في يوم ميلاده محمد فوزي.. الموسيقار الكبير الذي أدخل مصر صناعة الاسطوانات ومات حسرة عليها
في يوم ميلاده محمد فوزي.. الموسيقار الكبير الذي أدخل مصر صناعة الاسطوانات ومات حسرة عليها
كتبت:روز توفيق انور
لم يكن يعرف أنه سيكون مغنيًا، أو ملحنًا، كان يتمنى أن يترك طنطا، بلده الذي وُلد فيه، في الخامس عشر من أغسطس عام 1918، إنه الفنان الكبير الراحل محمد فوزي، الراحل في مثل هذا اليوم، العشرين من أكتوبر عام 1966.
حصل “فوزي” على شهادة الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931، وكان يحب الغناء في مدرسته، مقلدًا الموسيقار محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم.. مدرسوه دعوه للالتحاق بمعهد الموسيقى العربية بعدما سمعوا صوته الجميل وأثنوا عليه وهو ما جعل الحلم بأن يصبح كعبد الوهاب ينمو داخله.
التقى محمد فوزي في صباه بفرقة إنشاد كانت تزور مولد سيدنا الدسوقي، وعندما استمع أحد أعضاء هذه الفرقة لصوته العذب، دعوه إلى أن يصحبهم خلال الليالي التي يحيونها بتلك الموالد، مقابل جنيه عن كل ليلة.
فرح محمد فوزي الصغير، كانت هذه تسميته بين أعضاء الفرقة آنذاك- بالمقابل المادي الكبير 30 جنيها في الشهر، وفي مرة من المرات، فوجئ باستدعائه من ضابط استهجن غنائه بالموالد، وطلب منه أن يعود إلى طنطا، وهو ما استجاب له وكف عن الغناء في الموالد.
أحب فوزي أغنية “خايف أقول اللي في قلبي” وهي الغنوة التي اعتاد غنائها في الموالد في صباه، وحينما كف فوزي عن الغناء في الموالد بدسوق، جاء إلى القاهرة، والتحق بمعهد الموسيقى العربية.
في معهد الموسيقى العربية التقى بمصطفى العقاد، الذي كان يرأس فرقة “العقاد الكبير” بالمعهد، ورحب العقاد بمحمد فوزي، واحتضن موهبته، وشجعه، وبدأ يعقد له تدريبات على الغناء، بعدما أعجب بصوته، قائلاً له: “أنا هستلمك، واعتبرني والدك، وسأصحبك في الحفلات، لتتمرن على مواجهة الجمهور”.
كان مصطفى العقاد شديد الاحتفاء بمحمد فوزي، ويقدمه إلى عبد الغني السيد، والمغنيين الكبار آنذاك، يحكي “فوزي” عن هذه الفترة قائلا في تسجيل صوتي له قديم: “بدأت الحفلات تتوالى، وبدأت أشارك في الأمسيات التي تعقدها القهاوي، وشاركت لأول مرة بأغنية “آدي الميعاد قرب ولا جتش” كانت غنوة تستمر لمدة 4 دقائق، فيها التعبير بالإحساس، واتجه فكري إلى أني يجب أن أتوجه للإذاعة، وأنتج فيها أغان، وتقدمت، والتقيت بمصطفى رضا، الذي كان مهيمنا على الأمور الفنية، وكان يهتم بالطرب القديم”، وعلى الرغم من رغبة محمد فوزي في إنتاج الجديد، إلا أنه اصطدم برغبة مصطفى رضا في الغناء القديم، فقرر رضا أن يرفده من الإذاعة بسبب غنوة “يا نور جديد في يوم سعيد” ، كونها لم تلق قبولا لدى مصطفلا رضا.
يشير فوزي إلى أن أعظم الأعمال التي جذبته، عمل الأوبريتات والغناء المسرحي، فاتح صاحب “طير بنا يا قلبي” الحديث في مسألة عمل الأوبريتات الإذاعية، وأنتج في الإذاعة أوبريت “نور الصباح” المأخوذ من فكرة سندريلا.