فيلم “الباب الأخضر”…عندما يفقد الإنسان ذاته وذكراه
بقلم_أمجد زاهر
في زمن تتلاشى فيه القيم والمبادئ، وتتسارع فيه التغيرات والصراعات، يبحث الإنسان عن مخرج من واقعه المرير، ويحلم بحياة أفضل وأسعد. لكن ماذا لو كان هذا المخرج يتطلب تضحية بالذات والذكرى؟ هل يستطيع الإنسان أن يتخلى عن هويته وتاريخه من أجل مستقبل مجهول؟
هذه هي الأسئلة التي يطرحها فيلم “الباب الأخضر”، الذي شارك في فعاليات مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما في دورته الـ71.
فيلم “الباب الأخضر”، الذي ينقلنا إلى فترة التسعينيات، ويعرض لنا صورة للمجتمع المصري والإنسان المصري في ظل ظروف صعبة ومؤثرة.
الفيلم من تأليف أسامة أنور عكاشة، أحد أبرز كتاب السيناريو في مصر، وإخراج رؤوف عبد العزيز، المخرج الشاب الذي يثبت موهبته في كل عمل يقدمه.
والعامل المشترك بين شخصيات الفيلم هو المصل، وهو مادة تستطيع تغير ملامح حياة وذكرى الشخص الذي يحصل عليه، وتمنحه فرصة لبدء حياة جديدة. لكن هذه الفرصة لا تأتي بلا ثمن، فالشخص يفقد ذاته وهويته، ولا يستطيع التعرف على نفسه أو على من حوله. وهكذا نشاهد كيف يتأثر كل شخصية بالمصل بطريقة مختلفة، وكيف يواجهون تحديات وصراعات نفسية واجتماعية.
وقد قدم المخرج رؤوف عبد العزيز فيلما يجمع بين الجودة الفنية والرسالة الإنسانية، وأن يستخدم التقنيات السينمائية بشكل مبدع لإبراز التغيرات التي تحدث في حالة الشخصية وذكراه.
كما استطاع أن يستفيد من قوة التمثيل لبطولة الفيلم، التي
تضمنت إياد نصار، سهر الصايغ، محمود عبد المغني، خالد الصاوي، عابد عناني، حمزه العيلي، إسلام حافظ، وآخرون من الفنانين.
وقد أبدع هؤلاء الفنانون في تجسيد شخصياتهم بشكل مؤثر ومقنع، وأظهروا مدى تأثرهم بالسيناريو الذي كتبه أسامة أنور عكاشة.
وقد نال الفيلم إشادة كبيرة من قبل النقاد والجمهور، الذين أثنوا على روعة الفيلم وعمق رسالته.
واتوقع ان يأخذ جائزة أفضل فيلم في مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما ال71.
فيلم “الباب الأخضر” هو فيلم يستحق المشاهدة والتأمل، فهو يجمع بين الجودة الفنية والرسالة الإنسانية، ويحمل في طياته دروسا وعبرا لكل من يهتم بالحياة والإنسان.