..أنشدى أذانى بجميل عباراتك.. أملىء نهرى بموج عطائك …وأنثرى حديقتى بشذى عطرك ..
أنتى نور لطريقي..ونجاه لعثراتى..أنتى مفتاح جنتى…

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.