في عيد ميلادة ال42 .. محمد أبو تريكة أسطورة الصمت .. تتحدث عنه إنجازاتة وبطولاتة .. معشوق الجماهير الأهلاوية
يحتفل اليوم السبت محمد أبو تريكة نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق بعيد ميلادة ال42، وترك أبو تريكة بصمة كبيرة داخل قلوب وعشاق جماهير النادي الأهلي بشكل خاص وجماهير الكرة المصرية بشكل عام، فتمكن أن يكون مصدر إسعاد الجماهير في المقام الأول وكان يبحث دائما علي إسعادهم، فمنذ بدايتة الأولي داخل ملعب مختار التتش تمكن من كسب ثقة ومحبة الجماهير، وكان الحب متبادل بين الطرفين، ومن المعروف أن أبو تريكة رفض الرحيل لخوض تجربة الإحتراف الخارجي من أجل النادي الأهلي وجماهيرة الكبيرة.
بدأ أبو تريكة مسيرتة الكروية داخل نادي الترسانة، وتمكن أن يقدم مستويات عديدة متميزة، ونظرا لإمكانياتة الكروية الكبيرة إستطاع أن يكون مع الفريق الأول بقلعة الشواكيش وهو بعمر 17، وكانت الترسانة في تلك الفترة في دوري الدرجة الثانية، لعب أبو تريكو مع الفريق وقدم مباريات رائعة، وساهم في صعود الترسانة لدوري الأضواء والشهرة، بعدما تمكن أن يكون هداف دوري المظاليم برصيد 23 هدفا.
بزغ نجم أبو تريكة أكثر فأكثر وحقق العديد من المباريات القوية وقدم مستويات ثابتة، وأصبح حديث الإعلام المصري بداية من نهاية موسم 2002/2003، وقدم مباريات كبيرة أمام أندية القمة في ذلك الوقت، ولأن الكرة دائما تعطي لمن يستحق دخل النادي الأهلي في مفاوضات رسمية مع نادي الترسانة من أجل إنتقال نجم الفريق لصفوف القلعة الحمراء مقابل 450 الف جنية، وبالرغم من أن نادي الزمالك عرض علي اللاعب في ذلك الوقت مبلغ 750 ألف جنية، إلا أنه قرر الرحيل لمعشوقة الأول والأخير وبدأت مسيرة أبو تريكة مع الأهلي الرائعة وبداية الجيل الذهبي للقلعة الحمراء بقيادة الماجيكو.
بدأ أبو تريكة مسيرتة مع النادي الأهلي في النص الثاني لموسم 2003/2004 وأستطاع أن يترك بصمتة منذ اللحظة الأول وتمكن من تسجيل هدفين في أولي مبارياتة مع النادي الأهلي في شباك فريق طنطا، وأستمر بعد ذلك في تقديم الأداء المتميز وقص شريط أهدافة داخل شباك الزمالك الغريم التقليدي في نفس الموسم بالرغم من خسارة الأهلي إلا أنه كان نجم اللقاء الأول، وينتهي الموسم وتبدأ مواسم الحصاد مع القلعة الحمراء منذ ذلك الوقت وحتي إعتزالة كرة القدم.
لعب أبو تريكة مع النادي الأهلي 11 موسما، حقق خلالهم 23 بطولة مختلفة، وكان له اليد العليا في إنهاء معظم هذه البطولات بأقدامة الذهبية ورأسياتة المتقنة، فقد ساهم في تحقيق بطولة دوري أبطال أفريقيا للمارد الأحمر 5 مرات، وكان له الكلمة العليا في ثلاث ألقاب منهم وساهم في تتويج الشياطين الحمر بالبطولة، ولا يستطيع أحد هدفة الشهير في مرمي الصفاقسي التونسي علي ملعب رادي، بعد قذيقفة متقنة في نهاية اللقاء، وأيضا بطولة أفريقيا 2005 كان صاحب الضربة الصاروخية الأولي في شباك النجم الساحلي التونسي، أما في البطولة الأخير لدوري أبطال أفريقيا 2013 ساهم أبو تريكة في ختام مشوارة مع القلعة الحمراء بهذا اللقب الغالي وساهم بتسجيل هدفين في المباراة النهائية، وصعود الفريق لبطولة كأس العالم للأندية.
فاز أبو تريكة أيضا مع النادي الأهلي ببطولة الدوري المصري الممتاز 7 مرات، وبطولة كأس مصر 3 مرات، وكأس السوبر المصري 4 مرات، وأخيرا بطولة كأس السوبر الأفريقي 5 مرات، ونأتي للحديث عن بطولة كأس العالم للأندية عام 2006، فقد تمكن أبو تريكة أن يحصد لقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف وساهم في حصول الفريق علي المركز الثالث ببطولة كأس العالم للأندية وكان لأهدافة الثلاثة دور فعال في تحقيق هذا الإنجاز الكبير مع كوكبة النجوم الكبار داخل القلعة الحمراء.
إنجازات أبو تريكة لم تنتهي عند هذا الحد، فقد ساهم أيضا بالمساهمة في تحقيق بطولات عديدة لمنتخب مصر خلال الفترة الذهبية للمعلم حسن شحاتة، وساهم في الفوز ببطولتي أمم أفريقيا عامي 2006، 2008، وكان صاحب الأهداف الأخيرة في تلك البطولتين، فكرة القدم كانت لا تحب أن تزور الشباك إلا في وجود أبو تريكة، فهو دائما كان يسعد الجميع وكان لاعبا إستثنائيا يفعل الأشياء الغير متوقعة فلذلك أصبح أبو تريكة أسطورة كرة القدم المصرية عبر التاريخ.
شارك أبو تريكة مع الفراعنة في بطولة كأس القارات بجنوب أفريقيا عام 2009، وبالرغم من عدم تسجيلة لأي هدف إلا أنه كان أحد نجوم المنتخب في هذه البطولة، فكانت لمساتة السحرية ومردودة الفني يسعد الجميع، فلا أحد ينسي الأداء المتميز الذي قدمة أمام البرازيل، ثم بعد ذلك إيطاليا وصناعة هدف الفوز الشهير لمحمد حمص، ودخل تشكيلة البطولة المثالية كأفضل لاعبي بطولة كأس العالم للقارات.
الحلم الذي كان يبحث عنه أبو تريكة دائما هو الوصول لكأس العالم، ولكن كانت كرة القدم قاسية أمام أبو تريكة، فتبخر حلم الوصول مرتين علي التوالي في اللحظات الأخيرة والحاسمة، ففي تصفيات كأس العالم 2010 خسرت مصر أمام الجزائر في المباراة الفاصلة، أما عن تصفيات كأس العالم 2014 فخرجت مصر أمام غانا في المباراة الشهيرة التي خسرتها الفراعنة بنتيجة “6/1″، ولكن القدر كان رحيما بأبو تريكة وتم تعويضة بالمشاركة في أولمبياد لندن 2012 مع منتخب مصر الأولمبي بقيادة هاني رمزي، وساهم في صعود الفراعنة للدور الثاني، وتمكن من تسجيل هدفين وصنع أهداف آخري، وخرج منتخب مصر بعد ذلك أمام اليابان.
فاز أبو تريكة بجائزة أفضل لاعب أفريقي داخل قارة أفريقيا 4 مرات، وهو الرقم الأكبر الذي لم يحققة أي لاعب في تاريخ القارة داخليا، أما عن جائزة أفضل لاعب في القارة بشكل عام، فكان هو المرشح الأبرز لنيل هذه الجائزة، ولكنها ذهبت للاعب آرسنال أديبايور بسبب تواجدة في الإحتراف الخارجي، ويحقق أبو تريكة المركز الثاني، وفاز أيضا الماجيكو بجائز أفضل لاعب في أفريقيا والتي تقدم من “بي بي سي” وكان ذلك هو اللاعب المصري الأول الذي يحقق هذه الجائزة، وأحرزها من بعده نجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح.
أبو تريكة سيظل دائما أسطورة خالد دداخل الملاعب المصرية والعربية، وبالرغم من عدم لعبه بالخارج إلا أنه يلقي دائما إحترام كبير من الجميع، وقال عنه ديدية دروجبا أسطورة كرة القدم الأفريقية “أن أوروبا لم تنل شرف تواجد أبو تريكة داخل ملاعبها وكان يستحق تحقيق هذا الإنجاز، ولكن أرقامة وبطولاتة تتحدث عنه دائما”، ويظل الماجيكو معشوق الجماهير الأول، القاتل المبتسم الذي كان يزور الشباك بإستمرار، محمد أبو تريكة أسطورة حية أهلاوية علي الأراضي المصرية، فمتي يظهر لاعب داخل الملاعب المصرية يمتلك إمكانيات أبو تريكة الإنسان والخلوق.