في ذكرى ميلاد الفنان و المحامى والمترجم” بشارة وكيم” تعرف على أسرار حياته

قال من يريد أن يتثقف فى اللغة يجب أن يحفظ القرآن ويتفهم معانيه

images(26)

كتبت  دعاء سنبل

بشارة وكيم فنان كبير ومحترف ولد في 5 مارس 1890 ، خريج مدارس الفرير الفرنسية بالخرنفش ، و يتكلم الفرنسية بطلاقة و حفظ القرآن وطالع كتب التفسير مردداً من يريد أن يتثقف فى اللغة يجب أن يحفظ القرآن ويتفهم معانيه قد ساعدته ثقافته الواسعة على ترجمة العديد من روايات عيون الأدب الفرنسى إلى العربية.

عمل بالمحاماة ولولا قيام الحرب العالمية الثانية وتعذر سفره إلى فرنسا لأصبح أول فنان يحمل درجة الدكتوراة فى القانون من السوربون فقد كان مؤهلاً لها بعد حصوله على شهادة الحقوق الفرنسية بدرجة امتياز وعمله كمحام أمام المحاكم المختلطة قبل احتراف التمثيل.

سمع عن محاولة جورج أبيض لتأليف فرقة تمثيلية فذهب لمقابلته وقدم نفسه على أنه من هواة التمثيل ومن خريجى كلية الحقوق الفرنسية وأنه بسبيل الاشتغال بالمحاماة. وأشفق جورج أبيض على مصير بشارة واكيم الذى يضحى بمستقبله كمحام ليعمل بالتمثيل فصرفه بعد أن اعتذر عن ضمه إلى فرقته ونصحه بأن ينصرف إلى الاهتمام بمستقبله كمحام ونزل بشارة واكيم عند نصيحة جورج أبيض والتحق مكتب أحد محامى المحاكم المختلطة ولكنه لم يقطع صلته بالحياة الفنية فقد عقد صداقات مختلفة مع هواة الفن من الشباب المثقفين وعرف سليمان نجيب وعبدالرحمن رشدى وفؤاد سليم وعبدالوارث عسر وغيرهم. وكان أقرب هؤلاء الأصدقاء إلى قلبه هو عبدالرحمن رشدى لأنه محام مثله فلما أعلن عبدالرحمن أنه خلع روب المحاماة للتفرغ للتمثيل وكون فرقة تمثيلية باسمه وكان من الطبيعى أن ينضم بشارة إلى هذه الفرقة كهاوى مع الاستمرار فى عمله كمحام وقام بأدوار صغيرة ولكنها أدوار كشفت عن مواهبه العريضة واستطاع أن يثبت تفوقه فى فن التمثيل.

فى عام 1947 كان بشارة واكيم يمثل مع نجيب الريحانى مسرحية الدنيا لما تضحك فارتفع ضغط دمه فجأة وانحبس صوته أثناء وقوفه على المسرح وصاح به الجمهور يستحثة على رفع صوته فحاول باستماتة لكنهلم يستطع ، ولما أسدل الستار بكى  كلأطفال وقال بصوت منخفض “أضحكت الناس ثلاثين عاماً ،  أفلا يتحملنى الناس بضع دقائق حتى استرد قدرتى على النطق”. ونصحه الريحانى حرصاً على حياته بأن يلزم الفراش فترة فأبى ولكن الريحانى أصر لكى يرغمه على الراحة فسحب جميع الأدوار منه فغضب بشارة وانضم إلى فرقة “الكوميدى المصرية” ولم تمضى أيام حتى انهار تماماً وأصيب بمضاعفات ونقل على أثرها إلى المستشفى، وحاول الأطباء أن يبعدوه عن التفكير فى مشاغل المسرح دون جدوى فقال لهم: “إذا تركتمونى أذهب إلى المسرح يومياً للفرجة فسوف تتقدم صحتى” وسمحوا له لمدة ساعة يومياً وحدثت طفرة جيدة فى صحته بل لقد استعاد عافيته تماما. وكان يتأهب للعودة إلى العمل لكن لم يمهله القدر لذلك رحل عن عالمنا في 30 نوفمبر 1949 وهو يمسك بمسرحية جديدة كان يقرؤها ومات وهو على صدره نسخة من المسرحية التى كان ينوى العمل فيها رحمه الله.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.