في رحاب الكتابة! بقلم : اسماء عيسوى

مقالي بالعدد الجديد من جريدة أسرار المشاهير 👇👇

في رحاب الكتابة!

بقلم : اسماء عيسوى

يقول العقاد إنما الكتاب الخليق باسم الكتاب في رأيي هو ما كان بضعة من صاحبه في أيقظ أوقاته وأتم صوره واجمل أساليبه وهو الحياة منظورة من خلال مرآة إنسانية تصبغها بأصباغها وتظللها بظلالها، وتبدو لك جميلة أو شائهة عظيمة أو ضئيلة محبوبة أو مكروهة فتأخذ لنفسك زبدتها الخالصة وتعود بها وأنت حي واحد في أعمار عدة أوعدة أحياء في عمر واحد ذلك هو الكتاب كما أستحبه وأطلبه ، ومن هنا يتجلّى لنا دور الكاتب وقبل أن أعرض على حضراتكم دور الكاتب وأهمية الكتابة وأنواعها وخصائصها ودوافعها أخبركم مقدما ما الذي دفعني لكتابة هذا المقال وحقيقة الأمر أنني لاحظت رواجا كبيرا للعديد من المؤلفين وظهور العديد من دور النشر والترويج الشديد لمؤلفين الدور مما آثار في نفسي فرحة عارمة تبعها سؤال ألهذه الدرجة انتعشت الحركة الثقافية والأدبية والفكرية لدينا وما السّر وراء هذه الصحوة المفاجئة؟ وقمت بتناول أحد المؤلفات المطروحة وإذ بي أُصدم من الوهلة الأولى يا الله! والتعجب هنا ليس من خيالٍ علمي وإنما من بذاءة محتوى وإنعدام لغة وبشاعة أسلوب كيف لمثل هذا المُصنف أن يصل إلى أيدينا ويرى النور، أولى به ألا ينشر من الأساس؟!
وكيف لدار النشر أن تسمح بتلك المهزلة؟! هل هدف دور النشر هو تحقيق الربح المادي فقط دون الأخذ في الاعتبار المادة المعروضة للقراءة؟! مُعللة أن الكاتب هو المسئول الأوحد عمّا خطته يداه!
والإجابة من وجهة نظري هي لا ليس الكاتب وحده هو المسئول الأوحد عمّا خطته يداه فإذا ماقوبل بالصدّ والرفض من قبل دار النشر وبيان أسباب الرفض من أول قراءة مادته مااستطاع أن ينشر سخفه علينا وأن يروّج له لكنه عندما رأى ترحيب دار النشر به وبمؤلفه ظن نفسه أهلّا للكتابة وجديرا بها فدفعه ذلك إلى مرة ثانية وثالثة من مؤلفاته الفارغة.
وهناك نوع آخر من الكُتاب وقع أمام عيني مؤلفه فوجدته يُزيف الواقع ويُبدل الحقائق وأسوأ ما في الأمر أنه يسرد تاريخ أمة ويروي مادار خلال هذة الحقبة من الزمن ياالله كيف لهذا الكاتب أن يكون غير أمين على ماينقل لنا من أخبار؟!وكيف له أن يُزيُف الحقائق هكذا؟!
وماغرضه من تزييف الحقائق وتبديل الواقع؟! كيف وصلنا لهذة الدرجة من اللا أخلاق؟! وكيف أصبحنا سطحيين لهذة الدرجة؟! والعديد من علامات التعجب والأستفهام……
وإلى من لايعرف الكتابة وأهميتها وخصائصها ودوافعها إليكم بعض المعلومات..
الكتابة فن تحكمه قواعد ومن هذه القواعد
مايرتبط بتنظيم العمل الكتابي (كتابة المقدمة، المضمون الفكري، الخاتمة) ومنها ما يتصل بآليات الكتابة ( إملاء_نحو_ترقيم) ومنها ما يتصل بقواعد أستخدام أدوات الربط بين الجمل والفقرات
والكتابة اسلوبا للتفكير والكتابة إما وظيفية أو إبداعية
والوظيفية هي التي تستخدم في المجالات العلمية والدراسية وتكون ألفاظها محددة ودلالاتها قاطعة أسلوبها _غالبا_ علمي خالٍ من العبارات الموحيه تنظيماتها متعارف عليها.
أما الكتابة الإبداعية فهي التي تنبع من ذاتية الكاتب نفسه وتعبر عما يحسه من مشاعر وأحاسيس شخصية وتختلف هذه القدرة من كاتب إلى آخر أعتمادا على مدى ثقافته الواسعة ومدى إطلاعه وتنوع المجالات التي يمارس الكاتب من خلالها هذا النوع وهي (قرض الشعر، وكتابة القصة، والرواية، والمقال، والمسرحية، التراجم، السير، اليوميات والمذاكرات الشخصية ولاتكون الكتابة إبداعية إلا إذا توافر فيها عنصران هما: جمال الفكرة وأصالتها.
وجمال التعبير.
ومنها الأبتكار في اللغة.
الأعتماد على الآساليب الأدبية والإنشائية أكثر من الخبرية.
تعدد الصور الجمالية والكلمات ذات الدلالات المتعددة، حسن تنسيق الألفاظ، وهندسة العبارة وإحكام الصياغة.
نأتي إلى دوافع الكتابة
لماذا يكتب الكاتب؟
هناك من يلجأ إلى الكتابة كنشاط إبداعي يظهر موهبته من خلالها ، وهناك من يلجأ إليها كعادة وشغف، وهناك من تكون بالنسبة له واجب قومي ، وهناك من ينظر إليها كأنها الحياة فيها سر الخلود وهنا أقصد الكاتب الجدير بالكتابة الكاتب المحترف لا الكاتب الواهي الذي لايعرف عن مبادئ الكتابة شيء ولا يملك الموهبة الكتابية عديم الخبرة والمعرفة والنفع والإفادة الذي يكتب فقط ليقول لنا (أنا أكتب إذا أناموجود)
والكاتب إما سياسي أو اقتصادي أو ثقافي، اجتماعي، علمي، ادبي(شعر_نثر_قصة قصرة_رواية)، فني، راسلا وخاطبا أي أن الكُتاب يتنوعون تبعا للمجال الذي يكتبون به ولكل كاتب هويته التي تبرز من خلال كتابته وطرح أفكاره ومبادئه
فهذا الكاتب يتميز بجمال الوصف وسلاسة السرد وهذا يبدع في الفكرة وذاك يدهشك بعمق أسلوبه ومباغته قرائه في التنقل من نقطة لأخرى وغيرها من الصفات التي يتميز بها كل كاتب عن غيره من الكتاب.
واخيرا وليس بآخر فإن الكتابة تعتمد على ثقافة صاحبها وسعة إطلاعه وتجاربه الحياتية بالإضافة إلى الموهبة التي تبعث في النص المكتوب روحا ينفرد بها فتجعل له وقعا في وجدان القاريء ومن فوائد الكتابة الإبداعية إتاحة الفرصة للتعبير عن العواطف والمشاعر والتمرن على أستعمال اللغة كأداة للتعبير أو الأتصال .
وما ذكرته سابقا يتأتى من خلال عمل ندوات ثقافية ولقاءات حوارية لكبار الكتاب يشرحون فيها كيف وصلوا لهذه المرحلة المهمة من حياتهم ووصاياهم ونصائحهم للناشئين والموهوبين في هذا المجال.
أيضا تفعيل دور الجهات الرقابية على المصنفات الأدبية المطروحة بالأسواق بأمانة تامة وسن القوانين التي تحدّ من دور النشر التي تهدف إلى الأرباح دون الأخذ في الإعتبار المادة المطروحة بالأسواق.
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.