في ذكري ميلاده: محطات في حياة عمدة السينما.. ابن شبين القناطر الذي تبرع بمعاش إبنه لتسليح الجيش وقال عنه تشارلز لوتون لو كان موجود عالمياً لأسلمت له الشعلة من بعدي

كتب : كريم الخطيري

 

تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل “صلاح منصور”، 17 مارس 1923بـ شبين القناطر بمحافظة القليوبيه
من منا لا يتذكر “العمدة عتمان”، فى فيلم الزوجة الثانية، وأكثر جملة اشتهرت فى تاريخ السينما من خلال هذا الفيلم لحفيظة زوجة العمدة الأولى “الليلة يا عمدة” والتى قالتها الفنانة الراحلة سناء جميل، وكذلك دوره فى فيلم “بداية ونهاية” أمام سناء جميل أيضا والراحل شكرى سرحان وأمينة رزق وفريد شوقى، جميع أدواره التى أداها لم تعطه أهمية، بل هو من أعطى للدور أهمية وضخامة وزاد من تعلق المشاهد به، ويعد عملاق السينما ليس فقط المصرية بل والسينما بشكل عام. 

بدأ حياته بالعمل كصحفى فن فى مجلة روزاليوسف، وكان أول حوار صحفى له مع الفنانة أسمهان، وهو لا يتخطى الـ17 عامًا.

التحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان أحد خريجى الدفعة الأولى من المعهد إلى جانب فريد شوقى، وشكرى سرحان، وحمدى غيث، وعبد الرحيم الزرقانى.

إلى جانب الكتابة والتمثيل، أخرج للمسرح الكثير من المسرحيات نذكر منها: “عبد السلام أفندي “، و” بين قلبين “، إلى جانب العديد من المسرحيات العالمية التي أخرجها للبرنامج الثاني للإذاعة.

2015-635621685407913315-791

حصل على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته الفنية، كان أهمها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عيد الفن، وجائزة الدولة التقديرية من أكاديمية الفنون.

بدأ أعماله فى السينما وهو لا يزال طالبًا، حيث شارك فى فيلم زهرة مع بهيجة حافظ، وبعد التخرج عاود الظهور فى بعض الأدوار الصغيرة ببعض الأفلام، منها “المليونير”، حيث ظهر فى استعراض “المجانين” مع إسماعيل يس، كما أدى دور صاحب التياترو فى فيلم فى “الهوا سوا”، ودور الشرير أمام ليلى مراد فى فيلم “شاطئ الغرام”.
عمل بالإذاعة وقدم العديد من الأدوار المتميزة منها “ضبوش العكر” فى مسلسل عوف الأصيل، و”الأمير زياد” فى رابعة شهيدة الحب الإلهى، وقد حظى وقتها بنجاح كبير، وحصل على جائزة أفضل ممثل إذاعى فى المسابقة التى كانت أجرتها إذاعة صوت العرب.

201901190325472547

قدم دور الأحدب فى فيلم مع “الذكريات” للمخرج سعد عرفة بتميز شديد، حتى أن الممثل البريطانى “تشارلز لوتون” صفق له عندما عرض الفيلم فى لندن عام 1962، وذهب اليه وصافحه، وقال له: “لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًّا لكنت أسلمت له الشعلة من بعدى”.

ومن أكثر اللحظات المؤلمة فى حياته عندما مرض ابنه الأصغر هشام، والذى كان يحتاج لإجراء جراحة عاجلة بالعاصمة البريطانية لندن، إلا أنه لم تكن لديه تكاليف العملية، وسافر ابنه للعلاج على نفقة الدولة.

واستمر العلاج هناك فترة طويلة لإجراء بعض الفحوصات اللازمة قبل الجراحة، فاحتاج منصور إلى تجديد طلب العلاج على نفقة الدولة، ومدّ فترة بقائه لثلاثة أشهر أخرى.

602

وفى تلك الأوقات تصادف زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للعاصمة البريطانية، والتقى هناك الجالية المصرية فى السفارة، فقابله منصور وطلب منه مد فترة علاج ابنه ووافق السادات “شفاهة” بلا تردد، ونادى على أحد مرافقيه ليقوم بتنفيذ الأمر، ولكن تخوف منصور من ذهاب السادات دون تأكيد فطلب من الرئيس أن يوقّع على الورقة التى قدمها له قائلًا: “عندما يبرح الرئيس المكان ويتحرك الموكب الرسمى.. لا أحد يعرف أحدًا”، فابتسم السادات وأدرك ما يرمى إليه ووقع على الطلب.
بعد معاناة مع المرض، اضطر منصور أن يدخل المستشفى، وكانت معه زوجته وابنه الأكبر مجدى، وكانت آخر كلماته التى قالها: “لا تبكوا، فقد عشت عمرى وأنا أكره أن أرى الدمع فى عيونكم، ولن أحبها

 قال عنه النجم العالمى “تشارلز لوتون”: “لو أن هذا الممثل الموهوب موجود عالميًّا لكنت أسلمت له الشعلة من بعدى، ولأن أعماله تعطيه هذا اللقب بل وأكثر أن خاننى قلمى وتعبيرى”.

270px-Charles_Laughton-publicity2

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.