في ذكرى وفاة الناشطة التي طالبت بتحرير المرأة “هدى شعراوي” تعرف على مراحل نضالها
كتبت دعاء سنبل
أكثر من دافعت عن حقوق المرأة ، وطالبت بتحريرها من القيود المجتمعية والتقاليد المتوارثة الخاطئة ، وهي من نادت بخلع المراة للنقاب ورفع سن زواج الاناث لسن 16 عام والذكور لسن 18 عام ،هى نور الهدى محمد سلطان ،الشهيرة بأسم “هدى شعراوي” الذي غيرت أسمها بعد زواجها إنتمائاً لأسم زوجها ، ولدت في مدينة المنيا في صعيد مصر في 23 يونيو 1879م ، كانت من أبرز الناشطات المصريات في النشاط النسوي في نهايات القرن التاسع عشر.
“هدى شعراوي” بداية نشاطها لتحرير المرأة كما عبرت ، والذي بدأ أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها ، و هناك انبهرت بالمرأة الإنجليزية و الفرنسية في تلك الفترة ، و هناك تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة ، وعند عودتها أنشأت شعراوي مجلة “الإجيبشيان” و التي كانت تصدرها باللغة الفرنسية .
و كان زوجها “علي الشعراوي” له دور سياسي ملحوظ في ثورة 1919م، و علاقته بسعد زغلول أثر كبير على نشاطاتها ، فشاركت”هدى شعراوي” بقيادة مظاهرات للنساء عام 1919م، وأسست “لجنة الوفد المركزية للسيدات” وقامت بالإشراف عليها حينها.
:هدى شعراوي” حظيت بحضور أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923م ، وكان معها نبوية موسى و سيزا نبراوي صديقتها و أمينة سرها .
و علقت قائلة :” كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا إلتقينا بـ السنيور موسوليني ثلاث مرات ، و قد استقبلنا و صافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة ، و عندما جاء دوري و قدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه و مشاعره نحو مصر و قال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر”.
و لما عادت هدى من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي ،بعدها كونت الاتحاد النسائي المصري سنة 1927م ، و شغلت منصب رئاسته حتى عام 1947م، كما كانت عضوا مؤسسا في “الاتحاد النسائي العربي” وصارت رئيسته في العام 1935م، و بعد عشرين عاماً من تكوين هذا الاتحاد قامت بعقد ما سمي بالمؤتمر النسائي العربي سنة 1944م ، وقد حضرته مندوبات عن الأقطار العربية المختلفة (26) و اتخذت فيه قرارات في مقدمتها منها :
*المطالبة بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب
تقييد حق الطلاق .
*الحد من سلطة الولي أياً كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي .
*تقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء في حالة العقم أو المرض غير القابل للشفاء.
*الجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة و التعليم الابتدائي
في نهاية قراراتها :
قدمت اقتراح : “تقديم طلب بواسطة رئيسة المؤتمر إلى المجمع اللغوي في القاهرة والمجامع العلمية العربية بأن تحذف نون النسوة من اللغة العربية ”
ثم عقد المؤتمر النسائي الدولي الثاني عشر في استانبول في 18 إبريل 1935م و تكون من هدى شعراوي رئيسة وعضوية اثنتي عشر سيدة – و قد انتخب المؤتمر هدى نائبة لرئيسة الاتحاد النسائي الدولي و كانت تعتبر أتاتورك قدوة لها و أفعاله مثل أعلى ،
علقت “هدى” قائلة :” و بعد انتهاء مؤتمر استانبول وصلتنا دعوة لحضور الاحتفال الذي أقامه مصطفى كمال أتاتورك محرر تركيا الحديثة ، و في الصالون المجاور لمكتبه وقفت المندوبات المدعوات على شكل نصف دائرة و بعد لحظات قليلة فتح الباب و دخل أتاتورك تحيطه هالة من الجلال و العظمة و سادنا شعور بالهيبة والإجلال ، وعندما جاء دوري تحدثت إليه مباشرة من غير ترجمان و كان المنظر فريداً أن تقف سيدة شرقية مسلمة وكيلة عن الهيئة النسائية الدولية و تلقي كلمة باللغة التركية تعبر فيها عن إعجاب و شكر سيدات مصر بحركة التحرير التي قادها في تركيا ، و قلت : إن هذا المثل الأعلى من تركيا الشقيقة الكبرى للبلاد الإسلامية شجع كل بلاد الشرق على محاولة التحرر و المطالبة بحقوق المرأة ، و قلت : إذا كان الأتراك قد اعتبروك عن جدارة أباهم و أسموك أتاتورك فأنا أقول إن هذا لا يكفي بل أنت بالنسبة لنا “أتاشرق”، فتأثر كثيراً بهذا الكلام الذي تفردت به و لم يصدر معناه عن أي رئيسة وفد و شكرني كثيراً في تأثر بالغ ثم رجوته في إهدائنا صورة لفخامته لنشرها في مجلة الإجيبسيان”
“هدى شعراوي” حضرت مؤتمر باريس عام 1926 ومؤتمر أمستردام العام 1927م ومؤتمر برلين العام م1927، و دعمت إنشاء نشرة “المرأة العربية” الناطقة باسم الاتحاد النسائي العربي ، كما أنشأت مجلة l’Egyptienne العام 1925 بالفرنسية .
حصلت “هدى شعراوي ” في حياتها على عدة أوسمة ونياشين من الدولة في العهد الملكى و بعد موتها أطلق اسمها على العديد من المؤسسات و المدارس والشوارع في مختلف مدن مصر .
توفيت في 12 ديسمبر 1947م ، بالسكتة القلبية و هي جالسة تكتب بياناً في فراشها ، تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفاً واحداً في قضية فلسطين .