في عالمٍ موازي…قالب ثلج لا يشعر”
“في عالمٍ موازي…قالب ثلج لا يشعر”
كتبت: مايسة صابر’
ختان الإناث أو ما يُعرف بتشويه الاعضاء التناسليه الانثوية مصطلحات ادت إلي النتيجه نفسها على الرغم من اختلافها بحسب السياق اللُغوى, وهي عمليه تتضمن ازاله جُزئيه او كُليه للاعضاء التناسليه الانثوية دون وجود سبب طبي لذلك.
تُمارس هذه العملية باعتبارها احد الطقوس الدينية او الثقافية في حوالي اكثر من 27 دولة في إفريقيا، ومنها باعداد اقل في آسيا، وبعض المناطق بالشرق الأوسط.
من الواضح ان ختان الإناث من العادات المتوارثة في البلاد الشرقيه, وعلى الرغم من اعتباره جريمه مُخله بالشرف والاخلاق يُعاقب عليها قانون العقوبات إلا انه مازالت هناك العديد من عمليات الختان التي تُجرى في الأرياف والقُرى، وذلك يرجع لقلة التوعيه الصحية الكافية حول الاضرار البالغه التى تتعرض لها الفتاة سواء الصحيه او النفسيه.
وقد أقرت منظمة الصحة العالمية ان ختان الإناث بمثابة تشويه للاعضاء التناسليه الانثوية, ولا يعود بمنافع صحية على الانثى، في حين يعرضها للمشاكل، بجانب كونه نوعاً من انواع العنف والتمييز ضد المرأه.
يُنظر إلى هذه العاده حالياً في العديد من المجتمعات على انها إحدى أبرز أشكال التمييز الجنسي، او بمعنى آخر محاوله للتحكم في الحياة الجنسيه للمرأه، بينما تنظر إليها مجتمعات آخري علي انها علامة من علامات العفة والطهارة.
مما لا شك فيه ان ختان الإناث يتسبب في اضرار صحية جسدية ونفسية للفتاة تمتد وإن صح التعبير طيلة حياتها.
هناك مضاعفات بعيده وقصيرة الامد على الخِتان الذي أُجرى للفتاة، وماذا عن الخاتن إذ لم يكن قد حظى بتدريب طبي سابق حتى اصبح مؤهلا ً ليأتي بمثل هذه العملية، وما إذا كانت الادوات المستخدمه قد جرى تعقيمها قبل إجراء العمليه…والكثير من تلك الملاحظات التي لم تُأخذ بعين الاعتبار.
من المضاعفات قصيرة الامد انتفاخ في موضع الجرح, والنزيف الفائض, والآلام, وصعوبة الشفاء نتيجه لما يلتقطه الجرح من عدوى…ومضاعفات آخرى.
ومن المضاعفات طويلة الامد النزيف القاتل, والإصابة بفقر الدم, والتهاب الجهاز التناسلي, والإصابة بمرض آكل اللحم, والتهاب في بطانة الرحم.
وماذا عن الإناث اللواتي يمُتن نتيجة لتلك المضاعفات، ومن المجهول به ان تلك المضاعفات لا يتم التعرف عليها على انها حدثت بسبب عملية الجراحة.
العديد من الحملات تم إطلاقها للقضاء على تلك الجريمة البشعة التى تُجرى في حق الفتاة، ولكن لم يتوقف الآمر هنا, بل تم إصدار القانون رقم 78 لسنة 2016، لتشديد عقوبة خِتان الإناث في مصر، لترتفع العقوبة للحبس مده لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات.
لم يقف الآمر هنا, بل ادعى الكثيرون ان ختان الإناث مقتبس من الشريعة الإسلامية، وهنا قد نهضت دار الإفتاء للرد على هذه المغالطات وحسم الجدل الشرعي حول تلك الظاهرة، والذي اعتبرته انتهاكاً صارماً لجسد المرأة، لا يمس عفتها وطهارتها ولا اخلاقها في شيء بل, هو جريمة نكراء رفضها الإسلام ورفضتها الدولة والقانون، وعلى المجتمع برفضها ومحاربتها.
التعليقات مغلقة.