ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻟﻴﻼ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ
ﺧﺎﻃﻔﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻓﻘﺪﻧﺎ ﺃﺟﻤﻞ
ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻭﺃﺣﻼﻫﻢ ” ﻣﻄﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ” ﺍﻟﻌﻨﺪﻟﻴﺐ ﺍﻷﺳﻤﺮ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ ﺣﺎﻓﻆ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ…ﺗﻮﻗﻔﺖ
ﻗﻠﻮﺏ ﻣﺤﺒﻴﻪ ﻭﻋﺸﺎﻕ ﻓﻨﻪ ﺍﻷﺻﻴﻞ
ﻣﻊ ﺧﻔﻘﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭﺗﺄﺟﻞ
ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺗﻐﻴﺐ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﺗﻪ…ﻧﻜﺴﺖ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ
ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺔ ﻭﻋﻨﻮﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ
ﻭﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻷﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺧﺒﺮ ﺭﺣﻴﻞ
ﺍﻟﻤﻄﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﻳﺘﻴﻤﺎ ﻭﻋﺎﺵ
ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻭﻣﺎﺕ ﺣﺰﻳﻨﺎ…ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺚ
ﻓﻲ ﺷﻌﺐ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺏ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻔﻦ ﻭﺍﻟﺼﺪﻕ ﻓﻲ
ﺍﻟﻐﻨﺎء ﻭﺇﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻭﻗﺪ
ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻳﻠﻬﺐ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻭﻳﻔﺠﺮ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ
ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ…ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺰﺝ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ
…ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ ﻭﺍﻷﺗﺮﺍﺡ
ﻭﻗﺪ ﻭﺿﺢ ﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺷﺒﺎﻧﺔ ﺇﺑﻦ
ﺷﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﻨﺪﻟﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﺑﺼﺪﺩ ﺇﻧﺠﺎﺯ
ﻣﺘﺤﻒ ﻣﺘﻨﻘﻞ ﻟﻌﻤﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺣﻘﻖ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻠﻴﻢ
ﺣﻠﻤﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺍﻭﺩﻩ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ
ﺃﺿﺎﻓﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ
ﺑﺎﻷﻏﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻤﻴﺔ..ﻭﻛﺎﻥ
ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻩ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺨﺪﻉ ﺍﻟﻔﻦ
ﻭﻳﻌﻄﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺑﺄﺧﻼﺹ
ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﻡ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻳﺄﺧﺬ
…ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺟﻬﺪﻩ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ
ﻭﻛﺎﻥ ﺣﻠﻴﻢ ﻳﺘﺼﺎﺭﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ
…ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻗﺪ ﻻﺯﻣﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮﻩ
ﻭﻗﺪ ﺃﺗﺖ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ
…ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ…ﺍﻟﻤﻮﻋﻮﺩ
ﺳﻴﺤﻀﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﺪﻟﻴﺐ ﻣﻮﻋﻮﺩ
ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺕ…ﻭﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﺟﻞ ﻣﺤﺘﻮﻡ…ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺳﻜﻨﻪ
ﻓﺴﻴﺢ ﺟﻨﺎﻧﻪ
ﻋﺎﺷﻖ ﺍﻟﻌﻨﺪﻟﻴﺐ ﻟﻄﻔﻲ ﺍﻟﻨﻔﺎﺗﻲ
ﻣﻦ ﺗﻮﻧﺲ