في فلسطين .. أطفالٌ لا يعيشون الطفولة بل ينتقلوا مباشرة للرجولة
دمعة طفل تروي الكثير
بقلم وريشة : زكريني رحاب الإسلام ( الجزائر )
أطفالٌ أجبرتهم الحياة على أن يكبروا سريعاً و يروا الحياة على حقيقتها .
رجالّ منذ نعومة أظافرهم ليس لديهم متسع من العمر للعب والشجار البريئ مع بعضهم .
بل كلهم يد قوية واحدة وسند لبعض بهدف واضح .
يسرقون لحظات قليلة لصنع ذكريات عظيمة ، تخلد في ذاكرة الجميع .
شجاعة وحيرة وصمود
أطفال غير كل أطفال العالم ، علمتهم الحياة قبل المدرسة !
بأيديهم الصغيرة يكتبون التاريخ لا يدرسونه فقط !
وبأعينهم البريئة تجد نظرات الشجاعة و الحزن والصمود و الحيرة في آن واحد .
نظرات أكبر من أن تُحمَل في هذا العمر .. و بأجسادهم الرقيقة قوة للمواجهة والصبر و تحمُّلٍ للجراح ، جراحٍ إن شُفيت بعضها فالأخرى لا تلتئم .. !
طفولتهم تختلف عمّا دونها ، وكل ما يلعبه أي طفل آخر في العالم أثناء صغره كوسيلة للترفيه .
هم يعيشونها في الحقيقة ، فيلعبون الغميضة تارة في بيوتهم نجاةً من القصف ، و تارة بالنقيفة و الحجر كمقاومة و إنتفاضة ضد العدو .
لاوقت للنحيب
أطفال يرون الموت كل يوم ، يدخل بيوتهم ويأخذ أهاليهم واحدا تلو الآخر ، فيعلمهم الشعور بالمسؤولية في سن أسبق من المعتاد .
ليس لديهم وقت للنحيب عما حصل .
بل كل فجر جديد هو يوم للمقاومة أكثر و لاستعادة الحرية التي سُلِبت منهم ، كل فجر مقبل هو فجر يبشر بالإنتصار ، فجر لحياة جديدة أو لاستشهاد !
أطفال يؤجلون أحزانهم -و إن غلبتهم الدموع يأخذون استراحة محارب لمهلة ثم يعودون لساحة المعركة ، يؤجلون طفولتهم، أعمارهم، أحلامهم .. كيف لا يفعلون !
وكله فداءا للوطن ..
كل ما يقرؤه صغار العالم في قصص الأطفال من أبطال و يتمنون لو كانوا مثلهم ، هم مجرد حبر على ورق ، الأبطال الحقيقين هم أطفال غزة ، أبطال واقعيين لا قصص الخيال .
مع فلسطين ظالمة أو مظلومة